والد التلميذ يوسف "ذبيح مدرسة عمار بن ياسر" يكتب لـ"اليوم السابع" تفاصيل اليوم الأخير بحياة ابنه..ويحكى حلم ولده المدفون معه.. ويؤكد: المستشفيات اشترطت دفع 10 آلاف جنيه لعلاجه و"مات بعد ما اتصفى دمه"

أرسل والد التلميذ يوسف "ذبيح مدرسة عمار بن ياسر" رسالة لـ"اليوم السابع" روى فيها تفاصيل آخر يوم فى حياة ابنه، وحكى حلم ولده الذى رواه له صباح يوم الحادث قائلا: "لا أدرى ماذا أقول سوى حسبى الله ونعم الوكيل.. يوسف مات ومعه حلمه الجميل". وتابع والد التلميذ يوسف: "بعد أن قمنا بدفن يوسف صاحب التسع سنوات بمقابر العائلة، وفى رحلة العودة نظرت فى وجوه من حضروا الدفن وتخيلت أن كلا منهم مشروع لوالد طفل ضحية.. فكرت فى استعداد كل منهم لباقى الجولات التالية المتعلقة بنفس الكارثة، سندت رأسى على كرسى السيارة وسرحت بتفكيرى وتذكرت هذا الطفل وحلمه وحلم أطفال فى نفس عمره". وأضاف فى رسالته التى أرسلها لـ"اليوم السابع"، يوسف ولدى الطفل الجميل استيقظ باكرا ثانى أيام الدراسة، جهز ملابسه المدرسية وحقيبته وكان فرحا سعيدا، من كل قلبه بيومه الدراسى، اصطحبته للمدرسة وهو فرحان يتحدث عن حلمه، حيث قال لى: "لما أكبر عاوز أبقا مهندس أو دكتور". وتابع: "دخل يوسف مدرسته ووقف فى الطابور وهتف.. تحيا جمهورية مصر العربية وصعد إلى فصله مع باقى التلاميذ وجلس على مقعده، وطلب منه أحد زملائه إغلاق النافذة الزجاجية التى بجانبه فقام يوسف ملبيا الطلب، ولم يعلم أنه بتلبية طلب صديقه يبدأ موعده المحتوم الذى تنتهى عنده كل أحلامه وأحلام أسرته، هنا ينتهى الحلم بحصوله على لقب دكتور أو مهندس، سينتهى عنده حلم زهرة من أجمل زهورنا الجميلة التى حرصنا دائما على نموها لنراها تكبر أمامنا. واستطرد: "يوسف سقط عليه زجاج النافذة ليحدث فى رقبته (جرحا قطعيا بالعنق أحدث تهتك بالأوعية الدموية للعنق والرئة اليمنى والقلب وصاحب ذلك نزيف دموى)، وذلك وفقا لتقرير عن تشخيص الحالة وسبب الوفاة، وبمجرد أن سقط الزجاج على عنق يوسف حضر الأخصائى الطبى للمدرسة وفحص يوسف مع مدرسة الفصل ومن الواضح أنهم استهانا بالجرح فظلا يمسحا له الدم من على الجراح إلى أن ساءت الحالة واستدعيا أسرته لينجدوا ابنهم. وأضاف: "بدأت رحلة البحث عن مستشفى لنجدة الطفل، وتم نقله إلى مستشفى المطرية التى رفضت استقباله -رفضت استقبال طفل يموت– فأخذت الأسرة طفلها وذهبت لمستشفى الزيتون والتى بدورها رفضت أيضا استقباله، فأخذت الأسرة طفلها وذهبت لمستشفى عين شمس التخصصى فظلوا منتظرين بابنهم وهو تسيل دمائه الطاهرة على الأرض وأمام أمه وأبيه، المستشفى اشترطت دخول يوسف بدفع عشرة آلاف جنيه، قائلا: "زى ما أنتم عارفين إن المبلغ ده زهيد جدا لمثل أسرنا المصرية ولولا أن والدته ذهبت للسوق قبل الحادث لتوافر هذا المبلغ فى حقيبتها"، متابعا: "فظل يوسف منتظر تدبير المبلغ وهو خارج أى غرفة وينزف