ما فضحته جثة محامى المطرية!


محمد الدسوقى رشدى - المصدر اليوم السابع


الله يرحمك يا هتلر.. رحل جسدك وبقيت روحك السادية ترفرف داخل الأقفاص الصدرية لآلاف المصريين، يفرحون بأخبار الإعدامات الجماعية ويستنكرون استنكار بعضنا للعنف القضائى المفرط، والأحكام القاسية ضد بعض الشباب، ويغضبون بسبب غضبنا من التعذيب والعنف السياسى الذى يتخذ لونا إقصائيا متأثرا بأفلام حسام الدين مصطفى عن كفار قريش، الله يمسيك بالخير يا أم هتلر.. «حقيقى اللى خلف مامتش»، ومصر ولادة، وبدل الهتلر الواحد بقى عندنا عشرات بل مئات انتقلوا من زمن مبارك إلى زمن مرسى إلى زمن السيسى بنفس العقلية «الشوفينية» التى لا تطلب سوى «فرم» الخصوم، سجنهم أو إبعادهم أو إعدامهم وتبرر تعذيبهم. 2 حتى ترتاح سريعا واجب علينا إخبارك أن أى محاولات لتبرير أو تمرير عملية تعذيب وقتل محامى المطرية ليست سوى تعبير عن انضمامك إلى القائمة السابقة من أبناء هتلر. ومن أجل راحة أكبر عليك أن تعرف أن محاولة إيهام الناس بأن محامى المطرية إرهابى وعضو خلية مسلحة، لا تبرر أبدا تعرضه للتعذيب الوحشى داخل القسم على أيدى ضباط الأمن الوطنى، وبصراحة بلا شوائب، عليك أن تعلم أيضا أنه حتى ولو كان محامى المطرية كبير المحرضين على العنف، والمسؤول عن تفجير 100 قنبلة فى شوارع مصر، ووتم ضبطه برفقة العشرات من قطع السلاح، فكل هذا لا يمنح الأمن الحق فى تعذيبه وقتله، ولا يمنحك الحق فى التعامل مع روحه وكأنها أرخص ما فى الأسواق من سلع، هو فى الأصل متهم، والقانون يكفل للمتهمين فى هذا الوطن كثيرا من الحقوق، وأنت تقول إن مصر دولة قانون، أو هكذا نريدها أن تكون. 3 أنت الباحث عن مبررات لتمرير عملية تعذيب محامى المطرية تحت مظلة شعار نحن نحارب الإرهاب،  كنت تقول منذ أيام إن أعضاء تنظيم داعش مجرمون وهمج ووحشيون، لأنهم لا يحسنون معاملة الأسير، ولأنهم يعذبون ويقتلون العزل من البشر، ومع ذلك تحولت وارتديت ثوبهم، وبررت تعذيب محامى المطرية، مع أنه كان فى قبضة الأمن وداخل قسم شرطة أى فى حكم الأسير، ومن قبل ذلك كان أعزل لا حول له ولا قوة، وكان يمكن لضباط التحقيق، التحقيق معه واستجوابه بعشرات الطرق العلمية التى تتبعها أجهزة الأمن فى العالم، وكان يمكن تقديمه للمحاكمة وسجنه وإعدامه إن قالت الأدلة بذلك، ولكنهم اختاروا طريق داعش،وعذبوه وقتلوه، واخترت أنت طريق أنصار داعش وهللت وصفقت لتعذيبه وقتله لأنه فقط ينتمى لقائمة خصومك. 4 اليوم ياعزيزى أنت تفعل ذلك، تشجع الداخلية على التمادى، والقضاء على الخصوم بمزيد من القسوة، وتقهر كل صوت يخرج ليحذرها من الإفراط فى العنف والإقصاء دون أن تدرى أنك كنت تنتقض فعل الإخوان ذلك.. عزيزى المواطن المصرى أيا كان لونك السياسى.. رغبتك فى العدل لابد أن تكون أعلى من رغبتك فى الانتقام.. رغبتك فى مصر واجب أن تكون أقوى من رغبتك فى السيطرة على مصر.. «فاهمنى أنت طبعا؟!!».







المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة