قناطر أسيوط الجديدة.. ملحمة وطنية على النيل
المصدر الاهرام . اخبار المحافظات
5737 عاملا يحققون الحلم فى مليون ساعة عمل..والمشروع تكلف 6.3 مليار جنيه حتى الآن
من اللافت للانتباه بمجرد دخولك ميدان العمل تعدد لهجات الحديث بين العاملين وأنفسهم لنكتشف فيما بعد أن المشروع يضم أبناء محافظات مصر من أسوان جنوبا حتي الإسكندرية شمالا حتي سيناء لها أيضا تمثيل مشرف مع أحد الفنيين ليشكل الجميع ملحمة وطنية علي أرض أسيوط جمعت كل خبرات الوطن في هذا المشروع العملاق.
4 سنوات من المعاناة
وفي لقائنا بالمهندس علاء الدين محمد مدير مشروع قناطر أسيوط قال إنه يعد من أضخم المشروعات التي تم تنفيذها علي نهر النيل بعد السد العالي حيث، بدأ العمل به اعتبارا من 1/8/2013 بشبكة الأرضي بالتزامن مع الإنشاءات التحتية للأعمال المدنية الخاصة بالمجموعة الأولي وكان من المفترض أن ينتهي تنفيذ المشروع حسب البرنامج الزمني في 30/9/2017 ولكن بسبب التأخير في توريد المهمات وتأخير الإنشاءات المدنية فسوف ينتهي المشروع في نهاية 31/12/2017 وشملت مراحل تنفيذ المشروع 4 حزم الأولي شملت الأعمال المدنية والثانية شملت أعمال التركيبات للهويس الملاحي وتطوير بوابات قناطر الإبراهيمية والثالثة شملت تركيب وحدات التوليد للمحطة الكهرومائية أما الأخيرة فشملت الأعمال الكهربائية وجميعها أوشكت الانتهاء فعليا ليكتمل الحلم في مدة لم تتجاوز أربع سنوات ونصف عاني خلالها العاملون من الضغط المتزايد لإنجاز العمل الذي تم تنفيذه من خلال ما يزيد علي 5737 عاملا.
أدهشنا ما فعله المهندس محمد محيسن من الشباب الذين يعملون بالمشروع عندما قام بعمل كتيب توثيقي لكل مراحل تركيب التوربينات ليكون مرجعا في المستقبل لاصلاح أو ترميم أي خلل ناتج من الاستخدام مضيفا أنه وزملاءه يحفظون كل قطعة وجزئية مهما تكن صغيرة أو كبيرة في المشروع ويحلم بعد الانتهاء من المشروع ودخوله حيز التنفيذ أن يتم تثبيت العمالة التي شاركت بالمشروع لامتلاكهم الخبرات وأدق تفاصيل تركيب جميع مكوناته.
تركنا القناطر وبدأنا نتحرك باتجاه محطة الكهرباء التي تم تشييدها بالمشروع واستمعنا لشرح واف من المهندسين القائمين عليها سواء كانوا من المصريين أو الأجانب الذين أكدوا فرحتهم بالعمل في مصر خصوصا في مثل هذه المشروعات الضخمة والعملاقة وقالوا إن العامل المصري لديه القدرة والمهارة الكافية لإنجاز أي مهام توكل إليه ووجهوا رسالة إلي شعوب العالم عما وجدوه من أمن واستقرار في مصر.، تركنا المشروع ومشاعر الفرحة والإبهار تسيطر علينا و هناك واقع تركناه وانجاز كبير عشناه.
5737 عاملا يحققون الحلم فى مليون ساعة عمل..والمشروع تكلف 6.3 مليار جنيه حتى الآن
عاملان فقدا حياتهما بسبب ضربات الشمس.. و«روميل» المعجزة يكشف عن أسراره
الفنيون المصريون يصلحون عيبا بالبوابات أنقذ المشروع وأبهر الألمان
علي بعد 360 كيلو مترا جنوب القاهرة، تسطر العمالة المصرية ملحمة جديدة علي أرض الوطن تؤكد مهارة المصريين في تنفيذ المشروعات العملاقة التي لا تحتمل الخطأ بنسبة واحد في المليون.. هذه القصه يكتب فصولها عمال ومهندسون أوشكوا أن ينجزوا قناطر أسيوط الجديدة المتوقع أن يفتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلالh أشهر قليلة.
