الحقيقة الغائبة وراء ما نشرته «الأهرام» و«نيويورك تايمز»

خرجت علينا صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس الأول بتقرير لمراسلها فى القاهرة ديفيد كيركباتريك يقارن فيه بين مضمون تقرير كتبه عن الرئيس عبدالفتاح السيسى وما جرى فى الأمم المتحدة أخيرا وبين ما نشرته صحيفة «الأهرام» فى يوم التاسع من أكتوبر الجارى عن مضمون التقرير، وزعم كيركباتريك أن «الأهرام» قد قامت بتشويه مضمون تقريره لخدمة سياسات بعينها، وهو ما أسهم فى انتشار التقرير على مواقع التواصل الاجتماعى والتشكيك فيما تنشره الصحيفة لقرائها. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط قد بثت فى الثامن من أكتوبر تقريرا موجزا عن مضمون مقال كيركباتريك تحت عنوان «المصريون ينعمون بالاستقرار.. والسيسى حصن ضد الفوضي» وقامت غالبية الصحف والمواقع الإلكترونية المعروفة بنشر مضمون خبر وكالة أنباء الشرق الأوسط ونشرته «الأهرام» فى عدد اليوم التالى وهو ما أوقعنا فى خطأ تتحمله الوكالة فسره البعض بطريقة خاطئة، ورأى مراسل الصحيفة الأمريكية أن الأهرام ربما أرادت التحريف فى المضمون لخدمة أهداف أو أغراض بعينها وهو أمر بعيد تماما عن الحقيقة.. وكان يكفى المراسل المقيم منذ فترة ليست بالقصيرة بالقاهرة ومطالعته فى الصحف الإلكترونية فى اليوم السابق على النشر فى «الأهرام» للتعرف على عدم وجود تعمد من الصحيفة فى النشر ولكنه خطأ الوكالة التى جانبها الصواب ولم تتطرق إلى الانتقادات العديدة التى ضمنها المراسل فى تقريره عن السلطة الحالية فى مصر.
والمعروف أن مراسل نيويورك تايمز يرفض المسار السياسى فى مصر بعد ثورة 30 يونيو ويدافع بحماس شديد عن الجماعة الإرهابية ويروج دائما لفكرة أن هناك قمعا للحريات وعدم احترام حقوق الإنسان فى البلاد ويشكك فى الإرادة الشعبية التى اقتلعت «الإخوان» من السلطة.
وبغض النظر عن مضمون تقارير مراسل الصحيفة الأمريكية إلا أن «الأهرام» تشدد على مصداقية ماتنشره أو تنقله عن صحف أخرى والتزاما بالمهنية والأمانة الصحفية التى ستظل عنوانا لأكثر الصحف المصرية والعربية عراقة وتؤكد لمراسل نيويورك تايمز أنها ليست فى حاجة إلى تزييف مايكتب، كما أن السلطة السياسية فى مصر تثق فى وعى الشعب وعدم انسياقه وراء التقارير الصحفية التى تخدم سياسات بعينها ومواقف ليست فوق مستوى الشبهات.
 
مصداقية الأهرام
على مدى الأشهر القليلة الماضية، وضعت الأهرام لنفسها سياسة تحريرية جديدة، تقوم على استعادة مصداقية الصحيفة المصرية والعربية الأكثر شهرة فى العالم،
ونجحت الجريدة فى تحقيق هذا الهدف بفضل حرص أبنائها على النأى بأنفسهم عن حالة الانفلات الصحفى والإعلامى المستشرية اليوم. وما سبق يدفعنا إلى توضيح واجب عما يتداوله قراء محترمون على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» قال مراسلها فى القاهرة إن «الأهرام» أقدمت على تحريف مضمونه وهو زعم يجافى الحقيقة لعدة أسباب:
أولا : استعانت الأهرام بترجمة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى التعريف بمضمون المقال إلا أن الترجمة جانبها الصواب وأوقعت المشتركين فى الوكالة فى خطأ مهنى لم يرتكبوه عن عمد.
ثانياً: لم تكن الأهرام وحدها التى نشرت مضمون تقرير الوكالة، حيث سبق النشر فى الأهرام صباح يوم 9 أكتوبر، قيام الصحف الإلكترونية المعروفة بنشر نفس تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ،وهو ما ينفى تعمد «الأهرام» تشويه التقرير الأصلى للصحيفة .ثالثا: تركيز مراسل الصحيفة الأمريكية على الأهرام تحديدا، وهو المراسل المعروف عنه مواقفه الرافضة لما جرى فى مصر منذ ثورة 30 يونيو، مما يعنى محاولة الإيحاء بأن عدم الدقة فى نقل التقرير أمر مقصود أو الإيعاز بأن هناك توجيهات عليا بالأمر، وهو إيحاء فى غير محله، كما أن تحريف التقارير الصحفية لم يعد مسألة يمكن تمريرها بسهولة فى عالم اليوم.
ويبدو الأمر كما لو كانت «الأهرام» تتحمل اليوم كل خطايا المهنة.وقد أرادت «الأهرام» أن توضح الحقيقة لقرائها الكرام وللرأى العام المصرى والدولى حتى لا تتزعزع الثقة فى الصحيفة الأكبر وحتى تظل عنوانا للحقيقة .





المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة