والدة طالبة الثانوية المنتحرة تروى اللحظات الأخيرة فى حياة ابنتها

المصدر الأهرام .  ahram.org.eg . أخبار الحوادث

«يارا» أخبرت زميلاتها: «أنا هضيع حلم أهلى»


كان القلق يسيطر على منزل يارا ياسر طالبة الثانوية العامة قبل ساعات من بدء اول امتحان كعادة كل البيوت المصرية فى مثل هذه الحالة، فقد كانت الفتاه تشعر بالخوف والقلق من بعبع الثانوية العامة ولكن الأمر تحول بالنسبة لها إلى كابوس قبل أن تحسم أمرها وتنتحر لتضع حدا لحالة الفزع التى انتابتها  قبل ساعات من امتحان مادة اللغة العربية بالإسكندرية لتتحول واقعة وفاتها إلى مأساة حقيقية أفزعت أغلب طلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور.
يارا طالبة متفوقة جدا على درجة عالية من الجمال خلوقة ومرحة ومحبة لزميلاتها وتدرس فى إحدى المدارس الخاصة المشهود لها بالسمعة الجيدة التى تخرج فيها شقيقها الذى التحق بكلية الهندسة، كما أن لديها شقيقة أصغر منها ومتفوقة أيضا. 
وتفاصيل واقعة وفاة يارا تعد أغرب من الخيال وتحمل الكثير من علامات الاستفهام فقبل أسابيع من بدء امتحانات الثانوية العامة اشترى الأب شقة قريبة من محل سكنهم وأخبر الأسرة بأنها ستكون عيادة للدكتورة يارا ، كنوع من تحفيز ابنته على تحقيق حلمها والالتحاق بكلية طب الأسنان كما كانت تتمني، كما كان الأب يثق فى مستوى ابنته الدراسى حيث كانت دائما من أوائل الطلاب على مستوى مدرستها. 
وفى الحقيقة فإن يارا بقدر ما كانت متفوقة وخلوقة جدا ومحبة بشدة لأسرتها التى لم تبخل عليها بأى شيء، كان إحساسها بالمسئولية فى المقابل غير عادي، وهو ما جعلها دائما شديدة التوتر والقلق تنتابها حالة من الرعب قبل أى امتحان، حتى فى الامتحانات العادية داخل المدرسة، وذلك حسب رواية صديقتها وزميلتها بنفس الفصل الدراسى يارا حسن ، التى قالت: إنه قبل الامتحان بيومين وخلال ليلة الامتحان ذهبنا للمراجعة ظلت الفقيدة يارا متوترة وقلقة وأخبرت المدرسة أنها قد نسيت المنهج وأنها غير قادرة على استذكار أى شيء مما حصلته خلال الأيام الماضية وأخبرت صديقتها أنها تعانى من غشاوة على عينيها تجعل الرؤية غير واضحة وأنها تصاب بصداع شديد. 
ولم تلتزم يارا بنصيحة المدرسة «مروة عبد السلام» التى طالبتها بالكف عن المراجعة وأن مستواها رائع وأن ذهنها لن يستوعب أى ضغوط أخرى، ولكن يارا، كما تقول صديقتها، قالت وهى تبكى بشدة ليلة الامتحان «أنا خلاص هضيع حلم أهلى فيا، أنا مش هانجح، أنا مش فاكرة حاجة». وقد تحدثت الأم لـ»الأهرام« ودموعها تسبقها فقالت: إن يارا كانت تبكى ليلة الامتحان وأخبرتنى أنها ستراجع المنهج من البداية ومكثت بالفعل الليلة  كلها دون نوم حتى الساعة الخامسة فجرا. ولكنى طلبت منها أن تخلد للنوم ولو لساعة فقط وبالفعل نامت قليلا لتستيقظ فى الساعة السادسة وهى بنفس حالة القلق والتوتر والخوف، فطلبت منها أن تهدأ ـ والكلام مازال على لسان والدتها ـ وقمت لأعد لها فنجان قهوة، وذهبت بعدها لقراءة القرآن أما يارا فظلت بالصالة، وعندما خرجت لم أجدها بالصالة أو بالشقة واختفت تماما كأنها كانت طيفا مر من أمامنا فى لحظات ليختفي، مدير المدرسة جمال الجوهرى قال لـ«الأهرام» : إن شقيق يارا حضر فى الساعة الثامنة إلى المدرسة وهو يحمل هاتفها المحمول ورقم جلوسها وأخذ يبحث عنها وسط الطلبة بلا فائدة حتى بدأت اللجان وانتظم الطلبة داخل مقاعدهم ويارا لم تظهر.
فعاد الأخ إلى المنزل والدموع تغمر عينيه ليخبر الأم بأن يارا لم تذهب إلى المدرسة وتشاركه الأم الدموع فى انتظار ظهور يارا واكتشاف سر غيابها  ولكن يستفيق الجميع على صرخات الجارة بالدور الأول والتى تشاهد جثة يارا وهى ملقاة بمنور العقار. 
وهكذا ترحل يارا التى لم ينتبه أحد ممن حولها إلى أنها بالفعل فى حالة غير عادية أو طبيعية وأن كل أعراض إفراز هرمون الأدرينالين المعبر عن الخوف الشديد  وصل لمرحلة خطيرة جدا، ولكنه القدر الذى اختارها لتكون بجوار بارئها لتكون حديث المدينة الملىء بالحزن.

تعليقات

المشاركات الشائعة