أخبار مصر و العالم - اخبار الفن - اخبار الرياضة - الاقتصاد - المرأة و الطفل-اخبار الثقافه
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
انتهى الدرس يا «عز»!!
محمد فودة - اليوم السابع
حينما خرج علينا أحمد عز بشكل استفزازى ومثير للاشمئزاز بعد ثورتين غيرتا وجه الحياة على أرض مصر بالكامل وأطل بوجهه غير المقبول شكلا وموضوعا مرة أخرى فى الحياة السياسية، معرباً وبكل «بجاحة»، أنه قرر استئناف «مشواره» فى عالم السياسة، أثار غضب الجميع بل تسبب فى أذى كبير لمشاعر الناس، لأن ما فعله أمر غير مقبول وغير مبرر.. فبأى وجه يريد أن يدخل الحياة السياسية مجددا وهو نفسه كان سببا فى إفساد هذه الحياة قبل ثورة 25 يناير التى أطاحت بالنظام الذى كان عز جزءا رئيسيا من فساده الذى كانت رائحته الكريهة تزكم أنوف الشرفاء؟.. وهل عاد ليفسد علينا ما حققناه من مكتسبات ديمقراطية؟ ولماذا كل هذا الحرص على «العودة» فى هذا التوقيت بالذات على الرغم من أنه يعرف جيدا أن الوقت لم يعد مناسبا له ولأمثاله وأن زمانه قد ولى وذهب بلا رجعة وأنه لن يعود بأى شكل من الأشكال؟.. وفوق كل هذا وذاك فهو يعرف جيدا أن هذه العوده تهدد استقرار المجتمع ككل. فهل فقد أحمد عز عقله ولم يعد قادرا على التمييز بين الصواب والخطأ، وهل أصيب بـ «العمى السياسى» فلم يعد يرى الصورة الحقيقية التى أصبحت عليها الحياة السياسية الآن وعلى وجه الخصوص بعد ثورة 30 يونيو التى قامت من أجل تطهير المجتمع من تلك الكيانات المريضة التى أفسدت الحياة السياسية فى مصر، وعلى افتراض أن أحمد عز لم يعد بالفعل قادرا على رؤية الواقع بشكل سليم، وأنه فقد أيضا القدرة على التحكم فى تصرفاته ورغبته الجامحة فى العودة إلى الأضواء بأى شكل وبأى ثمن، بل وبأى وسيلة حتى لو كانت تلك الوسيلة هى أن يضع يده فى يد الشيطان من أجل الوصول إلى أهدافه «المسمومة» ومن أجل تحقيق مصالحة الشخصية التى يضعها فوق كل شىء مخرجا لسانه للجميع، فأين مستشاروه الذين يملأون الدنيا كلاما عنه وعن مشاريعه المستقبلية. أعتقد أن المستشارين المحيطين بأحمد عز يعرفون جيدا كل ما يجرى فى الشارع السياسى الآن، وأنا على يقين تام بأنهم متأكدون من أن عودته على هذا النحو المستفز والمثير للتساؤلات قد تتسبب فى تفجير الكثير من المشكلات من حوله، بل إنها قد تفتح ملفات أخرى من فساد أحمد عز الذى ليس له حدود، وساعتها سيكون أحمد عز قد فتح على نفسه «طاقة جهنم» بهذه الخطوة غير المحسوبة التى اتخذها بين ليلة وضحاها فى العودة غير المحمودة ليستفز الناس على هذا النحو اللافت للنظر. العقل والمنطق يؤكدان أن المقدمات دائما تؤدى إلى نتائج.. وبالطبع كلما كانت المقدمات سيئة فإن النتائج ستكون حتما وبكل تأكيد فى منتهى السوء.. وهنا أتساءل: مادام أحمد عز شخصيا كان سببا رئيسيا فى الكثير من المقدمات الصادمة للجميع التى كان آخرها «برلمان 2010» الذى أقل ما يوصف به أنه كان بمثابة الفعل الفاضح.. وكلها مقدمات كانت واضحة للجميع وضوح الشمس بما اتسمت به من فساد وبما تضمنته من كل أشكال الموبقات فى عالم السياسة التى لطخت سمعة نظام مبارك بالكامل، أليست النتائج الطبيعية والمنطقية لتلك المقدمات أن تكون ممثلة فى هذا الرفض العام له، وأن تتم ترجمتها فى تلك الحالة من «القرف» التى أصابت الجميع بسبب هذا الظهور المستفز له وهو يحاول استثارة مشاعر الناس باللعب على الجوانب الإنسانية مصوراً نفسه أمام الرأى العام وكأنه ملاك هبط من السماء ليخلص المجتمع من مشكلات مزمنة ظل يعانى منها لسنوات وسنوات متجاهلاً أنه كان الراعى الرسمى لهذا الفساد. لقد قال الحكماء من قبل فى مثل هذه الحالات «اللى اختشوا ماتوا» ولكننى فقط أكتفى بأن أهمس فى أذن أحمد عز قائلاً «إذا بليتم فاستتروا»، فهل كان يعتقد هو وأمثاله من رموز فساد عهد مبارك أنهم وبعد كل ما ارتكبوه من أخطاء فى حق الشعب وبعد ثورة 30 يونيو من الممكن أن يتركهم المجتمع يعبثون بما تحقق وما يزال يتحقق على أرض الواقع خاصة ونحن نعيش الآن مرحلة تشكيل ملامح الدولة العائدة بقوة لتتبوأ مجددًا المكانة التى تليق بها بين دول العالم. ولكن يبدو أن أحمد عز ومن على شاكلته ممن يحاولون الآن إطفاء فرحة الناس بما تحقق من مكتسبات حقيقية فى أعقاب ثورتين عظيمتين قد نسوا ما فعلوه بالمجتمع ضاربين عرض الحائط بكل القيم والأخلاق التى تحض عليها كل الأديان السماوية، لذا فإنهم ينطبق عليهم قول الله عز وجل فى سورة الحشر: «ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون» صدق الله العظيم.
تعليقات
إرسال تعليق