رينزى أحدث ضحايا «الدومينو» الأوروبى وإيطاليا تتجه لانتخابات مبكرة
المصدر الاهرام - أخبار عربية و عالمية - وكالات الأنباء
دخلت إيطاليا ومعها أوروبا أمس حالة من الغموض السياسي بعد أن قال ٥٩ ٪ من الناخبين الإيطاليين «لا» خلال الاستفتاء على تعديل الدستور، وهو ما دفع ماتيو رينزي رئيس الوزراء الشاب إلى تنفيذ وعده وتقديم استقالته بعد حوالي ١٠٠٠ يوم من صعوده المفاجيء إلى السلطة، ليسير على خطى نظيره البريطاني ديفيد كاميرون الذي أطاح به استفتاء انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي «بريكست».وعلى الرغم من أن نتائج الاستفتاء كانت متوقعة، في إطار نظرية تأثير «الدومينو» السائدة حاليا في أوروبا، فإنه أثار ردود أفعال متباينة سواء داخل إيطاليا أو في أوروبا، بين سياسيين يحذرون من صعود الشعبوية و»بريكست» إيطالي من اليورو، وبين مسئولين اقتصاديين يقللون من حجم توابع ما حدث وصعوبة تأثيره على أسواق المال.وفور ظهور المؤشرات الأولية، أعلن رينزي استقالته، قائلا: «خسرت وأتحمل المسئولية الكاملة عن ذلك». وبعد اجتماع أخير لمجلس الوزراء، توجه رينزي إلى القصر الرئاسي ليقدم استقالته للرئيس سيرجيو ماتاريلا الذي عليه إدارة المرحلة الانتقالية، ويمكن أن يدعو إلى انتخابات مبكرة وتعيين حكومة «تكنوقراط» شهدت مثلها إيطاليا من قبل، تكلف تعديل القانون الانتخابي.وطالبت حركة «رابطة الشمال» وحزب «٥ نجوم» الشعبويان بإجراء انتخابات «في أسرع وقت ممكن».وقال ماتيو سالفيني رئيس رابطة الشمال المتحالفة مع الجبهة الوطنية الفرنسية «نحن مستعدون للتصويت في أسرع وقت ممكن، بأي قانون انتخابي»، مشيرا إلى أن «إيطاليا لا يمكنها تحمل عدة أشهر من النقاشات حول النظام الانتخابي الجديد».وفي غضون ذلك، طرحت أسماء عدة لتولي رئاسة الحكومة بينها بيير كارلو بادوان وزير المالية الذي ألغى مشاركته في اجتماع مجموعة اليورو في بروكسل أمس ليبقى في روما، وذلك في محاولة لطمأنة الأسواق. وكانت بورصة ميلانو قد فتحت أمس على تراجع نسبته ١،٢٪، بينما سجلت أسهم البنوك انخفاضا كبيرا بلغ ٦٪، كما تراجع سعر اليورو أمام الدولار إلى أدنى مستوى له في ٢٠ شهرا.وتوالت ردود الفعل الأوروبية على نتائج الاستفتاء، فسادت حالة من القلق في ألمانيا تحديدا، حيث أعربت المستشارة أنجيلا ميركل عن قلقها إزاء النتائج واستقالة رينزي، إلا أنها أكدت أن هذه الديمقراطية، وأنه يجب احترام قرار الشعب الإيطالي.ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس في أثينا: «هذا بالطبع ليس إسهاما إيجابيا في أحد أصعب الحقب الأوروبية»،وفي الوقت ذاته، أعرب رئيس حزب الخضر الألماني المعارض جيم أوزدمير عن مخاوفه من حدوث «اضطرابات غير ضرورية» لإيطاليا والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن رينزي زاد من حدة التصويت في الاستفتاء بربطه بمستقبله الشخصي، وأن بعض الأمور في التعديلات الدستورية تستحق النقد.وفي باريس، أكدت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان أن «الإيطاليين رفضوا الاتحاد الأوروبي ورينزي، وأضافت أن «هذا التعطش من قبل الشعوب للحرية والحماية يجب أن ينصت إليه». وعلى صعيد الانتخابات الرئاسية في النمسا، أعرب الرئيس النمساوي الجديد فان دير بيلين - ٧٢ عاما - عن اندهاشه من فوزه في انتخابات الأحد.وخلال دخوله إلى قصر الرئاسة النمساوي فينر هوفبورج، قال البروفيسور المتخصص في علم الاقتصاد : «كنت أتمنى أن تسير الأمور بشكل جيد، لكنني لم أتوقع هذا التفوق»، مشيرا إلى أن موقفه المؤيد لأوروبا كان مفتاح فوزه.وفي باريس، يعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال ساعات ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في مايو القادم بدلا من الرئيس الحالي فرانسوا أولاند.
اقرأ أيضاً :
-======
تعليقات
إرسال تعليق