الزمالك يفوز على المصرى 2/1 فى مباراة «شطرنج » رائعة للأذكياء فقط
المصدر الاهرام . اخبار الرياضة
حقق فريق الزمالك فوزا غاليا وصعبا على المصرى بهدفين مقابل هدف , فى المباراة التى جرت بينهما باستاد الجيش فى برج العرب ضمن مباريات الجولة الثالثة من الدورى الممتاز لكرة القدم.
انقسم اللقاء الى شقين , الاول شهد سيطرة وتحكما من ابناء بورسعيد بفضل القراءة الرائعة لحسام حسن لاوراق المنافس , فى حين انقلب الموقف تماما فى الجزء الثانى بعد ان عالج المدير الفنى للزمالك نيبوشا بيوفويتش المونتيجرى الاخطاء وقلب الطاولة فى لعبة الشطرنج الرائعة التى شهدتها المباراة , وخطف الفوز من براثن النسر الأخضر بجدارة.
من الدقائق الأولى للمباراة تشعر بأن هناك حالة من التركيز العالى بين لاعبى الفريقين، وهناك تعليمات محفورة فى العقول من الجهاز الفنى لكل منهما والتحركات واعية سواء فى الهجوم أو الدفاع، وكلمة السر تكمن فى اللعب من على الطرفين لاختراق خطوط الدفاع ولاسيما من جانب حازم إمام الذى قاد أكثر من هجمة خطيرة، ولكن ظلت مشكلة اللمسة الاخيرة لترجمة هذه السيطرة الى أهداف.
فى نفس الوقت حرص حسام حسن المدير الفنى للمصرى على استغلال تقدم مؤيد القطان عن طريق علاء على من الناحية اليسرى لإرسال التمريرات العالية، اعتمادا على قوة وطول العملاق بانسيه البوركينى شبيه الشخصية السينمائية الكارتونية الشهيرة «افاتار»، الذى كان مصدر إزعاج لقلبى الدفاع مع كل همسة ولمسة تصل فيها الكرة إليه.
هدف مبكر
لم تمر ربع الساعة الأول الا وجاء إسلام أبو سليمة ليضع أبناء بورسعيد فى المقدمة بهدف مستغلا نوبة الغفوة التى أصابت الدفاع فى الركلة الركنية، لتدخل المباراة منحنى جديدا من الإثارة والمتعة بعد أن تكشفت الأوراق مبكرا.
وانفتحت المساحات فى الجبهة اليسرى للأبيض خلف مؤيد العجان، وانطلق من خلفه عمر كمال عبد الواحد، ولكنه تسرع ليضيع هدفا مؤكدا للمصري. وتكرر سيناريو التمريرات العرضية الخطيرة التى تعتمد على اللمسة الأولى من أحد لاعبى المصرى لاحد زملائه من ورائه، ولكن لم يفطن لها الأبيض وجهازه الفنى بقيادة نيبوشا.
لم يطرأ تغيير كبير فى اداء الزمالك بعد الهدف بفضل سيطرة الأخضر على منطقة المناورات والرقابة اللصيقة على لاعبيه، والتهب الموقف بعد احتكاك الشناوى بعبد اللطيف جريندو الذى سقط على الأرض يتلوى فى مشهد درامي، وينال الأول انذارا. ويستمر غياب أحمد مدبولى وعبد الله جمعة عن لقطة التالق مما جعل كاسونجو غير قادر على الوصول الى المرمي.
استمر العقم الأبيض الهجومى خلال الدقائق الأخيرة من الشوط، فى ظل القراءة المتميزة للعميد لأوراقه الرابحة وإيقاف جميع مفاتيح اللعب، لدرجة أن حارسه محمود السيد لم يتعرض لخطورة تذكر فى ظل اعتماد الزمالك على التمريرات الطويلة للأمام التى لم تغن أو تسمن عن التهديف سوى من تسديدة بعيدة لمحمد اشرف (روقة) الذى نسى الجميع وجوده فى الملعب حتى هذه اللحظة وتصدى لها الحارس، ثم تأتى صافرة نهاية الشوط بعد احتساب تسلل على كاسونجو التائه مع الأداء المهتز لفريقه.
الشوط الثانى
التزم المصرى فى الشوط الثانى بنفس الحالة من التماسك فى خط الدفاع , ولكن الموقف لم يستمر اكثر من ست دقائق مع استعادة روقة لذاكرة تسديداته الرائعة بهدف رائع , لم يحرك لها الحارس ساكنا ليعود اللقاء الى النقطة صفر من جديد.
يبدأ نيبوشا فى تحريك اوراقه مبكرا من خلال الدفع بباسم مرسى بدلا من كاسونجو فى الدقيقة العاشرة املا فى ضخ الحيوية والنشاط فى الهجوم الابيض , الذى أخذ يتنسم روح التألق مع ديناميكية عبد الله جمعة ومدبولى وظهر واضحا ان الجهاز الفنى منح كلا منهما دشا باردا بين الشوطين, بعد الأداء الفاتر فى الشوط الأول , وهو ما ترجمته التسديدة الرائعة لجمعة وانقذها الحارس باطراف اصابعه.
تغييرات تكتيكية
لم يجد حسام حسن بديلا من إجراء تغيير مهم باخراج جريندو والدفع بمحمد كوفى لايقاف طوفان الزمالك , وكاد محمد مجدى يكلف فريقه هدفا فى غفلة من الزمن لولا ان علاء على لم يكن موفقا فى انفراده التام بالمرمى .. ويكرر نفس المنظر بعد ذلك بدقائق قليلة مستغلا المساحات الموجودة فى خط الدفاع ولكن التسرع حال دون ترجمة ذلك لأهداف.
عاد مدبولى ليقدم تابلوها رائعا فى الدقيقة 67 بتسديدة رائعة تسكن شباك من نفس مكان الهدف الاول وبالقدم اليمنى , ويبدو انها البقعة السحرية لأبناء الابيض فى النصف الثانى من اللقاء .. وينال طارق حامد انذارا للخشونة.
يضطرالجهاز الفنى لاجراء تغييرين دفعة واحدة املا ان يقف الفريق على قدمه مرة اخرى , بالدفع بكل من المشاكس احمد عيد عبد الملك والشيخ موقورو القادم من هلال الابيض السودانى , ليغير طريقة لعبه إلى 3/4/3 ,, ويرد عليه نيبوشا باشراك معروف يوسف بدلا من مدبولي.
يرفض باسم مرسى هدية من الشناوى عندما جعله منفردا بالمرمى ولكنه اطاح بالكرة بعيدا , وتتحول الدفة رويدا رويدا الى الاخضر الذى امتلك منطقة المناورات خلال الجزء الاخير من اللقاء ولكن غابت الخطورة لعدم دقة التمريرات وتسرع اللاعبين مما انعكس على تزايد التوتر والاحتكاك, وينال باسم انذارا للخشونة.
تمر الدقائق الاخيرة وسط خفقان قلوب جماهير الفريقين , ويدفع نيبوشا باحمد توفيق بدلا من احمد داودا لاحكام المزيد من الاغلاق امام خطورة المنافس , وتتلاشى امال المصرى والعميد فى انهاء عقدة الزمالك التى تطارده فى مبارياته بالدورى بالخسارة ولكن بعد اداء رائع يستحق الاحترام.
تعليقات
إرسال تعليق