«الأهرام» قامت برحلة مثيرة نزلت خلالها الي أعماق النيل علي مسافة 56 مترا تحت الأرض للتعرف عن قرب علي مراحل إنشاء وتركيب توربينات الكهرباء داخل القناطر الجديدة التي بدأ العمل بها منذ قرابة الــ 4 سنوات، حيث تم الانتهاء من نحو 97 % من المشروع،
ما أصعب وما أروع العمل في منطقة يجري بها ويحيطها الماء من كل جانب، ومع ذلك لم نر أثرا لرشح المياه داخل الهويس وهو ما يؤكد مدي التزام الفنيين المصريين بالتكنولوجيا المتقدمة في تنفيذ المشروع العملاق.. هذه القناطر ستظل شاهدا علي أن المصريين نجحوا في إصلاح ما عجز عنه «الخواجة» ونبدأ التفاصيل..
ما أصعب وما أروع العمل في منطقة يجري بها ويحيطها الماء من كل جانب، ومع ذلك لم نر أثرا لرشح المياه داخل الهويس وهو ما يؤكد مدي التزام الفنيين المصريين بالتكنولوجيا المتقدمة في تنفيذ المشروع العملاق.. هذه القناطر ستظل شاهدا علي أن المصريين نجحوا في إصلاح ما عجز عنه «الخواجة» ونبدأ التفاصيل..
بدأت الجولة بالنزول إلي قاع النيل من خلال الدرج المعدني المثبت علي جدران الهويس بعمق 48م تحت مستوي سطح الأرض وهو الهويس الملاحي الذي تم الانتهاء منه ومن المنتظر غمره بالمياه عقب الانتهاء من مرحلة إزالة 20 عينا من القناطر القديمة للسماح بمرور السفن العملاقة التي كانت تتوقف عند حدود أسيوط لعدم قدرتها علي المرور من المعبر القديم ، ولكن مع هذا المعبر سوف تتغير الصورة هكذا يقول المهندس طارق محمد النجار مسئول التركيبات بشركة السد العالي ونائب مدير مشروع قناطر أسيوط وأن الهويس الملاحي يضم حارتين كل منهما بعرض 17م تقريبا، وذلك لاستيعاب مرور السفن العملاقة بما يسمح بمرور عبارتين في ذات التوقيت شمالا وجنوبا فضلا عن إنشاء 4 مراس للسفن لوضع المحافظة علي خريطة السياحة النيلية بما يسمح للسياح بالتوقف والتجوال داخل معالم محافظة أسيوط الأثرية، خصوصا أن أسيوط تضم بين جنباتها كل مظاهر الحضارة وجميع الآثار من الفرعونية والمسيحية والإسلامية.
بدء التشغيل التجريبي
توجهنا إلي العيون الوسطي للقناطر الجديدة والتي تضم 4 فتحات مثبتا علي بواباتها 4 توربينات عملاقة لتوليد الكهرباء لتغذية المحطة الملاصقة للقناطر والتي ستمد الشبكة القومية بـ32 ميجا وجهد 66 ألف وات حيث هبطنا إلي الأسفل علي عمق 56م أسفل سطح الأرض لمشاهدة مراحل التشغيل التجريبي لأولي التوربينات العملاقة لإنتاج الكهرباء والتي قام الفنيون المصريون بتثبيتها ببراعة منقطعة النظير أذهلت المشرفين الألمان، خاصة دقة سائقي الأوناش، كما شاهدنا ما يجري حاليا من وضع اللمسات الأخيرة للتوربينات الثلاث الأخري تمهيدا لتشغيلها بكامل طاقتها مع بداية العام المقبل لتدخل الخدمة رسميا.
ورغم السعادة التي ارتسمت علي وجوه العاملين بالمشروع فإن أن تلك الملحمة لم تخل من لحظات قاسية عاشوها بالمشروع والتي ستظل عالقة بأذهانهم ومنها مشهد وفاة اثنين من زملائهم في أثناء عملهما بسبب ضربات الشمس القاتلة، الأول أصيب بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة سبب له هبوطا حادا بالدورة الدموية ولقي مصرعه في الحال وسط دموع وصرخات العمال ولم تشف جراحهم حتي أصيب عامل آخر بضربة شمس وبدأ يختل توازنه ليسقط أرضا ويفارق الحياة لتختلط دماؤه بخرسانات القناطر لتظل شاهدة علي عطاء العامل المصري, وأضاف العاملون أن هناك عددا كبيرا تلقي العديد من الإصابات ما بين كسور وجروح قطعية وكان آخرها ما تعرض له المهندس عبدالله جمال الذي ارتطمت به شوكة الرافعة وتسببت في كسر قدميه ومازال يتلقي العلاج منذ عام ونصف العام.
الصعايدة يتحدون الشمس
بالرغم من حرارة الشمس القاتلة التي تسببت في سقوط ضحايا والتي شاهدناها بأعيننا في رحلتنا التي استمرت نحو 5 ساعات بدأناها الساعة الحادية عشرة فلم يتوقف العمل حيث دفعت الروح الوطنية التي كانت تسيطر علي العمل إلي مواصلة الانجاز علي مدي اليوم في المدة المحددة له، وحرصا علي حياة العمال لجأت الإدارة إلي وقف العمل في أوقات الذروة لتناول الغداء، علي أن يستكمل العمل من الخامسة مساء حتي صباح اليوم التالي ليشكل العاملون ملحمة وطنية في قاع النهر في المشروع الذي ضم فنيين من معظم محافظات مصر.
اقتربنا من عاشور عويس فني الدهانات من محافظة الفيوم - سألناه حول شعوره وهو يعمل في هذا الانجاز.. فقال أشعر بالفخر لكن حرارة الشمس أمر صعب للغاية ، فخلال فترة الصيف كان الحديد من كثرة تعرضه للشمس يخرج نارا لا تتحملها أجسادنا ورغم ذلك نستعين بزجاجات المياه علي رءوسنا لتلطيف درجة الحرارة لنتمكن من انجاز المهام الموكلة إلينا في الوقت المحدد دون تأخير وهو ما نجحنا فيه بالفعل.
مليون ساعة عمل
أبناء شركة السد العالي المنفذة للمشروع سطروا تاريخا جديدا باقترابهم من الوصول إلي رقم «المليون ساعة عمل» بعدما وصل عدد ساعات عملهم في المشروع حتي الآن إلي قرابة الـ 990 ألف ساعة عمل بلا توقف ومع نهاية العمل بالمشروع سيتخطون حاجز المليون ساعة ليسطر العاملون عملا جديدا في التاريخ للمشاريع العملاقة بـ«مشروع المليون ساعة».
ومن المفارقات الطيبة التي شهدها المشروع والتي تدلل علي كفاءة العامل المصري ما رواه لنا عم محمد يحيي فني تركيبات بالمشروع قائلا إننا فوجئنا فى أثناء تركيب إحدي البوابات علي إحدي العيون بالقناطر عدم مطابقتها للمجري الخاص بها وبمعاينتها وجدنا أن بها عيب صناعة «مفتولة» وهنا بادر المهندس الألماني المشرف علي المشروع باستدعاء فريق من الخبراء الألمان من الخارج لحل هذه المشكلة الكبيرة خاصة ان هذه البوابات تم استيرادها من الخارج ومعني استيراد بديل لها يعني الانتظار 6 أشهر وتعطل المشروع وبالفعل وصل الفريق الألماني وبعد مضي 10 أيام أعلن الخبراء فشلهم في إصلاح المشكلة وطالبوا باستبدال البوابة، وهنا تدخلنا نحن كفنيين مصريين وطالبنا بمنحنا مهلة 48 ساعة لإصلاح المشكلة وبالفعل تمكنا من إصلاحها وتركيبها في مشهد صادم للخبراء الألمان الذين أكدوا استحالة تصليح البوابة ليشهد الجميع لنا بالكفاءة وقاموا بتكريمنا والحمد لله تم إنهاء المشكلة والتغلب علي عنصر الوقت الذي يطاردنا لتسليم المشروع في موعده.
«روميل»
وخلال جولتنا فوجئنا بأحد الخبراء الألمان يسأل عن «روميل» ويؤكد حاجتهم الشديدة له وبعد مضي فترة من الوقت عاد شخص آخر ليسأل عن «روميل» مجددا فأثارنا الفضول لنسأل عن وظيفة «روميل» هذا الذي توقف بسببه العمل، وهنا فوجئنا بإصابة الجميع بنوبة ضحك هستيرية ونحن حتي الآن لا نفهم شيئا فما كان من المهندس المصاحب لنا إلا أن اصطحبنا إلي «روميل» وهنا كانت المفاجأة الحقيقية عندما اكتشفنا إن «روميل» هو ونش قديم للغاية تظهر عليه آثار الزمن وبدأ الجميع في سرد قصة «روميل» الذي تتلخص في أنه ونش قديم تم استخدامه في الشركة منذ عام 1970ومازال داخل الخدمة حتي الآن ويعمل بكفاءة عالية تفوق الحديث منه ولكن الطريف في الأمر أن هذا الونش لا يستطيع أحد تشغيله سوي سائق واحد فقط بالشركة خرج للمعاش منذ خمس سنوات وتم التعاقد معه حتي لا يتم تكهين هذا الونش الذي تصل حمولته إلي 150 طنا ويعمل بدقة متناهية ومن أهم المشروعات التي شارك بها روميل «رفع أبراج عبور النيل بأسوان و قناطر ونجع حمادي وتطوير السد العالي و خزان أسوان وحاليا قناطر أسيوط» وأطلق عليه الخبراء الألمان اسم روميل تشبيها للقائد الألماني العظيم «روميل» قائد الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا الذي كان لا يقهر.
بدء التشغيل التجريبي
توجهنا إلي العيون الوسطي للقناطر الجديدة والتي تضم 4 فتحات مثبتا علي بواباتها 4 توربينات عملاقة لتوليد الكهرباء لتغذية المحطة الملاصقة للقناطر والتي ستمد الشبكة القومية بـ32 ميجا وجهد 66 ألف وات حيث هبطنا إلي الأسفل علي عمق 56م أسفل سطح الأرض لمشاهدة مراحل التشغيل التجريبي لأولي التوربينات العملاقة لإنتاج الكهرباء والتي قام الفنيون المصريون بتثبيتها ببراعة منقطعة النظير أذهلت المشرفين الألمان، خاصة دقة سائقي الأوناش، كما شاهدنا ما يجري حاليا من وضع اللمسات الأخيرة للتوربينات الثلاث الأخري تمهيدا لتشغيلها بكامل طاقتها مع بداية العام المقبل لتدخل الخدمة رسميا.
ورغم السعادة التي ارتسمت علي وجوه العاملين بالمشروع فإن أن تلك الملحمة لم تخل من لحظات قاسية عاشوها بالمشروع والتي ستظل عالقة بأذهانهم ومنها مشهد وفاة اثنين من زملائهم في أثناء عملهما بسبب ضربات الشمس القاتلة، الأول أصيب بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة سبب له هبوطا حادا بالدورة الدموية ولقي مصرعه في الحال وسط دموع وصرخات العمال ولم تشف جراحهم حتي أصيب عامل آخر بضربة شمس وبدأ يختل توازنه ليسقط أرضا ويفارق الحياة لتختلط دماؤه بخرسانات القناطر لتظل شاهدة علي عطاء العامل المصري, وأضاف العاملون أن هناك عددا كبيرا تلقي العديد من الإصابات ما بين كسور وجروح قطعية وكان آخرها ما تعرض له المهندس عبدالله جمال الذي ارتطمت به شوكة الرافعة وتسببت في كسر قدميه ومازال يتلقي العلاج منذ عام ونصف العام.
