حكاية الليلة الأولي في سجن مرسي

ما إن أعلن عن نقل مرسي إلي سجن برج العرب بمنطقة الغربينيات شهدت الاسكندرية ترتيبات أمنية مشددة حيث أعلنت مديرية الأمن عن استعدادات قصوي بالتنسيق مع قيادات المنطقة العسكرية الشمالية وقوات البحرية لاستقبال الرئيس المعزول محمد مرسي الذي أصيب بصدمة بالغة عندما علم في الطائرة العسكرية بنقله إلي السجن‏.


حيث لم يتصور أن يتم حبسه في أحد السجون معتقدا أنه بعد انتهاء جلسة اجراءات محكمة جنايات القاهرة سيعود إلي مكان اقامته الجبرية, ظل يسأل في الطائرة إحنا رايحين فين وفور اخطاره بترحيله للسجن رد قائلا أنا الرئيس وفور نزوله من الطائرة وتسليمه لإدارة السجن التي كانت علي أهبة الاستعدادات الأمنية, قاموا بتسليمه ملابس السجن, والتعامل معه وفقا للاجراءات واللوائح المتبعة مع أي مسجون وعليه أن يقوم بتسليم ملابسه المدنية والمتعلقات الشخصية لقسم الامانات, وفي البداية رفض ارتداء ملابس الحبس الاحتياطي, مما جعل القائمين علي ادارة السجن يطالبونه باحترام اللوائح, ولكنه أصر علي عبارة واحدة أنا الرئيس وكان الرد لايوجد رئيس هنا, وأنت كنت مسجونا سابقا وتعرف جيدا اللوائح والقوانين الخاصة بالسجون وعليك الامتثال لها, وإلا فسنضطر لتطبيقها عليك مثل أي سجين لايحترم هذه القواعد, وهنا شعر مرسي بحالة من الاعياء الشديد وطلب نقله للمستشفي حيث استجاب المسئولون له, وأصطحبوه إلي المستشفي الملحق بالسجن, فقام كبير الاطباء بتوقيع الكشف الطبي عليه واجراء الفحوصات الطبية اللازمة حيث يعاني مرسي ارتفاعا في ضغط الدم والسكر وقد طلب مرسي السماح له باستخدام أدويته الخاصة, بل أكدوا له أنه سيخضع لمتابعة طبية دقيقة وسمحوا له البقاء في مستشفي السجن حتي يطمئن تماما علي حالته الصحية خاصة أن الزنزانة المخصصة له ملحقة بالمستشفي, وهي عبارة عن حجرتين وتقع بجوارهما أيضا حجرة الاعدام.
رفض مرسي طعام السجن وطلب طعاما من الخارج, فأخبرته ادارة السجن انه في الزيارة المقررة له كل أسبوع يستطيع أن يحضر الاطعمة التي يريدها.
فقد تلاحظ عليه زيادة الوزن عما كان عليه أثناء وجوده في السلطة. وعلي الجانب الآخر استقبل أعضاء وقيادات جماعة الاخوان المحبوسون احتياطيا علي ذمة اتهامات متنوعة في سجن برج العرب, وعلي رأسهم صبحي صالح وحسن البرنس نبأ وصول مرسي بدهشة شديدة حيث لم يتوقعوا أن ينضم المعزول لقائمة المودعين في هذا السجن, وقد حاول بعضهم الاطمئنان عليه لكن اجراءات السجن حالت دون معرفة أي معلومات عنه سوي ما يتردد عبر وسائل الاعلام والفضائيات, في الوقت الذي طلب فيه مرسي لقاء البعض منهم وعلي رأسهم صبحي صالح فقيه الجماعة الدستوري.
ومن جانب آخر شهد محيط السجن قبل نقل مرسي إليه بساعات تمركز مدرعات تابعة للقوات المسلحة وناقلات جنود وتشكيلات من الأمن المركزي التي احاطت مبني السجن مع اقامة أكمنة ثابتة ومتحركة حول السجن الذي يقع بمنطقة الغربينيات الصحراوية ويعتبر من السجون شديدة التأمين والحراسة لكونه محاطا بأسوار يصل ارتفاعها إلي7 أمتار علاوة علي وجود ابراج مراقبة متفرقة تعمل علي مدار24 ساعة وقد تم بناء السجن عام2004 ويحبس به عتاة المجرمين خاصة كبار تجار المخدرات والاسلحة, وملحق مستشفي لعلاج الحالات الخفيفة والطارئة والحالات المزمنة يتم تحويلها لمستشفي برج العرب العام.


المصدر الاهرام



تعليقات

المشاركات الشائعة