ذكرى وفاة عميد الأدب العربي.. رحلة "طه حسين" من الظلام إلى التنوير

المصدر الوطن . elwatannews.com . أخبار المشاهير

ملحوظة .. حقوق الخبر محفوظة ل موقع "الوطن" و له فائق التحية و الاحترام

تحل اليوم، ذكرى رحيل طه حسين عميد الأدب العربي، ورائد التنوير، ابن محافظة المنيا الذي ولد في نوفمبر 1889، من أسرة متوسطة الحال، وتوفي 28 أكتوبر 1973.
وفي السطور التالية يسرد "الوطن" رحلة طه حسين بداية من إصابته بالعمى إلى الوصول لقمة هرم الأدب والفكر في مصر والوطن العربي، حتى أصبح رائدًا التنوير.
أصيب في سن مبكرة جدًا بعدوى في العين، وبسبب سوء التعامل مع حالته وعدم تلقي العلاج اللازم أصيب بالعمى وكان عمره ثلاث سنوات فقط.
التحق طه حسين بالكُتَّاب، ليتعلم فيه القراءة والكتابة، ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر، حيث اكتسب معرفة دقيقة بالفقه والأدب العربي بالطريقة التقليدية، ولكنه شعر بخيبة أمل عميقة من طريقة تفكير من قاموا بتدريسه حيث وجدها تخلو من الإبداع، وهو ما ذكره بنفسه أن سنوات التعليم الأربع مرت وكأنها 40 عاما بسبب رتابة الدراسة، وعقم المنهج.

أول خريج من الجامعة المصرية

في عام 1908، وصلته أخبار عن تأسيس الجامعة المصرية في إطار الجهد الوطني لتعزيز وتطوير التعليم في مصر تحت حكم الاحتلال البريطاني، فكان حريصًا على دخول هذه الجامعة، و على الرغم من أنه كان كفيفا وفقيرا لكنه استطاع أن يتغلب على العديد من العقبات وكان أول المنتسبين لها.

وصف طه حسين، قبوله في الجامعة المصري، خلال مذكراته "الأيام"، قائلًا: "شعرت بأن أبواب المعرفة قد افتتحت لي منذ ذلك اليوم"، وفي عام 1914، كان أول خريجٍ من هذه الجامعة، حيث حصل على الدكتوراه مع أطروحته عن الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، وبعد 3 سنوات حصل على شهادة الدكتوراه الثانية في الفلسفة الاجتماعية، من جامعة السوربون في باريس.
 وفي عام 1919، حصل على دبلوم في الحضارة الرومانية من الجامعة ذاتها، وتم تعيينه أستاذا للتاريخ في الجامعة المصرية.
أما في عام 1928 فعين عميدا لكلية الآداب في الجامعة نفسها، ولكنه لم يلبث في العمادة سوى يوم واحد، إذ قدم استقالته من هذا المنصب تحت تأثير الضغط المعنوي والأدبي الذي مارسه عليه الوفديون، خصوم الأحرار الدستوريين الذي كان منهم طه حسين وقتها.
وفي عام 1930 أعيد طه حسين إلى عمادة الآداب، لكن وبسبب منح الجامعة الدكتوراه الفخرية لعدد من الشخصيات السياسية المرموقة مثل عبد العزيز فهمي، وتوفيق رفعت، وعلي ماهر باشا، ورفض طه حسين لهذا الأمر، أصدر وزير المعارف مرسوما يقضي بنقله إلى وزارة المعارف، ولكنه رفض المنصب الجديد، مما اضطر الحكومة إلى إحالته إلى التقاعد عام 1932.
وخلال عام 1950 كان الحكم بيد حزب الوفد، فصدر مرسوم تعيين طه حسين وزيرا للتربية والتعليم، وبقي في هذا المنصب حتى 1952، وتمكن من وضع شعاره "التعليم كالماء الذي نشربه، والهواء الذي نتنفسه" حيز التنفيذ، كما نجح في جعل التعليم الابتدائي والثانوي متاحا للجميع، وأثناء فترة توليه الوزارة تم منحه لقب الباشوية عام 1951.
ويمكن تقسيم أعمال طه حسين إلى ثلاث فئات: الدراسة العلمية للأدب العربي والتاريخ الإسلامي، والأعمال الأدبية الإبداعية مع المحتوى الاجتماعي لمكافحة الفقر والجهل، والقوانين السياسية.

أبرز مؤلفات عميد الأدب العربي

أصدر طه حسين كتابًا بعنوان "الصفحات المختارة" من الشعر اليوناني الدرامي عام 1920 ومجلدًا آخر بعنوان "النظام الأثيني" في عام 1921، و"قادة الفكر" في عام 1925.
ومن مؤلفاته أيضًا، "الأيام" و"دعاء الكروان" و"المعذبون في الأرض"، وقد شن العديد من المعارك في سبيل التنوير، واحترام العقل والفكر، وتحرير المرأة وكان أولها في عام 1926 عندما أصدر كتاب "الشعر الجاهلي"، الذي كان مثيرًا للجدل آنذاك.
كان قلبه متعلقًا بتراب وطنه، فحرص دائما على قيادة معركة التنوير والسمو الفكري للمجتمع، وكان يأمل دائمًا أن يرى مصر تستعيد أرضها بعد هزيمة 1967، فأراد الله أن ينال طه حسين هذا الحلم قبل رحيله، حيث شاهد انتصار أكتوبر 1973، وبعدها بـ 22 يوما فقط رحل عميد الأدب العربي عن عالمنا

تعليقات

المشاركات الشائعة