الصعايدة يتحدون الشمس
بالرغم من حرارة الشمس القاتلة التي تسببت في سقوط ضحايا والتي شاهدناها بأعيننا في رحلتنا التي استمرت نحو 5 ساعات بدأناها الساعة الحادية عشرة فلم يتوقف العمل حيث دفعت الروح الوطنية التي كانت تسيطر علي العمل إلي مواصلة الانجاز علي مدي اليوم في المدة المحددة له، وحرصا علي حياة العمال لجأت الإدارة إلي وقف العمل في أوقات الذروة لتناول الغداء، علي أن يستكمل العمل من الخامسة مساء حتي صباح اليوم التالي ليشكل العاملون ملحمة وطنية في قاع النهر في المشروع الذي ضم فنيين من معظم محافظات مصر.
اقتربنا من عاشور عويس فني الدهانات من محافظة الفيوم - سألناه حول شعوره وهو يعمل في هذا الانجاز.. فقال أشعر بالفخر لكن حرارة الشمس أمر صعب للغاية ، فخلال فترة الصيف كان الحديد من كثرة تعرضه للشمس يخرج نارا لا تتحملها أجسادنا ورغم ذلك نستعين بزجاجات المياه علي رءوسنا لتلطيف درجة الحرارة لنتمكن من انجاز المهام الموكلة إلينا في الوقت المحدد دون تأخير وهو ما نجحنا فيه بالفعل.
مليون ساعة عمل
أبناء شركة السد العالي المنفذة للمشروع سطروا تاريخا جديدا باقترابهم من الوصول إلي رقم «المليون ساعة عمل» بعدما وصل عدد ساعات عملهم في المشروع حتي الآن إلي قرابة الـ 990 ألف ساعة عمل بلا توقف ومع نهاية العمل بالمشروع سيتخطون حاجز المليون ساعة ليسطر العاملون عملا جديدا في التاريخ للمشاريع العملاقة بـ«مشروع المليون ساعة».
ومن المفارقات الطيبة التي شهدها المشروع والتي تدلل علي كفاءة العامل المصري ما رواه لنا عم محمد يحيي فني تركيبات بالمشروع قائلا إننا فوجئنا فى أثناء تركيب إحدي البوابات علي إحدي العيون بالقناطر عدم مطابقتها للمجري الخاص بها وبمعاينتها وجدنا أن بها عيب صناعة «مفتولة» وهنا بادر المهندس الألماني المشرف علي المشروع باستدعاء فريق من الخبراء الألمان من الخارج لحل هذه المشكلة الكبيرة خاصة ان هذه البوابات تم استيرادها من الخارج ومعني استيراد بديل لها يعني الانتظار 6 أشهر وتعطل المشروع وبالفعل وصل الفريق الألماني وبعد مضي 10 أيام أعلن الخبراء فشلهم في إصلاح المشكلة وطالبوا باستبدال البوابة، وهنا تدخلنا نحن كفنيين مصريين وطالبنا بمنحنا مهلة 48 ساعة لإصلاح المشكلة وبالفعل تمكنا من إصلاحها وتركيبها في مشهد صادم للخبراء الألمان الذين أكدوا استحالة تصليح البوابة ليشهد الجميع لنا بالكفاءة وقاموا بتكريمنا والحمد لله تم إنهاء المشكلة والتغلب علي عنصر الوقت الذي يطاردنا لتسليم المشروع في موعده.
«روميل»
وخلال جولتنا فوجئنا بأحد الخبراء الألمان يسأل عن «روميل» ويؤكد حاجتهم الشديدة له وبعد مضي فترة من الوقت عاد شخص آخر ليسأل عن «روميل» مجددا فأثارنا الفضول لنسأل عن وظيفة «روميل» هذا الذي توقف بسببه العمل، وهنا فوجئنا بإصابة الجميع بنوبة ضحك هستيرية ونحن حتي الآن لا نفهم شيئا فما كان من المهندس المصاحب لنا إلا أن اصطحبنا إلي «روميل» وهنا كانت المفاجأة الحقيقية عندما اكتشفنا إن «روميل» هو ونش قديم للغاية تظهر عليه آثار الزمن وبدأ الجميع في سرد قصة «روميل» الذي تتلخص في أنه ونش قديم تم استخدامه في الشركة منذ عام 1970ومازال داخل الخدمة حتي الآن ويعمل بكفاءة عالية تفوق الحديث منه ولكن الطريف في الأمر أن هذا الونش لا يستطيع أحد تشغيله سوي سائق واحد فقط بالشركة خرج للمعاش منذ خمس سنوات وتم التعاقد معه حتي لا يتم تكهين هذا الونش الذي تصل حمولته إلي 150 طنا ويعمل بدقة متناهية ومن أهم المشروعات التي شارك بها روميل «رفع أبراج عبور النيل بأسوان و قناطر ونجع حمادي وتطوير السد العالي و خزان أسوان وحاليا قناطر أسيوط» وأطلق عليه الخبراء الألمان اسم روميل تشبيها للقائد الألماني العظيم «روميل» قائد الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا الذي كان لا يقهر.