وتتصفى دمائه وعند إيقان الأطباء بأنه يحتضر وجسده الضعيف يصبغ باللون الأزرق انتفضوا وقاموا بإدخاله لغرفة العمليات وبعدها بدقائق توقف يوسف عن التنفس، توقف يوسف عن الضحك وماتت أحلامه". واستكمل الوالد المكلوم رسالته: "وسط هول المصيبة وجدت الأسرة نفسها محاطة بالاتهامات ونفى الاتهامات – أين يوسف - من القاتل – صرخات الأم والأب – صحافة وقنوات فضائية – أين يوسف – محضر بالواقعة – قرار النيابة – من المسئول – من المتسبب – أين يوسف – صرخات صرخات صرخات – مذيعة وكاميرا – حديث جانبى لجريدة – أين يوسف – أنا بتهم وزير التعليم – أنا بتهم وزير الصحة – أين يوسف – أنا بتهم المدرسين – أنا بتهم الدكاترة المتخاذلين عن أداء واجبهم – عايز حق ابنى - منشتات فى الصحف (طفل المطرية – الطفل الذبيح – طفل مدرسة المطرية) قنوات فضائية بمذيعة ومصور تنادى أين والد الطفل – أين أم الطفل - وزير التعليم يفتح التحقيق وينفى مسئوليته - وزير الصحة يفتح التحقيق وينفى مسئوليته - رئيس الوزراء يفتح التحقيق: أمرنا بمائة ألف جنيه لأسرة الطفل، وأخيرا جاء قرار النيابة بدفن جثة الطفل (الحمد لله) وقبل أن أكملها قرار النيابة بتشريح الطفل واستلامه من مشرحة زينهم (حسبى الله ونعم الوكيل) أجرى بسرعة وحصلنى على المشرحة، روح هات تصريح الدفن – طب غسل وأنا هجيب التصريح – لأ هاته الأول – ماشى – أجرى بسرعة على مكتب الصحة – موظفة بوجه بشوش – عايز أطلع تصريح دفن – المتوفى سنه كام – أنا: ده طفل المطرية – وماله ده – ده اللى وقع عليه زجاج النافذة.. إلخ، إلى باقى الحكاية – الموظفة وباقى الحضور فى مكتب الصحة (حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم) هات الورق بسرعة أخلصهولك ربنا يصبركم – أنا: ربنا يكرمك يا أستاذة.. بنجرى بسرعة بالتصريح على المشرحة – غسل الطفل – يالصاعقة – يوسف جسده ممزق من أثر التشريح – والده يراه وينهار – والدته تراه وتنهار – أين يوسف فى طريقنا للمسجد للصلاة عليه – فى طريقنا لدفنه – تم الدفن وساوينا عليه التراب. وتابع: "وقبل أن نغادر المقابر كانت القنوات الفضائية لها حضور أين الأب، أين الأم، والأسرة تصرخ أين يوسف، تنتهى القصة، لم تنته القصة بل ستبدأ، ستبدأ معاناة الأب والأم بفقد يوسف ستبدأ التحقيقات حول الواقعة والتى ستنتهى بأن يوسف هو الغلطان وهو من قام بوضع زجاج 1 ملى ضعيف لينكسر بسرعة، بل يوسف هو من قصد ذلك المقعد تحت تلك النافذة لتقع عليه وتنهى حلمه ستبدأ المتاجرة بدم يوسف إعلاميا، برنامج هنا برنامج هناك، خبر فى جريدة أولياء أمور ترفض، مدرسين ينفوا، متاجرة بدم طاه، متاجرة بحلم طفل، متاجرة بحلم أسرة، متاجرة بحلم جيل وأخيرا ستبدأ حادثة أخرى مثلها يكون بطلها طفلا آخر، ممكن يكون ابنى أو ابنك أو أخوك أو بنتك أو جارك، أين يوسف، أين يوسف، أين يوسف.





المصدر اليوم السابع



تعليقات

المشاركات الشائعة