عندما يحارب الجيش عصابة!
المصدر الأهرام . الأعمدة . كل يوم . مرسي عطا الله . ahram.org.eg
علمتني مهنة المحرر العسكري في سنوات المجد والفخار قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر المجيدة أن أتعامل مع المعارك والمواجهات في ميادين القتال برؤية شاملة تتجاوز المساحة المحدودة لأرض المعركة بحثا عن الأسلحة الخفية التي تؤثر في مسار القتال من غير الطائرات والدبابات والمدافع والبنادق مثل الضغوط السياسية والحرب النفسية والألاعيب المخابراتية.
وربما يكون السؤال الذي يفرض نفسه علينا لماذا اكتسبت حملة سيناء 2018 هذه القوة والشراسة التي تماثل استحقاقات الحرب الشاملة.. وجوابي إننا بعد حادث مسجد الروضة كنا قد أصبحنا أمام مشهد مرعب لعصابات لا تعرف المواثيق الدولية أو المباديء الإنسانية وتحمل تكليفات صريحة بنشر الفوضي سعيا إلي الحلم الضائع بإمكانية إعادة عقارب الساعة إلي الوراء وإعادة الجماعة المحظورة إلي سدة الحكم مرة أخري بعد أن وفر لهم حلف الشر والكراهية السلاح والأموال الوفيرة وأجهزة البث المتقدمة لفرض حكم الإرهاب بكل الأساليب الدنيئة التي طالت المواطنين الأبرياء بجرائم النهب والسرقة والخطف والاغتيالات ومع ذلك بقي أهل سيناء صامدون ومساندون للدولة المصرية.
كانت سيناء قد تحولت إلي مخزن مليء بالمتفجرات وليست المشاهد التي بثتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة عن وقائع حملة سيناء 2018 سوي ملامح صغيرة لبعض المعارك التي خلفت وراءها بعض أوكار ومخابىء الإرهابيين المتهدمة وعشرات الخوذات تتلامس مع بقع الدماء ومع أشلاء الجثث جنبا إلي جنب مع عرباتهم المحترقة وبقايا الطلقات المتناثرة فوق الرمال.
وهنا لابد أن أقول: إن توقيت المواجهة جاء في لحظة حساب سياسى واستراتيجي دقيق مفاده أنه لم يعد أمامنا من خيار سوي عملية كبري شاملة تجتث الإرهابيين من جذورهم وتنهي لعبتهم السخيفة في القنص ودفن قنابل الموت علي الطرقات وفي رمال الصحراء.. وهذا بالضبط خلاصة ما حدث واكتسب احترام العالم وزاد من ثقة المصريين في أنفسهم!
خير الكلام:
- تبدأ الحرية حيث ينتهى الجهل!
تعليقات
إرسال تعليق