نقاد : "صليل الصوارم" نشيد بدائى متناقض يصف العرب بالقتلة


الناقد الدكتور هيثم الحاج على 


على الرغم مما يفعله تنظيم "داعش" الإرهابى، من أعمال إجرامية ترفضها الديانات السماوية، إلا أنه بين حينٍ وآخر، يجعل من نفسه "أضحوكة"، كان آخر هذه الأفعال نشر نشيد بعنوان "صليل الصوارم" والذى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى بعدما قام العديد من النشطاء بالسخرية من النشيد و"داعش" بدمج النشيد مع مشاهد رقص سينمائية أو مهرجانات شعبية. ومن ناحية أخرى، فإن النشيد كان دافعًا أيضًا لسخرية النقاد، فالناقد الدكتور حسين حمودة، قال إن هذه قصيدة تقليدية جدًا، تنطلق من فكرة الإنشاد التى لم تعد فكرة صالحة أو غنية فى الكتابة الحديثة وتعتمد من جانبٍ آخر على الإيقاع الصاخب، وربما العنيف، وتستدعى من وجهة ثالثة الكثير من الألفاظ القديمة المحظورة، أو التى لم تعد مستخدمة. ورأى حسين حمودة أن المفارقة هنا، هى أن أسماء الأسلحة الواردة فى النشيد لا تستخدمها "داعش" مثل "الصوارم" وهى السيوف، بل تستخدم أسلحة أحدث بكثير، وباختصار فالقصيدة تنمنى إلى زمن آخر، قديم، وغابر، ربما يتجاوز الأفكار التى ينطلق منها تنظيم "داعش" الذين يروجون فى النهاية إلى فكرة أن العرب قتلة بدائيون، أو على الأقل قادمون من العصور البدائية. كما قال الناقد الدكتور هيثم الحاج على، إنه على المستوى الفنى فإن إيقاع هذا النص ساذج وهو محاولة لإنشاء مضمون من الممكن تسميته بـ"الغنائى" وهو سطحى أيضًا، يسعى لحشد مجموعة من الألفاظ والتى تعتبر رنانة لدى العامة، فهى محاولة من الشاعر لاستمالة المستمع لقضيته، أو بمعنى أصح لاتجاهه الشخصى، فهذه القصيدة مستهلكة جدًا، وبرأيى أننا أمام أزمة حقيقة وهى أن الشاعر - إذا اعتبرناه شاعرًا – يعيش فى الماضى، وليس لديه أى أدنى فكرة عن التطورات التى طرأت على فن الشعر الغنائى، وبالتالى فإن النتيجة أنه يقدم "حفريات" شعر ما يدل على أنها من آثار الشعر التى لم تعد مستخدمة، فيقدم صورة منفصلة تمامًا عن الواقع. 







المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة