خسائر "البورصة" تنعش بريق"الذهب"..المعدن النفيس يرتفع بشكل مفاجئ بعد موجة هبوط حادة للمؤشرات.. يحتفظ بمكانته كـ"ملاذ آمن"..وخبراء يستبعدون تكرار أزمة 2008 الاقتصادية

على النقيض مما شهدته البورصات العالمية والعربية خلال اليومين السابقين، شهد الذهب ارتفاعا مفاجئا فى الأسعار المحلية والدولية، مؤكدا بذلك صدارته كملاذ آمن للاستثمارات والمدخرات، وهو ما أعاد للأذهان مخاوف من تكرار حالة الركود الاقتصادى التى أدت لزمة عالمية فى العام 2008، وهو ما قلل الخبراء من نسبة حدوثه هذه المرة. وقال الدكتور وصفى أمين واصف رئيس الشعبة العامة للذهب فى الاتحاد العام للغرف التجارية، أن أسعار الذهب ارتفعت اليوم الاثنين أولى تعاملات الأسبوع بشكل مفاجئ بقيمة 4 جنيهات فى الجرام، ليسجل سعره لعيار 21 قيمة 254 جنيها. وأرجع واصف فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" السبب إلى تدهور الأوضاع فى البورصات العربية والعالمية منذ أمس الأحد، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسواق الذهب العالمية كملاذ أمن للمتعاملين فى الأوراق المالية والتوجه للاستثمار فى الذهب، وبلغت الارتفاعات عالميا 23 دولارا للأوقية، ووصل إلى 1227 دولارا، وهو ما أدى للارتفاع المباشر فى أسواق الذهب محليا. كما أشار واصف، أن أسعار الجرام عيار 18 سجلت 217 جنيها، كما سجل سعر الجرام عيار 24 290 جنيها، إضافة إلى الجنيه الذهب وسجل 2032 جنيها. وقال أمين جابر عضو شعبة الذهب، أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب خلال الأيام القادمة، كلما ارتفعت معدلات تدهور البورصات العالمية، حيث يتوجه جميع المتعاملين للاستثمار فى الذهب، تخوفا من تدهور الاستثمار فى العملة وتعرضهم للخسائر. وأضاف أن ارتفاع معدلات الإقبال على الاستثمار فى الذهب سترفع من أسعار الذهب عالميا ومحليا، والتى ستستمر لفترة لحين عودة الأوضاع لطبيعتها، لافتا إلى أن السوق سيقوم بتصحيح أوضاعه خلال الفترة المقبلة بالارتفاع، بعد موجة الهبوط التى شهدها الأسابيع الماضية. وأنهت مؤشرات البورصة تعاملاتها، اليوم الاثنين، على تراجع جماعى، مدفوعة بعمليات بيع من قبل المستثمرين العرب والأجانب، فى حين مالت تعاملات المصريين نحو الشراء، وخسر رأس المال السوقى للأسهم المقيدة 2.18 مليار جنيه اليوم. وأدت مخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادى عالمى خصوصا فى منطقة اليورو وأمريكا إلى حالة عدم اطمئنان لدى المستثمرين فى معظم الأسواق العالمية التى تشهد تراجعات حادة منذ جلسة أمس، وهو ما أثر تأثيرا كبيرا على الأسواق العربية والسوق المصرى. وخسر مؤشر البورصة الرئيسى "إيجى إكس 30" بنسبة 0.53%، وتراجع مؤشر "إيجى إكس 20" بنسبة 1.1%، وتراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجى إكس 70" بنسبة 2.1%، كما تراجع مؤشر "إيجى إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 1.6%. قال وائل عنبه رئيس شركة الأوائل لإدارة المحافظ الاستثمارية، إن المضاربين على الهبوط استغلوا هبوط الأسواق العالمية وحالة الذعر لدى المتعاملين، وقاموا بالمضاربة على هبوط الأسعار للبيع، ثم إعادة الشراء مرة أخرى بأسعار أقل، لافتا إلى أن البورصة ستصعد ولم تستأذن أحد فى الصعود. وأوضح أنه بحكم التاريخ تتوحد بورصات العالم فى الهبوط لافتا إلى أن هبوط البورصة الأمريكية وهى البورصة القائدة فى العالم، فمن الطبيعى أن تتأثر معها باقى أسواق العالم، ثم بعد ذلك تنفصل بعض الأسواق وتصعد والبعض الأخر، ويستكمل الآخر مرحلة الهبوط، وهى الأسواق التى حققت أرقاما تاريخية مثل السوق الأمريكى وبعض الأسواق الأوروبية والتى صعدت خلال الـ 3 سنوات الماضية. واعتبر أن المرحلة الحالية تختلف تماما عن عام 2008، بحيث كانت البورصة المصرية عند مستوى 12 ألف نقطة، وكانت تتداول عند متوسط مضاعف ربحية 30 مرة، وكانت هناك فقاعات سعرية تكونت، وهذا يختلف عن الوضع الحالى بحيث إن متوسط مضاعف الربحية السوق 12 مرة، كما أنه لا يوجد فقاعات سعرية لدى الأسهم وخصوصا فى مؤشر السبعينى، بحيث إنه يتداول عند 600 نقطة، بينما كان فى عام 2008 يتداول عند 1200 نقطة. وأكد أن وضع البورصة خلال المرحلة الحالية يختلف تماما عن عام 2008، مستبعداً تكرار نفس السيناريو. 



المصدر اليوم السابع


تعليقات

المشاركات الشائعة