شهداء الشرطة.. ماتوا فى حب مصر


المصدر بوابة الوفد .  m.alwafd.news . أخبار مصر
هم أفضل ما فينا، وأجمل ما فينا وأعظم ما فينا.. ضحوا بحياتهم «علشان مصر تعيش»، وقدموا أرواحهم وهم فى ريعان شبابهم فداء للمصريين.
صحيح أنهم شهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم فرحون بما أتاهم الله من فضله، ولكن دموع ملايين المصريين لاتزال تذكرهم، ولاتزال القلوب يعتصرها الألم والحزن على فراقهم، ولايزال شذا شهادتهم يفوح فى أرجاء الوطن، ولاتزال وجوههم الملائكية فى ذاكرة كل المصريين.
وخلال السنوات الثمانية الأخيرة، قدمت الشرطة المصرية 1300 شهيد من خيرة أبطالها، ارتقوا إلى السماء فى حربهم ضد الإرهاب وضد أعداء الوطن، وفى ذات المعارك قدمت الشرطة أكثر من 19 ألف مصاب، جميعهم تمنوا الشهادة، ولكن الله كتب لهم أعماراً ممتدة.
«الوفد» التقت بأسر 6 من شهداء الشرطة الذين رحلوا عنا بأجسادهم لكن أرواحهم الطاهرة ما زالت باقية بيننا وسيظل تاريخهم المشرف محفوراً فى قلوب المصريين. وكان القاسم المشترك بين أسر الشهداء جميعاً هو أنهم جميعاً لم يستسلموا للأحزان بل تراهم أقوياء يرفعون الراية التى كان يحملها أبناؤهم ليكملوا الطريق ويصلوا للهدف الذى حلم به ابن العشرين الذى كان يؤمن بأنه قادر على تحقيق آماله بأن يصبح وطنه كباقى بلدان العالم المتحضر، وأن يصبح شعبه دائماً عالى الرأس.

والدة الشهيد محمد أبو شقرة.. كان حنوناً وشديد الوطنية.. ربنا يصبرنى على فراقه
بالرغم من مرور 6 سنوات على استشهاد «محمد أبو شقرة» شهيد الأمن الوطنى الذى رحل عنا فى سن الثلاثين، إلا أن الألم لفراقه ما زال غائراً فى قلوب كل من كان يعرفه، فعندما ذهبنا لوالدته كانت تجلس هادئة صامتة تمسح دموعها برضا وابتسامة كلما ذكرت اسمه.. كان متخصصاً فى التعامل مع عمليات الإرهاب الدولى والحاصل على أعلى الأوسمة والتدريبات القتالية، استطاع أن يتفوق على أكثر من 120 ضابط صاعقة فى مسابقة أقيمت فى الأردن وفاز فيها بالمركز الأول...فالضابط الذى لقى مصرعه فى مواجهة أمنية مع عناصر خطرة فى مدينة العريش هو الذى أطلق الشرارة الأولى للاعتراض على حكم الإخوان.. «محمد أبو شقرة» كان من أكفأ 10 ضباط مقاتلين فى وزارة الداخلية، وتحكى والدته عن مواقفه قائلة: كان رحيماً بكبار السن والمحتاجين ويوزع بنفسه فى رمضان الشنط الرمضانية على الفقراء، وكان يجلس على الأرض مع كبار السن فى دار المسنين ويأكل معهم فى تواضع وأدب وأضافت والدة الشهيد: كان دائماً يتصل بى تليفونياً خلال عمله للاطمئنان علىّ والتأكد من أننى تناولت طعامى، كان ابناً حنوناً وشديد الوطنية، وكان يخفى علىّ دائماً أمر المأموريات التى يذهب إليها حتى لا أقلق عليه. وبالرغم من أن راتبه كان ضعيفاً، إلا أنه لم يبخل علىّ أبداً ويقول لى: يا ماما كله من خيرك.. وتختم حديثها قائلة: الله يرحمك يا محمد ويصبرنى على فراقك.

والدة الشهيد محمد عبدالعزيز.. كان نفسى أشوفه عريس
استشهد الملازم أول «محمد عبدالعزيز» الضابط بقطاع الأمن المركزى فى أحداث فض اعتصام النهضة متأثراً بإصابته بطلقات نارية فى الصدر حيث ظل مصاباً لمدة شهر تقريباً ثم تم سفره إلى لندن لاستكمال العلاج وهناك فاضت روحه إلى بارئها.
ما زالت والدة الشهيد «محمد» بعد مرور حوالى 6 سنوات على فراقه تشعر بنفس الألم...وهى تحب كثيراً التحدث عنه وتقول: محمد كان أصغر إخواته، وكان طيب القلب وحنوناً.. كان حريصاً عندما يتقاضى راتبه أو أى حوافز أن يعطينى جزءاً منها ويصر على ذلك.. وما زلت أحتفظ بكل المال الذى أعطانى إياه فى ظرف صغير. كان «محمد» من شدة حبه لى يتمنى الموت قبلى حتى لا يتألم لفراقى.. وتقول بكلمات ممزوجة بالحزن والألم: لقد تركتنى الآن يا محمد أعيش بدونك وكأنى «ميتة». وأضافت والدة الشهيد: كنت أقلق عليه حتى إننى طلبت منه أن يترك العمليات الخاصة ويتجه إلى النيابة فرفض قائلاً لى: سبيها على الله.. وبكلمات مخنوقة يعتصرها الألم تقول: كان نفسى أفرح بيه وأشوفه عريس.. حسبى الله ونعم الوكيل فى القتلة الذين حرمونا من ولادنا.

والدة الشهيد ضياء فتوح: تمنى الشهادة ونالها.. وراضية بقضاء الله
الشهيد ضياء فتوح استشهد عام 2015 فى حادثة انفجار القنبلة فى محطة بنزين بمنطقة الطالبية.. وكان عمره وقتها 30 سنة وكان متزوجاً ولديه طفلة تبالغ من العمر 4 سنوات.. تقول والدته السيدة «نجاة»: كان ضياء يقول لى.. يا رب يا ماما أموت شهيد.. وعندما أجبته بأننى أتمنى أن يطيل الله فى عمرك أجابها قائلاً: سيكون هذا فضلاً من عند الله.. وأضافت والدة الشهيد: لقد كان «ضياء» مرتبطاً كثيراً بى، وكان يسكن بالقرب منى بعد أن تزوج، لذا كان معتاداً على المرور بالبيت كل صباح لتوديعى قبل الذهاب للعمل.. وقبل يوم استشهاده جاءنى فى المساء للاطمئنان علىّ وكأنه كان يشعر بأنه سيفارقنى.. وتختم والدة الشهيد حديثها بأنها راضية بقضاء الله لأن ابنها قدم حياته فداء للوطن.

والد الشهيد أحمد شوشة.. فخور بابني
الملازم أول «أحمد شوشة» ضابط القوات الخاصة كان أصغر شهيد فى حادث الواحات لم يستكمل الـ 23 عاماً تخرج فى عام 2016 واستشهد فى حادثة الواحات يوم 20 أكتوبر لعام 2017 أى بعد مرور سنة على تخرجه.. تحدث والده حافظ شوشة لـ«الوفد» قائلاً: أحمد كان بطلا رياضياً وحائزاً على ميداليات عديدة فى الرماية والسباحة، وقد اختار دخول كلية الشرطة لأنه كان يريد خدمة الناس. ويضيف والده بفخر ممزوج بالألم: أنا فخور بابنى فقد رفع رأس كل أهالى السويس.. ما زلت أذكر أحمد عندما كان يتقاضى راتبه ويطلب منى إنفاقه فى أوجه الخير، وعندما طلبت منه أن أخرج المال بدلا منه رفض قائلاً: هناك ناس تحتاج إلى المال أكثر منى.. هكذا كان أحمد متفانياً فى عمله ومحبوباً من كل زملائه فى العمل لما يتميز به من تواضع شديد.. ويضيف والد الشهيد كان أحمد يتمنى الشهادة قائلاً يا ريت ربنا يكتبها لى.. وبالرغم من صغر سنه، إلا أن اسمه سيظل محفوراً فى الذاكرة.

والدة الشهيد عمرو صلاح.. عاش بطلاً ومات بطلاً.. ولا تزال ملابسه فى غرفته لم يلمسها أحد
«عمرو صلاح» ضابط العمليات الخاصة الذى استشهد فى حادثة الواحات بعد أن اغتالته رصاصات الغدر والخيانة.. ستظل روحه باقية وذكراه ستظل خالدة.. بكلمات غير مرتبة تخرج من القلب وتقطر حزناً وألماً تحكى لنا سلوى وحيد – والدة النقيب عمرو صلاح الذى استشهد فى حادثة الواحات- عن حياته القصيرة قائلة: أحمد لم يخف يوما من الموت.. عاش بطلا ومات بطلا.
وصمتت للحظات وتابعت وهى تغالب دموعها: «كان نفسى أشوفه عريس وحشنى صوته.. كان هو الأخ الأصغر من بين 3 إخوات كلهم متزوجين وهو الوحيد الذى كان يعيش معى.. كنت أدعو له طيلة الوقت بسبب علمى بأنه يذهب دائما إلى مأموريات خطرة بالرغم من حرصه الشديد على أن يخفيها عنى.. لقد مر على وفاته حوالى سنة و3 شهور لكننى لم أنسَه لحظة واحدة ومازالت ملابسه ومتعلقاته كما هى فى غرفته لم يلمسها أحد».. وتتنهد والدة «عمرو» ثم تستكمل حديثها قائلة: «أحمد كان طبعه هادئاً طيب القلب ولا ينفعل سريعا ومبتسما طوال الوقت، وكان جميع العساكر الذين يعملون معه يحبونه نظرا لأن لديه إحساساً بالآخرين.. وقد كان آخر شيئا أراد عمرو القيام به قبل أن يركب مدرعته هو المطالبة بمد إجازة بعض العساكر الذين يعملون معه فى القطاع إلى أسبوع كامل بدلا من 3 أيام لأنهم كانوا يستحقون الراحة بعد العمل الشاق.. أحمد كان دايما بيقول: أنا مستعد يا ماما للتضحية بروحى لحماية الوطن».

والدة الشهيد طارق أسامة.. طلقة غادرة استقرت فى قلب ابنى.. وحلم عمرى أن ألحق به
تقول الحاجة نجوى والدة الشهيد: إن طلقة غادرة استقرت فى قلب ابنى وجعلته يرحل عن دنيانا لكن روحه ستظل باقية بيننا.. لقد أصر على البقاء فى قسم شرطة شبرا الخيمة وهو يحترق دفاعاً عنه مهما كلفه الأمر.. وتحكى والدة الشهيد: كان نموذجاً لضابط الشرطة الشريف الذى كان يواجه الفساد، وقد سبق أن تم تكريمه بعد أن كشف كثيراً من قضايا الفساد.. كانت حياته سلسلة من الكفاح من أجل الوطن.. وكان دائماً يتذكرنى فى الأعياد ويشترى لى أغلى الهدايا.. ربنا يصبرنى على فراقه، وتختم حديثها بقولها: لن أنساك أبداً يا طارق حتى أفارق الحياة فحلم عمرى أن ألحق بك.

تعليقات

المشاركات الشائعة