طوابير وزحام وسوء معاملة.. ماذا يجرى فى "أبو الريش" ؟!


المصدر الاهرام - تحقيقات - الصحة

بمجرد وصولك أمام مستشفى المنيرة الجامعى أو اليابانى أو وصولك إلى مستشفى أطفال مصر تجد الأهالي، وأطفالهم يجلسون على الارصفة بطول الشارع منذ الصباح الباكر وامام مدخل العيادات انتظارا لدورهم فى الدخول، وقد تطول بهم ساعات الانتظار اذا كان هناك تحليل للمريض فينتظر للساعة الثالثة لاستلام النتيجة.وعلى الرغم ان الكثير من هؤلاء المرضى قادمون من الاقاليم والمحافظات البعيدة ولا يعرفون أحدا فى القاهرة وقد لا يكون لديهم اقارب فى العاصمة، فيكون مأواهم الوحيد هو الشارع ينتظرون فيه سواء تحت حرارة الشمس صيفا أو الأمطار شتاء وسط بكاء وصراخ اطفالهم وغلظة بعض موظفى الأمن وتشاجرهم الدائم معهم الا أنهم يتحملون من أجل عيون ابنائهم.اقتربت «تحقيقات الاهرام» من هؤلاء الاهالى الذين ظهر على وجهوهم أعراض اليأس والارهاق من كثرة السعى وراء رعاية صحية وعلاجية مناسبة لاطفالهم.والدة الطفلة ندى مصطفى تقول: ابنتى تعانى من مشاكل فى الكبد وتم تحويلها الى مستشفى ابو الريش بخطاب من مستشفى قنا العام الا ان المستشفى هنا تطالبها بعمل جزء من الاشعة والتحاليل التى تكلفها كل مرة 500 جنيه، وأكدت أن حالتها المادية لا تسمح بذلك فهى تقترض من اقاربها لعلاج ابنتها وقد تلجأ الى بيع ما تملك لشراء العلاج.أمينة محمود والدة الطفل احمد ابراهيم تجلس امام العيادات الخارجية فى حالة بكاء شديد وبسؤالها عن السبب قالت أعيش على الرصيف هنا منذ ثلاثة ايام فقد اصيب ابنى بحروق بالغة فى حادث حريق بالمنزل ولضعف الامكانيات بالقرية التى نعيش فيها ببنى سويف تم تحويلى إلى مستشفى أبو الريش ومنذ قدومى الى هنا وانا اجلس على الرصيف فى انتظار دورى وكل يوم اسعى لشرح حالة ابنى لمن أراه سواء للأمن أو التمريض.بينما أكد فتحى عبد العزيز من محافظة المنوفية أن أغلب الأدوية يضطر لشرائها من الخارج بالاضافة الى الأشعات والتحاليل التى تفوق طاقته وترهقه ماديا.اما والدة رنا التى لا يتعدى عمرها عاما فتقول: ارحب بمزيد من الزحام والطوابير مقابل علاج عينى ابنتي.. فكله يهون فى سبيل انقاذ اعين طفلتي، فقد اجمع كل من رأها من اطباء على حاجتها الى زرع عدسات فى اقرب وقت وان تكاليف العملية قد يصل الى 20 الف جنيه لذلك ذهبت الى ابو الريش اليابانى للاطفال لطلب المساعدة واجراء العملية.والد الطفل محمد الذى يبلغ من العمر 5 اشهر يقول: يعانى ابنى من التهاب فى المفاصل ويحتاج الى تجبير عظام الساقين والذراعين مرة كل اسبوع.. ونعانى انا وزوجتى وابنى مشقة المرض والطوابير وسوء المعاملة بالاضافة الى المشقة المادية.وبعد معرفة مشاكل المرضى واهاليهم بمستشفى المنيرة الجامعى توجهنا الى مكتب الدكتورة رشا عمار مدير المستشفى لمعرفة مطالب واحتياجات المستشفى كمحاولة لايجاد حل لهؤلاء البسطاء، الا ان سكرتيرة المكتب قالت لابد من كتابة طلب وترك كارت شخصى لمقابلة الدكتورة. وقمت بكتابته وفى تلك الاثناء جاءت مديرة المستشفى الى مكتبها، وانتظرت الدخول وفى هذه اللحظات دخلت والدة طفلة مريضة تشكو انها جاءت متأخرة عن دورها لمدة ساعة بسبب زحام المواصلات والطبيب قام بتأجيل موعد الكشف لمدة شهر مع العلم بانها كانت حاجزة لهذا الدور من شهر مضى وتخشى على ابنتها من الموت وكان رد السكرتيرة (ما تموت هو احنا اللى جينا متأخر) وبعد صراخ من والدة الطفلة خرجت المديرة من مكتبها وكتبت لها تصريح بالكشف، أما بالنسبة لى فقامت بتأجيل الموعد ومن يومها ولمدة اسبوعين وأنا احاول الاتصال بالمكتب والتليفون الشخصى لمديرة المستشفى ولكن «لا يوجد رد».
