وزير تعليم لديه أفكار "تيد"
المصدر الاهرام - أحمد سعيد طنطاوى - آراء حرة
مغرم أنا بقناة تيد ted العالمية، وأعتبرها واحدة من أجمل القنوات التي يجب على المرء أن يشاهدها بصفة يومية، إن استطاع ذلك.. وكثيرًا ما أُقدمها وأُعرفها وأنشرها بين أصدقائي.وتيد TED بالإنجليزية اختصارًا لـ (تكنولوجيا وترفيه وتصميم).. وهي سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الأفكار الجديدة والمتميزة إلى العالم أجمع من خلال استضافة خبراء وعلماء وناجحين وأصحاب تجارب عميقة وأفكار براقة.. وهي مؤسسة غير ربحية وشعارها هو "أفكار تستحق الانتشار".
تفاءلت خيرًا عندما رأيت فيديو لوزير التربية والتعليم الجديد المهندس الدكتور طارق شوقي يظهر فى إحدي جلسات "تيد".. الفيديو تم نشره فى الأول من أكتوبر 2015.. تيد تختار المحاضرين بعناية، ودائمًا ما تجد جديدا لدى الشخص الذي يقوم بالمحاضرة.تفاؤلي بالرجل ليس وليد الإحساس والشعور ولكن وليد كلمات جيدة خرجت منه عن أحلامه وأفكاره للتطور في مصر، (قبل أن يكون وزيرًا للتعليم)، وكذلك طريقة حديثه، وطريقة عرض أفكاره.. والجامعات التي مر عليها طالبًا وأستاذًا ودكتورًا، الخبرات التي يحكيها عن كثير من تجاربه التي أصقلته، والتدفق السهل لعرض أفكاره.الرجل يمدح بشدة في التعليم الحكومي ويفتخر بأنه خريج مدارس حكومية، لكنه يؤكد أن هذا كله كان زمان، في الماضي.. ونحن نطالبه بما أنه الآن في السلطة، فيمكنه أن يفعل ويخطط وينفذ بدلًا من الحديث، ويمكنه أن يحقق حلمه الذى طالما كان يردده في الفيديو وفي لقاءات أخرى بتحويل التعليم في مصر إلى فنلندا وسنغافورة وماليزيا.أعرف أن طارق شوقي سيصطدم بالبيروقراطية وبسكرتير أول وثانٍ وثالث لم يشملهم التغيير الوزاري.. حيث للأسف الشديد أي تغيير وزاري يشمل فقط الوزير، (أي وزير)، ولا يشمل سكرتير مكتبه القابع هناك لسنوات طويلة حتي نَظن أن السكرتير يُورث لكل وزير حينما تتساقط الوزراء خارج كرسي الوزارة.
طارق شوقي شهد بنفسه فى كاليفورنيا ميلاد أول برنامج تصفح على الإنترنت فى العالم يدعى "نت سكيب" على يد أحد طلابه النجباء "مارك أنديرسين"، وهو يفتخر بذلك، ونتمنى أن يخرج أحد تلامذته في مصر، مخترعًا يقدم للبشرية استفادة وإضافة جديدة..
الرجل يتفهم دور التكنولوجيا في تطوير العالم، فهل يمكن أن يشهد بنفسه ميلاد كتب "البي دي إف" العصرية الملونة ذات النسق الحضاري، والتي ستوفر نحو مليار و 200 مليون جنيه على الدولة سنويًا تكلفة طباعة الكتب المدرسية.. كما ستخفف الحمل عن العمود الفقري للتلاميذ.
لو أنفقنا هذه الملايين على تابلت مجاني للطلبة سعره مثلا يصل إلى 1500 جنيه، فإننا بمليار و200 مليون يمكننا توزيع 800 ألف جهاز مجاني سنويًا.. ولو أكملنا المنظومة وأنشأنا شركة مصرية لتوريد الـ 800 ألف تابلت لأصبنا الجهل والتخلف في قلبهما ورأسهما برصاصة مميتة.
أفكار طارق شوقي تستحق الانتشار.. كما هو شعار" تيد".. ولكن هل ينجح الرجل في تطبيق تلك الأفكار والرؤى؟!
TantawiPress@gmail.com
اقرأ أيضاً :
=========
تعليقات
إرسال تعليق