من أين تأتي الجمعيات الخيرية بفلوس الإعلانات الخيالية ؟
المصدر مجلة الشباب . الاهرام
كتبت .. رانيا نور
علامات إستفهام كثيرة أصبحت تلاحق مستشفى 57357 وجمعيات الأورمان ومصر الخيرورسالة ومركز دكتور مجدى يعقوب بسبب المبالغ الكبيرة التى يتم إنفاقها فى الإعلانات بهدف جمع التبرعات والتى لم تعد تقتصر على رمضان فقط إنما أصبحت موجودة على الشاشة طوال العام لتنافس الحملات الإعلانية الضخمة لشركات المحمول والأجهزة الكهربائية والسمن والزيت والزبادى ونحن بالطبع لسنا ضد الخير ولا جمع التبرعات لصالح تلك المؤسسات الخيرية
ولكن أظن أنه من حق كل متبرع ولو بجنيه كما يطالبون فى إعلاناتهم أن يعرف أين تذهب أمواله خاصة أنهم يطالبون الناس بالتبرع فى العلن ومن ثم فليس من الطبيعى أن تكون ميزانيتهم فى السر وإنما المنطق أن تعلن تلك المؤسسات عن ما تلقته من تبرعات وأين أنفقته وحجم الإنجازات التى حققتها بأموال التبرعات على الملأ أيضا حيث أن سياسة التعتيم تلك لاتتفق مع فعل الخير
ولا مع ضرورة أن يجد الناس إجابات واضحة ومحددة على السؤال الذى يفرض نفسه هو من أين تأتى الجمعيات والمؤسسات الخيرية بأموال الإعلانات والتى يصل سعر الدقيقة الواحدة فيها الى أكثر من 150 ألف جنيه وأى إعلان لايقل عن دقيقتين إن لم يكن أكثر رغم أنه يمكن إختصاره فى 30 ثانية على حسب القواعد العامة المعمول لها للإعلان الإحترافى كما أنه يذاع فى اليوم الواحد بما يزيد عن عشرين مرة على أغلب القنوات الفضائية تقريبا
مما يؤكد أن ميزانية تلك الحملات بالمليارات فهل يعد هذا سفه وإسراف فى التعامل مع الإعلان أم أنهم يدركون إن الجنيه الذى ينفقوه عليها يأتى بعشرة أضعافه حتى أنهم سمحوا لأنفسهم بأن يخالفواالقواعد والمعايير الإنسانية المعمول بها فى دول العالم كله ويستخدموا الأطفال والحالات المرضية كوسيلة للضغط على المشاهد ليضمنوا جمع مزيدا من التبرعات بالرغم من أنه المفروض فى مثل تلك الحالات وعلى حسب ما يأخذ به فى أى دولة فى العالم أن يتم إستخدام موديل يحاكى الواقع ولكننا هنا نستخدم الواقع نفسه وطبعا كله يهون من أجل مزيدا من المليارات .
وحتى إن كانت تلك المليارات التى تأتى بها الإعلانات تستخدم فى مشروعات تنموية وأعمال خيرية فليس من حق تلك المؤسسات إستخدام الأطفال والبسطاء بهذا الشكل المهين أو المتاجرة بألامهم وظروفهم فهذا أبعد ما يكون عن الخير والإنسانية .
كما أنه على مستشفى 57357 تحديدا أن تجيب على العديد من التساؤلات التى أصبحت ملحة فى الشارع من أنها لاتقبل إلا الحالات التى تضمن أن نسبة شفاؤها لا تقل عن 80% وأنها لاتقبل علاج أى حالة إلا بواسطة كبيرة على حسب مع نشره بعض أهالى الأطفال الذين طلبوا العلاج هناك على مواقع التواصل الإجتماعى من أن المستشفى رفضت علاج أبنائهم أو حتى قبول دخولهم المستشفى من الأساس مما يزيد الشك فى مصداقية ما يقولونه فى حملاتهم الإعلانية الضخمة التى يدعو فيها نجوم المجتمع من مشايخ وقساوسة وفنانين وسياسيين من أجل جذب مزيدا من التبرعات وكل هذا لايوجد عليه أى إعتراض بالعكس فهو أمر مرحبا به شرط أن يتم الإعلان عن حجم الأموال التى جمعوها من تلك التبرعات وأين أنفقوها وحقيقية الشروط التى لابد أن تنطبق على الحالات التى يقبلوها حتى لانفقد الثقة بهم .
وعلى تلك الجمعيات الخيرية بشكل عام أن توضح للناس والمتبرعين كيف تستخدم تلك التبرعات وما هو حجم إستفادة القرى والأسر الأكثر إحتياجا منها وما هى طبيعة الخدمات التى تم تقديمها وإنجازها على مدى السنوات الماضية وهذا أمر لايعيب تلك المؤسسات ولا يقل من شأنها بالعكس سيكسبها مصداقية أكبر فى الشارع وسيأتى لها بمزيدا من التبرعات والتوضيح المقصود هنا ليس ما تقوله فى إعلاناتها أنه تم علاج ألف حالة وبناء مائتى سقف و500 منزل إنما لابد أن يتم إعلان هذا الكلام بشكل موثق من الجهات الرقابية المسئولة عن الإشراف على تلك المؤسسات مثل الجهاز المركز للمحاسبات والإدارة المالية فى وزارة التضامن الإجتماعى .
وهناك دور أخر لايقل أهمية على كل متبرع أن يقوم به وهو آلا يضع كل تبرعاته وزكاته وصدقاته لمن يملكون أموال تلك الحملات الإعلانية الضخمة فقط حيث أنه هناك مسنشفيات وجهات أخرى فى آمس الحاجة لتلك التبرعات ولكنها لاتملك ما تعلن به عن حاجتها تلك على شاشات الفضائيات مثل مستشفى أبو الريش ومعهد الأورام والقصر العينى ومستشفى الحسين الجامعى وغيرهما الكثير منالمستشفيات الحكومية التى تعانى من ضعف الإمكانيات وفقر المرضى حيث يجب علينا التحرى فى ما ندفعه حتى نضمن أنه لاتوجد جهات ومؤسسات تبلغ أرصدتها مليارات بينما هناك أناس هم الأكثر إحتياجا الى الغذاء والدواء والكساء.
تعليقات
إرسال تعليق