1200 طفل يومياوتؤكد الدكتورة رانيا حجازى مدير مستشفى أبو الريش اليابانى ان المستشفى يضم 450 سريرا لخدمة الاطفال منها 128 للرعاية المركزة ويقوم بالاشراف عليها كبار أساتذة طب القصر العينى لجراحة الاطفال، وقد تم اجراء 14 الف عملية جراحية فى جميع المجالات العام الماضي.وتضيف ان المستشفى يخدم 1200 طفل يوميا حيث انها تعد اكبر مكان به رعاية مركزة فى الشرق الاوسط لامراض القلب والكبد والغسل الكلوى وجراحة حديثى الولادة حيث اننا نعمل على علاج أوزان اطفال اقل من كيلو جرام، وتشير الى ان ميزانية المستشفى تقدر بـ15 مليون جنيه بخلاف مرتبات الأطباء مؤكدة اننا نسعى الى تطوير أقسام المستشفى ومنها وحدة عمليات الطواريء ووحدة التعقيم المركزية ووحدة الكلى والقلب والجراحة، هذا بالإضافة الى حاجتنا الى أدوية ومستلزمات يوميا.وأبرز المشاكل التى تواجهنا هى نقص التمريض لذلك نحن فى حاجة الى زيادة المرتبات لجذبهم للعمل حيث ان التبرعات التى نحصل عليها تكفى لشراء الادوية والادوات والمستلزمات الطبية والاجهزة وتطوير البنية التحتية للمستشفي، ولا يوجد نقص فى عدد الحضانات ولكن العجز فى عدد الممرضات اللاتى يقمن بالعمل فى الحضانة خاصة وليس لدينا مرتبات تنافسية مع القطاع الخاص بالإضافة الى ضرورة توافر عدد من الأجهزة الحيوية وكذلك طبيب وممرضة لكل سرير وهو ما يكلف المستشفى 250 ألف جنيه للحضانة الواحدة.
الخروج من الأزمةوتقترح للخروج من هذه الازمة وضع خطة بين وزراتى التعليم العالى والصحة تقوم من خلالها مستشفيات الاقاليم والمحافظات بتدريب الاطباء والممرضين على كيفية التعامل مع حديثى الولادة والمبتسرين داخل الحضانات وامداد المستشفيات بالاجهزة اللازمة للحضانات حتى لا نصل لمرحلة «لا يوجد مكان لطفلك بالمستشفي»، وتضيف انه لا يوجد لدينا مشاكل فى نقص الدم حيث اننا نطلب من اهل المريض التبرع قبل السماح بالدخول، موضحة ان قوائم انتظار العمليات طويلة جدا، وجميع العمليات يتم اجراؤها مجانا.وتوضح ان العيادات الخارجية تعمل من 8 صباحا وحتى 12 ظهرا ويعمل بها كبار الاستاذة والاستشاريين بكل التخصصات وبالتالى لديهم التزامات أخرى فهم اساتذة جامعات واذا تمت المقارنة بين عدد المترددين على العيادات الخارجية وعدد الاطباء نجد ان كل 100 مريض لديهم 5 اساتذة للكشف عليهم بكل عيادة بمعدل 20 مريضا للطبيب الواحدوتشير إلى أن هناك خطة لتطوير المستشفى من ناحية المعمار وتطوير اداء العاملين واستحداث اجهزة الكمبيوتر سوف تنتهى بحلول عام 2020.وبالنسبة لمدى التعاون بيننا وبين مستشفى المنيرة لا يوجد لديهم قسم قلب ولا جراحات كذلك وحدة الكلى فيتم استقبال الحالات التى تتبعهم لدينا، بالاضافة الى تقسيم الدورات التى يتلقاها الاطباء بيننا وعن اهم احتياجات المستشفى فى الوقت الحالى تقول الدكتورة رانيا: هى حاجتنا الى تطوير جهاز الحريق والذى يصل ثمنه حاليا 3.5 مليون جنيه ونظرا لاهميته البالغة نعقد مناقصات تتجاوز المليون جنيه لشرائه بالاضافة الى جمع تبرعات لتطوير قسم الجراحة والذى يحتاج الى 4.5 مليون جنيه.
جراحة الأطفالويوضح الدكتور محمد طه مدير مستشفى اطفال مصر ان المستشفى تقدم خدمات جراحة الاطفال والاورام وعلاج اطفال مبتسرين بالإضافة الى وجود أقسام داخلية للعظام والعمود الفقرى وامراض الدم، مشيرا الى ان وحدة الرعاية المركزة لدينا تضم 8 أسرة، ومركز جراحة القلب به 20 سريرا بعد الجراحة و3 غرف عمليات، مؤكدا انه يتم اجراء من 1400 الى 1500 عملية سنويا منها 400 عملية جراحة عامة موضحا ان المستشفى يتبع الهيئة العامة للتأمين الصحي، لذلك كل احتياجاتنا من أجهزة ومستلزمات طبية تتوافر من خلال مناقصات الهيئة ووزارة الصحة، موضحا انه لا يوجد نقص فى عدد الأطباء أنما المشكلة فى نقص التمريض.ويضيف اننا نعمل حاليا على تطوير المستشفى ففى خلال أشهر قليلة سيتم الانتهاء من تغيير البنية التحتية والتى تشمل غرف المرضى والكهرباء والصرف الصحي، تم الانتهاء من حوالى 90 % وباقى 10%.موضحا انه يتم التبرع من خلال قسم الايرادات بايصالات مختومة بختم النسر.وعن قوائم انتظار العمليات لا تتعدى الشهرين واطول فترة تكون 4 اشهر فنحن اقل فترة فى قوائم الانتظار على مستوى مصر،مؤكدا انه لا يوجد مشاكل فى بنك الدم فمن خلال التبرعات نقوم بشراء ما ينقصنا أما النقص فهو فى عدد الحضانات.وعن مدى التعاون بينهم وبين مستشفى المنيرة الجامعى يوضح انهم يتبعون الجامعة ونحن نتبع التأمين الصحى ولكن يوجد تعاون بيننا.







