هوانم الزمالك على حافة الزلزال
المصدر الاهرام . جمال الشاعر . قضايا و آراء
زلزال الزمالك مرة ثانية .. الأولي كانت مع إنشاء كوبري 15 مايو فتم قتل حركة الحياة في شارعه الرئيسي، وهو شارع 26 يوليو وتفرعاته .. طبعا المصلحة العامة شيء مقدر ولكن.. ألم يكن هناك حل آخر؟ لاكتل اسمنتية وترسانات من التشوينات أمام السفارات والقنصليات والبنوك .. وحواجز حديدية في كل مكان.. مشروع المترو يخترق الزمالك بشراسة ودون تمهيد ودون أي حوار مجتمعي.. إنها طريقة الإدارة العمياء نفسها التي تتعامل مع المصريين بمنطق (جعلناكم فانجعلوا).. جزيرة الزمالك المفروض أنها شبه محمية تاريخية .. شارع إسماعيل محمد فقط فيه 18مبني أثريا.. ناهيك عن كل العظماء الذين سكنوا في الزمالك, أم كلثوم وعبد الوهاب والمهندس محمد مظهر وعبد الحليم حافظ وغيرهم عشرات وعشرات.. ناهيك عن قصر الخديو اسماعيل الذي أصبح فندق ماريوت.. ودار الأوبرا وبرج القاهرة ونادي الجزيرة ومكتبة القاهرة .. السؤال هنا يتفرع إلي عدة مناح:
أولا لماذا يتم عمل مترو جديد في الزمالك بينما يوجد فيها محطة مترو والله العظيم لماذا لم يتم الاستكمال عليها ؟ ..
ثانيا.. قيل إن المترو سيخدم أهالي إمبابة والكيت كات .. يقول المهندسون الاستشاريون إنه كان من الأوفق الربط بين رمسيس ووسط البلد من خلال كوبري إمبابة وهو جاهز دونما تحمل أعباء وأنفاق ومليارات وسنوات من الأعمال الشاقة… ثالثا .. هل صحيح أن التكلفة تصل إلي ثمانية وأربعين مليارا من القروض بينما مؤسسة الجايكا اليابانية كانت زمان قد عرضت منحة لمثل هذا المشروع.. هذه أمور تحتاج إلي شروح وافية للرأي العام ..
رابعا.. التعامل مع سكان الزمالك علي أنهم مجتمع مخملي وأنهم أغني أغنياء مصر فيه عدم فهم للتحولات التي حدثت للهرم الاجتماعي.. وأن التجمع الخامس هو الذي ينطبق عليه هذا الكلام.. أما عائلات الزمالك فهي خلاصة الطبقة الوسطي المثقفة المستنيرة أيام زمان.. الغالبية منهم تحسبهم أغنياء من التعفف… خامسا.. دائما ماكنا نتحدث عن ظاهرة ترييف القاهرة.. أي زحف الأجواء الريفية علي نمط الحياة الحديثة في المدن.. سكان الزمالك لديهم مخاوف من أن المترو سوف يتنقل فيه عشرة آلاف مواطن .. لو خرج ربعهم للتنزه في الزمالك لتحول الحي إلي علبة سردين متحركة.. سادسا.. أنفق سكان الزمالك نحو ربع المليون جنيه حتي الآن من أجل القضايا والمحاكم والمحامين ولجان الخبراء الاستشاريين وخلافه من تبرعاتهم ولم يتم التوصل إلي حل أو تفاهمات مع الحكومة أو الحي أو المحافظة أو هيئة المترو ..ولا حياة لمن تنادي… سابعا.. تمت إصابة حركة الحياة في الزمالك بالشلل وأغلقت الشوارع مما يؤثر علي المحال التجارية والمصالح والأسواق والمدارس.. تاسعا .. سوف يستمر هذا الوضع من ثلاثة إلي أربعة أعوام.. وبالتالي الأجانب الذين كانوا يحبون العيش في الزمالك بسبب الأجواء الراقية الشبيهة بأسلوب الحياة في العواصم الأجنبية سوف يهجرونها فتصاب بالتدهور.. عاشرا.. التاريخ يقول لنا إن اسم الزمالك في الأصل مشتق من كلمة تركية معناها الأكواخ الخشبية.. أو العشش باللهجة المصرية.. وكانت زمان جزيرة للصيادين يخزنون أدواتهم في تلك العشش… فهل يراد بالزمالك أن تعود إلي تلك العصور السحيقة .. ؟! حادى عشر… هذه الأزمة تشير إلي خلل جسيم في طبيعة العلاقة بين المواطن والحكومة .. يعني الحكومة سوف تفعل ماتريد وتفاجئ المواطنين بكل شيء ولا رأي لهم.. مع أن هذا الأسلوب قد أثبت فشله في جزيرة الوراق وأدي إلي صدام عنيف وجرحي ودم فتراجعت الحكومة فورا..
بينما هوانم الزمالك ورجالها وعائلاتها اختاروا جميعا طريق القانون ولم يصلوا إلي أي أذن مصغية.. أخيرا ..أختتم بهذه الأهزوجة .. وأخرس يشاور يعاتب زمانه .. لسانه حصانه اللي صانه فخانه ..ولغوة كلامه رغاوي وطلاسم .. بيسمعها الاطرش ينفض ودانه.
