م الآخر| المُخَلِّص


المصدر الوطن - كتب : اسلام أحمد


لا أعتقد أن فترة حكم السيسي (إذا ترشّح للرئاسة!) ستكون فترة استقرار أو فترة تنمية!، بل أعتقد وبشكل كبير أن الأحداث التي ستهدد عرشه ستكون أكثر بكثير من تلك التي تساعده على استقرار حكمه.
أولاً- دعونا نتفق أن كل مؤيدي السيسي الآن يرون فيه المُخَلِّص والأمل والهبة السماوية التي هبطت على الأرض لتقوم بتخليص البلاد والعباد من الأحوال المتردية التي نعيشها سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو أخلاقية!.
وإذا نظرنا للحالة المزرية التي وصلت لها كل القطاعات في مصر سنجد أنه من الصعب بل من المستحيل أن يتم حلها بين عشية وضحاها، وهذا أول ما سيصدم مَن يرون فيه المُخَلِص، فمن القرارات المنتظرة من الرئيس القادم هو رفع الدعم عن السلع التموينية والبترولية، بالإضافة الى حالة التردي التي وصلت لها البنية التحتية في المحروسة!
لننظر أولاً لوضع البنية التحتية من كهرباء وصرف صحي وطرق وكباري.
لننظر أولاً للكهرباء من حيث محطات التوليد.
محطات توليد الكهرباء في مصر تعمل بالغاز الطبيعي، وفي الظروف السياسية الراهنة أوقفت مصر استيراد الغاز الطبيعي من قطر، وهو ما وضع المسؤولين في مأزق لأنهم بذلك سيشترون الغاز الطبيعي بالسعر العالمي أو يستوردنه من روسيا بأسعار أقل من السعر العالمي، ولكن إذا أضفنا سعر النقل فسيقترب السعر إلى السعر العالمي، وهو ما لا تطيقه الموازنة العامة! (هذا ما يجعل الكهرباء في انقطاع مستمر في فصول الشتاء! فماذا سيحدث إذن مع دخول فصل الصيف!)
أما الصرف الصحي في مصر فأصبح هو المصب الثاني لنهر النيل بعد بلاد الحبشة!
والطرق ستعرفها جيداً إن كنت تمتلك سيارة!
أما القمامة فستصبح في غضون شهرين مثلها مثل سلسلة جبال البحر الأحمر من حيث الارتفاع والكثافة!
أما بالنسبة لطوابير الخبز المدعم فستظل وتبقى ما دام نهر النيل يمر بمصر اللهم إلا تم رفع الدعم حينها ستختفي الطوابير وستنطلق ثورة عارمة تأكل الأخضر واليابس لن تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فقط ستطالب بالعيش!
أما بالنسبة للحل الأمني الذي اعتاد الحاكم استخدامه منذ أيام الإنجليز! فهو لن يؤدي إلا لمزيد من العنف في شوارع المحروسة، فلو كان الإنجليز نجحوا في فض المظاهرات بالعنف ستنجح الاستراتيجية المتبعة من قِبل السلطات الحاكمة وهو ما لم ولن يحدث فالعنف لن يولد إلا العنف!
أما الاقتصاد فلن ينتعش اللهم إلا إذا تم إصلاح البنية التحتية واشتد ساعد منظومة التعليم واستطاع المواطن أن يحصل على حقوقه الطبيعية.



تعليقات

المشاركات الشائعة