اقرأ أيضاً :

=====


معاناة الدكتور "أحمد زويل" من سرطان النخاع العظمى

الجسم القلوى يحميك من الأمراض

الحيوانات الأليفة هوس أم ثقافة؟!

دراسة تخالف كل التوقعات: قضم الأظافر يقوى مناعة الأطفال ويقاوم الحساسية


"متهزرش المتفجرات مش لعبة".. بطَّل "فذلكة" القنبلة متتحطش فى مياه

20 معلومة جديدة عن منظومة صرف ألبان الأطفال بالكروت الذكية

الرضاعة الطبيعية بعد الدقيقة الأولى من الولادة "حياة أوموت" للطفل

الصحة العالمية تدعو لمعرفة الأسباب الحقيقية لسرطان البلعوم

للنساء فقط اكتئاب زوجك .. علاجه بين يديك

أدوية بالفم تقلل وفيات مرضى القلب والكبد بين أطفال «الثلاسيميا»

تفاصيل سبب وفاة حفيد الرئيس مبارك

طريقة حماية الطفل من التشنجات الحرارية؟

أكلات تدمر الصحة وتقصّر العمر.. الشيبسى يعرضك لأمراض السكر والقلب

برد الصيف «أحّدْ» من السيف !

التوصل لعلاج أمراض تنفسية بـ"الطباعة الثلاثية"




تعليقات

المشاركات الشائعة