زلزال الزمالك مرة ثانية .. الأولي كانت مع إنشاء كوبري 15 مايو فتم قتل حركة الحياة في شارعه الرئيسي، وهو شارع 26 يوليو وتفرعاته .. طبعا المصلحة العامة شيء مقدر ولكن.. ألم يكن هناك حل آخر؟ لاكتل اسمنتية وترسانات من التشوينات أمام السفارات والقنصليات والبنوك .. وحواجز حديدية في كل مكان.. مشروع المترو يخترق الزمالك بشراسة ودون تمهيد ودون أي حوار مجتمعي.. إنها طريقة الإدارة العمياء نفسها التي تتعامل مع المصريين بمنطق (جعلناكم فانجعلوا).. جزيرة الزمالك المفروض أنها شبه محمية تاريخية .. شارع إسماعيل محمد فقط فيه 18مبني أثريا.. ناهيك عن كل العظماء الذين سكنوا في الزمالك, أم كلثوم وعبد الوهاب والمهندس محمد مظهر وعبد الحليم حافظ وغيرهم عشرات وعشرات.. ناهيك عن قصر الخديو اسماعيل الذي أصبح فندق ماريوت.. ودار الأوبرا وبرج القاهرة ونادي الجزيرة ومكتبة القاهرة .. السؤال هنا يتفرع إلي عدة مناح:
أولا لماذا يتم عمل مترو جديد في الزمالك بينما يوجد فيها محطة مترو والله العظيم لماذا لم يتم الاستكمال عليها ؟ ..
ثانيا.. قيل إن المترو سيخدم أهالي إمبابة والكيت كات .. يقول المهندسون الاستشاريون إنه كان من الأوفق الربط بين رمسيس ووسط البلد من خلال كوبري إمبابة وهو جاهز دونما تحمل أعباء وأنفاق ومليارات وسنوات من الأعمال الشاقة… ثالثا .. هل صحيح أن التكلفة تصل إلي ثمانية وأربعين مليارا من القروض بينما مؤسسة الجايكا اليابانية كانت زمان قد عرضت منحة لمثل هذا المشروع.. هذه أمور تحتاج إلي شروح وافية للرأي العام ..
رابعا.. التعامل مع سكان الزمالك علي أنهم مجتمع مخملي وأنهم أغني أغنياء مصر فيه عدم فهم للتحولات التي حدثت للهرم الاجتماعي.. وأن التجمع الخامس هو الذي ينطبق عليه هذا الكلام.. أما عائلات الزمالك فهي خلاصة الطبقة الوسطي المثقفة المستنيرة أيام زمان.. الغالبية منهم تحسبهم أغنياء من التعفف… خامسا.. دائما ماكنا نتحدث عن ظاهرة ترييف القاهرة.. أي زحف الأجواء الريفية علي نمط الحياة الحديثة في المدن.. سكان الزمالك لديهم مخاوف من أن المترو سوف يتنقل فيه عشرة آلاف مواطن .. لو خرج ربعهم للتنزه في الزمالك لتحول الحي إلي علبة سردين متحركة.. سادسا.. أنفق سكان الزمالك نحو ربع المليون جنيه حتي الآن من أجل القضايا والمحاكم والمحامين ولجان الخبراء الاستشاريين وخلافه من تبرعاتهم ولم يتم التوصل إلي حل أو تفاهمات مع الحكومة أو الحي أو المحافظة أو هيئة المترو ..ولا حياة لمن تنادي… سابعا.. تمت إصابة حركة الحياة في الزمالك بالشلل وأغلقت الشوارع مما يؤثر علي المحال التجارية والمصالح والأسواق والمدارس.. تاسعا .. سوف يستمر هذا الوضع من ثلاثة إلي أربعة أعوام.. وبالتالي الأجانب الذين كانوا يحبون العيش في الزمالك بسبب الأجواء الراقية الشبيهة بأسلوب الحياة في العواصم الأجنبية سوف يهجرونها فتصاب بالتدهور.. عاشرا.. التاريخ يقول لنا إن اسم الزمالك في الأصل مشتق من كلمة تركية معناها الأكواخ الخشبية.. أو العشش باللهجة المصرية.. وكانت زمان جزيرة للصيادين يخزنون أدواتهم في تلك العشش… فهل يراد بالزمالك أن تعود إلي تلك العصور السحيقة .. ؟! حادى عشر… هذه الأزمة تشير إلي خلل جسيم في طبيعة العلاقة بين المواطن والحكومة .. يعني الحكومة سوف تفعل ماتريد وتفاجئ المواطنين بكل شيء ولا رأي لهم.. مع أن هذا الأسلوب قد أثبت فشله في جزيرة الوراق وأدي إلي صدام عنيف وجرحي ودم فتراجعت الحكومة فورا..
بينما هوانم الزمالك ورجالها وعائلاتها اختاروا جميعا طريق القانون ولم يصلوا إلي أي أذن مصغية.. أخيرا ..أختتم بهذه الأهزوجة .. وأخرس يشاور يعاتب زمانه .. لسانه حصانه اللي صانه فخانه ..ولغوة كلامه رغاوي وطلاسم .. بيسمعها الاطرش ينفض ودانه.
تعليقات
إرسال تعليق