أين الزوج من وصايا لقمان؟!
المصدر الاهرام - اخبار المرأة و الطفل
مع اقتراب موعد الزفاف ينهال على عروس المستقبل سيل من الوصايا والنصائح لتنعم بحياة زوجية سعيدة منها: «ريحى» زوجك, وفرى له جوا من الهدوء فى البيت بعيدا عن الصراخ وضجيج الأطفال.. اهتمى دائما بمظهرك فى البيت وجددى فى شكلك.. اتركيه يخرج مع أصحابه.. لا تطلبى أموالا كثيرة.. «بحثى عن هوايات مشتركة تجمعكما» وغيرها من الوصايا التى تجاهد الزوجة نفسها لتحققها وإلا أصبحت مقصرة فى حق زوجها. ولكن هل فكر أحد فيما تريده وتحتاجه الزوجة لتتمتع بحياة زوجية سعيدة؟ وهل يتلقى الرجل وصايا مماثلة ليحافظ على العلاقة الزوجية؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات منصفة؟
توجه د.هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع وخبير الاستشارات الأسرية علامة استفهام لكل من رجال الدين وعلماء التربية وكذلك أهل الزوج والزوجة، فالكل يشير بأصابع الاتهام إلى الفتاة وحدها، ولكن أين دورالرجل؟ وترجع هذا السلوك الموجه تجاه المرأة إلى وصايا لقمان لابنته المقبلة على الزواج، ولكن هذا لا ينفى أن هناك فى التراث الدينى والثقافى وصايا للرجال أيضا المقبلين على الزواج، ولكنها لم تفسر بنصائح محددة من قبل، ولأن معظم المفسرين هم من الرجال لذلك لا يستخلصون النصائح مجمعة للرجال المقبلين على الزواج. وفى ظل ارتفاع معدلات الانفصال فى مصر يتبين لنا ضرورة البحث عن الأسباب وطرق العلاج غير التقليدية للحد منها، فالكل مشارك فى هذه الظاهرة سواء الزوج أو الزوجة أو إحدى أسرتيهما، أو النسق الثقافى المصاحب للزواج فى المجتمع المصرى، فعندما تزيد الضغوط على المرأة من خلال تكثيف النصائح والمسئوليات حولها دون الرجل يؤدى إلى وجود عدم توازن فى الحقوق والمسئوليات والواجبات بين الزوجين، ويفرز هذا الخلل كثيرا من الخلافات وعدم الرضا قد تصل إلى الانفصال. وبالرجوع للأسباب نجد أنه بالرغم من كل النصائح التى تتلقاها البنت قبل الزواج إلا أنها لا تستمع لها، لأنها جاءت فى الإطار التقليدى الذى ترفضه البنات هذه الأيام، فالأدوات اختلفت فى تقديم النصح، والتربية والإرشاد، فلم تعد على سبيل الأمر، ولكن هناك طرقا جديدة تشارك الفتيات فى فعاليتها من خلال الحوار وعدم التقليد لأننا لسنا نسخا طبق الأصل من بعض. وفى المقابل الشاب لا يتلقى أى قدر من النصح والإرشاد فى كيفية تكوين أسرة ولا فى إدارة شئونها، أو التعرف على ما تحتاجه الزوجة، ولا المشاريع المستقبلية للأسرة من حيث توقيت الإنجاب، وعدد الأبناء ومستقبلهم، لذلك نجده مغيبا تماما، وفجأة يتزوج ويجد نفسه مسئولا عن زوجة وأولاد فيهرب من هذه المسئولية. كما تشير د.هالة إلى أن التدخل السافر من أسرة العروس أو العريس فى شئون الأسرة الجديدة يعد أحد أسباب الانفصال حيث يؤدى إلى تشويه العلاقة داخل هذه الأسرة. ولا شك أن كل الأديان تقدم فى تعاليمها لكل من الزوجين بما يضمن سعادتها واستقرارها، وفيما يخص حسن رعاية الزوجة نجد دلائل كثيرة فى القرآن والسنة ما يؤكد ذلك، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير زوج فكان يداعب زوجاته ويمازحهن ويقوم على شئونهن، كما كانت آخر وصاياه (استوصوا بالنساء خيرا)، (ورفقا بالقوارير)، (وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى) وغيرها من الوصايا النبوية التى إن اتبعها الزوج مع زوجته كسب قلبها وأدام المودة فيما بينهما. وتشيد بالدور الرائع الذى تقوم به الكنيسة المصرية فى الحفاظ على الأسرة من خلال الإرشاد الذى يقوم به رجل الدين بصورة أكثر قربا من الفتاة والفتى بتوجيه مجموعة من النصائح والمفاتيح لبناء أسرة سعيدة، كما يقوم بتقريب المسافات بين الطرفين، وتعزيز لغة التخاطب بينهما، ومحاولة استيعاب أسباب الزعل والشقاق والخلاف. لذا أهيب بمختلف مؤسسات الدولة سواء التشريعية إيجاد تشريع يحافظ على الأسر المصرية لأن الوقاية خير من العلاج بحيث أثقف وأعلم وأوعى شبابنا وشاباتنا بمقومات الأسرة السعيدة.
أما بالنسبة للإطار التنفيذى فللجمعيات الأهلية دور فى توعية المقبلين على الزواج بمقومات الحياة الأسرية السعيدة وكيفية علاج المشكلات والتعامل معها، كما نهيب بالمتخصصين الأكاديميين أن يضعوا مناهج تدريس تحقق هذا الهدف لنحمى الأسر المصرية من عوامل التهديد التى تتعرض لها كل يوم، كما تشجع الشباب والشابات إلى حضور هذه الدورات والبرامج دون فرض أو تشريع إجبارى.
اقرأ أيضاً :
========
تعليقات
إرسال تعليق