مندوبا الأهرام فى موقع القناطر
من اللافت للانتباه بمجرد دخولك ميدان العمل تعدد لهجات الحديث بين العاملين وأنفسهم لنكتشف فيما بعد أن المشروع يضم أبناء محافظات مصر من أسوان جنوبا حتي الإسكندرية شمالا حتي سيناء لها أيضا تمثيل مشرف مع أحد الفنيين ليشكل الجميع ملحمة وطنية علي أرض أسيوط جمعت كل خبرات الوطن في هذا المشروع العملاق.
4 سنوات من المعاناة
وفي لقائنا بالمهندس علاء الدين محمد مدير مشروع قناطر أسيوط قال إنه يعد من أضخم المشروعات التي تم تنفيذها علي نهر النيل بعد السد العالي حيث، بدأ العمل به اعتبارا من 1/8/2013 بشبكة الأرضي بالتزامن مع الإنشاءات التحتية للأعمال المدنية الخاصة بالمجموعة الأولي وكان من المفترض أن ينتهي تنفيذ المشروع حسب البرنامج الزمني في 30/9/2017 ولكن بسبب التأخير في توريد المهمات وتأخير الإنشاءات المدنية فسوف ينتهي المشروع في نهاية 31/12/2017 وشملت مراحل تنفيذ المشروع 4 حزم الأولي شملت الأعمال المدنية والثانية شملت أعمال التركيبات للهويس الملاحي وتطوير بوابات قناطر الإبراهيمية والثالثة شملت تركيب وحدات التوليد للمحطة الكهرومائية أما الأخيرة فشملت الأعمال الكهربائية وجميعها أوشكت الانتهاء فعليا ليكتمل الحلم في مدة لم تتجاوز أربع سنوات ونصف عاني خلالها العاملون من الضغط المتزايد لإنجاز العمل الذي تم تنفيذه من خلال ما يزيد علي 5737 عاملا.
أدهشنا ما فعله المهندس محمد محيسن من الشباب الذين يعملون بالمشروع عندما قام بعمل كتيب توثيقي لكل مراحل تركيب التوربينات ليكون مرجعا في المستقبل لاصلاح أو ترميم أي خلل ناتج من الاستخدام مضيفا أنه وزملاءه يحفظون كل قطعة وجزئية مهما تكن صغيرة أو كبيرة في المشروع ويحلم بعد الانتهاء من المشروع ودخوله حيز التنفيذ أن يتم تثبيت العمالة التي شاركت بالمشروع لامتلاكهم الخبرات وأدق تفاصيل تركيب جميع مكوناته.
تركنا القناطر وبدأنا نتحرك باتجاه محطة الكهرباء التي تم تشييدها بالمشروع واستمعنا لشرح واف من المهندسين القائمين عليها سواء كانوا من المصريين أو الأجانب الذين أكدوا فرحتهم بالعمل في مصر خصوصا في مثل هذه المشروعات الضخمة والعملاقة وقالوا إن العامل المصري لديه القدرة والمهارة الكافية لإنجاز أي مهام توكل إليه ووجهوا رسالة إلي شعوب العالم عما وجدوه من أمن واستقرار في مصر.، تركنا المشروع ومشاعر الفرحة والإبهار تسيطر علينا و هناك واقع تركناه وانجاز كبير عشناه.
تعليقات
إرسال تعليق