آخر لعب القمار .. الذبح


المصدر الاهرام - اخبار الحوادث

طريق الشر لايفضي إلي الخير أبدا ونهايته الندامة والخسران المبين ، وعندما يرفض الإنسان منحا إلهية وعطايا ربه في رزق وفير وأسرة كبيرة وزوجة صالحة ويصمم علي السلوك المعوج والاستسلام لغواية الشيطان فإن النتيجة حتما معروفة خاصة إذا ظل مصرا علي المعاصي والسلوك المشين والمنحرف لسنوات طويلة دون تراجع أو ندم أو يقظة ضمير.هذا ما حدث لجزار في نهاية الأربعينيات من عمره اسمه «رضا» الشهير بالديب مقيم بحي البساتين بمركز السنبلاوين والذي لقي حتفه بنفس الآلة الحادة التي كان يذبح بها المواشي والخرفان بالحلال في زمانه الماضي قبل أن يدمن القمار ويلعب اللهو والعبث برأسه .
رضا كان يعيش في رغد من الرزق من مهنته وبعض ما ورثه عن أبيه ، عقارات متعددة ومساكن وأموال وفوق ذلك رزقه الله بخمسة أبناء أربعة ذكور وابنة وحيدة وزوجة طيبة عملت المستحيل للحفاظ علي البيت من الخراب والتدمير دون جدوي فقد كان الشيطان مسيطرا علي عقل زوجها حتي أنه طلقها قبل 15 عاما ورفض الإنفاق عليهم فرفعت عليه قضية نفقة حتي تستطيع مواجهة أعباء الحياة ودخل معها في مشوار التقاضي الطويل الذي استنزف صحتها ووقتها ، وحينما تزوجت ابنته لم يحضر فرحها أو تهنئتها مثل أي أب ينتظر هذه اللحظة طوال حياته لكنه كان ميتا أو أقل من الميت لأن بعض الأموات يبقون أحياء في الذاكرة نترحم عليهم لأنهم أدوا رسالتهم علي أكمل وجه ولم يدخروا أسبابا في السعي علي الرزق الحلال ليكفوا أولادهم شر السؤال والفاقة ويصلوا بهم إلي بر الأمان.
كانت النتيجة الطبيعية أن يبيع الزوج كل مايملك علي ملذاته الفانية ويرحل إلي مكان آخر ويستأجر شقة في مدينة السنبلاوين لكي يتحرر ممايعتقد أنه منغصات الزوجة ويكون بعيدا عن الرقابة ويمارس هوايته الشريرة في لعب القمار فجمع حوله أصدقاء السوء وتقاسم الشيطان معهم جلسات اللعب علي المال والرهان الذي بدأ بمبالغ صغيرة ثم تطور الأمر إلي مبالغ كبيرة وتحد وتعجيز ، بينما هجرته أسرته وأولاده جميعا حتي كانت تنقضي الشهور وهو لايراهم أو يسأل عنهم ولاينشغل بغير ملذاته وشهواته التي أوردته المهالك كما قاطعه أشقاؤه لنفس السبب بعد أن أعياهم اليأس من إصلاح حاله والعودة إلي طريق الرشد . وقبل أيام قليلة وجد جيران رضا شقته مغلقة والرائحة الكريهة منبعثة منها فأبلغوا الشرطة التي عثرت علي جثمانه وبه جرح ذبحي بالرقبة من الأمام فوجه اللواء مصطفي النمر مدير أمن الدقهلية بتكثيف الجهود لكشف غموض الحادث تحت إشراف اللواء مجدي القمري مدير إدارة البحث الجنائي وشكل فريقا برئاسة العميد السيد سلطان رئيس قسم البحث الجنائي والرائد أبو العزم فتحي ومعاونيه وتوصلت التحريات إلي أن وراء الواقعة «حدادا» كان يتردد علي المجني عليه بمسكنه للعب « القمار»، وتم ضبط المتهم وقال في التحقيقات أنه أثناء اللعب حدثت مشادة كلامية مع القتيل بعد أن رفض أن يوقع علي إيصال أمانة لصالح المجني عليه بمبلغ 1000 جنيه كان قد خسرها، فتطور الأمر إلي تعدي المتهم علي زميله بسكين حتي فارق الحياه ثم استولي منه علي مبلغ مالي 2300 جنيه كانت وسط ملابسه وفر هاربا.

تعليقات

المشاركات الشائعة