بريطانيا تودع الاتحاد الأوروبى


المصدر الاهرام - اخبار عالمية

كاميرون يستقيل.. شبح التفكك يطارد المملكة.. قمة أزمة فى برلينخالف البريطانيون كل التوقعات واستطلاعات الرأي، وزلزلوا أوروبا والعالم أجمع بالتصويت بـ«خروج» بلادهم من الاتحاد الأوروبى بأغلبية 51.9% فى الاستفتاء الذى جرى أمس الأول، والذى فتحت نتائجه أبواب «التفكك» على بريطانيا، و«الاحتضار» على أوروبا، فى ظل دعوات من أسكتلندا وأيرلندا لإجراء استفتاءات انفصال عن التاج البريطاني، وتنامى «هوس» الدعوات اليمينية فى دول أوروبية أخرى لإجراء استفتاءات مماثلة على الخروج من أوروبا.
وبعد أن أنهى الاستفتاء عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى التى استمرت 43 عاما، أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون استقالته من منصبه بحلول أكتوبر المقبل، وهو موعد المؤتمر السنوى لحزب المحافظين الذى سيتم خلاله انتخاب زعيم جديد للحزب، وسط توقعات بأن يدعو الزعيم الجديد للحزب لانتخابات عامة مبكرة فى البلاد.
وقال كاميرون للصحفيين أمام مقر الحكومة فى «داونينج ستريت»: «لا أعتقد أنه سيكون من الملائم لى أن أمسك بدفة قيادة البلاد إلى وجهتها المقبلة».
وأضاف وهو يغالب دموعه :«أعتقد بأنه من الصواب أن يتخذ رئيس الوزراء الجديد القرار بشأن موعد تنفيذ المادة 50 وبدء عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي»، فى إشارة إلى مادة فى ميثاق لشبونة تحدد آليات خروج أى دولة من عضوية الاتحاد.
ويتوقع أن يكون لنتائج الاستفتاء تداعيات هائلة على مستوى الاتحاد البريطانى نفسه، خاصة فيما يتعلق بأسكتلندا وأيرلندا الشمالية اللتين صوتتا بكثافة كبيرة جدا للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تنامت الدعوات فى كل منهما لإجراء استفتاء لتحديد العلاقة مع بريطانيا نفسها.
وفى الوقت الذى اعتبر فيه نايجل فاراج زعيم حزب «استقلال بريطانيا» اليمينى المناهض للاتحاد الأوروبى أن الاتحاد الأوروبى «يحتضر»، عبر الاتحاد عن حزنه الشديد بعد الضربة القوية التى تلقاها من لندن بالاستفتاء، وبدأ سلسلة لقاءات مكثفة للحفاظ على وحدته وتجنب قيام دول أخرى بخطوات مماثلة.
وأكد رئيس البرلمان الأوروبى مارتن شولتز أن المجلس سيجتمع لتقييم نتائج تصويت بريطانيا، مشيرا إلى أن الدول الـ19 الأعضاء فى منطقة اليورو على وجه الخصوص تحتاج لمناقشة سبل حماية نفسها فى الأشهر المقبلة التى ستشهد فترات مضطربة على الأرجح. كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبى ألمانيا وفرنسا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا ولوكسمبورج ـ ستعقد اجتماعا اليوم ـ فى برلين للتباحث فى تبعات الاستفتاء.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خروج بريطانيا «ضربة موجهة إلى أوروبا»، وأعلنت أنها دعت الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك إلى عقد اجتماع أزمة فى برلين بعد غد الاثنين.
وفى باريس، اعتبر الرئيس الفرنسى أن تصويت البريطانيين «يضع أوروبا فى مواجهة اختبار خطير، مبديا أسفه» الكبير لهذا الخيار الأليم«.
وقد هبط الجنيه الإسترلينى إلى أدنى مستوى له فى 31 عاما أمس، مسجلا أكبر خسارة بسبب نتيجة الاستفتاء، حيث انخفض إلى 1،3 دولار، وهو أدنى مستوى له أمام العملة الأمريكية منذ سبتمبر 1985.

تعليقات

المشاركات الشائعة