بالذمة أنت صائم؟!
المصدر الجمهورية الجالب مرزوق والمحتكر ملعون في شهر رمضان الكريم تتجلي مشاعر الرحمة والإنسانية والمحبة بين الناس. بينما هناك فئة من البشر يتظاهرون بالصيام والأعمال الصالحة وهم في حقيقة الأمر ينهشون في أجسادنا ويضيقون علينا أحوالنا ومعيشتنا وهم بعض التجار الجشعين الذين يرفعون الأسعار أضعاف أضعاف ثمنها ويحتكرون البضائع مستغلين سوء الحالة الاقتصادية التي تعيشها البلاد ويتربحون من أقوات الشعب دون وجه حق. منهم من يفعلها جشعاً وطمعاً ومنهم من يوظفها لأهداف سياسية دنيئة. والتاريخ المصري يذكرنا بنفس النوعية وقت الاستعمار الإنجليزي عندما كانوا يجمعون البضائع والخضار والفاكهة ويبيعونها للمستعمرين المحتلين. وقد أجمع علماء الدين ان الإسلام حث المسلم علي أن يكون مكسبه من الحلال الطيب وحذر من المكسب الحرام أو الذي فيه شبهة قال الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون". ونهي عن احتكار السلع في عدة أحاديث. وذلك لما فيه من التضييق علي الناس. فقد روي ابن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون". وروي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه". والاحتكار المحرم له شروط وضعها الفقهاء منها أن يكون الشيء المحتكر زائداً علي حاجته وحاجة من يعولهم سنة كاملة. فإن كان سيحتاج إليه خلال سنة وخزنه لحاجته إليه فلا يعد ذلك احتكاراً. أما أن ينتظر بالسلعة حتي يرتفع ثمنها أو أن يكون الناس محتاجين إليها فإنه يعد احتكاراً وهذا حرام. وهذا ما يجعلنا ننظر إلي التاجر صاحب هذه الأفعال المشينة وما أكثرهم هذه الأيام ونقول له "بالذمة أنت صائم"؟! |
تعليقات
إرسال تعليق