سامي عبدالراضي يكتب: كلمات أخيرة في قصة "طفل البلكونة
المصدر الوطن . elwatannews.com . أخبار المقالات
ملحوظة ... حقوق المقال محفوظة لموقع الوطن و له فائق التحية و الاحترام
واقعة "طفل البلكونة" مشابهة لكثير من أحداث يشهدها مجتمعنا "الراقص مع الكلاب" طفل وسط البلد الذي هز المجتمع المصري منذ نحو عامين.. ومثل فتاة كوبري العباسية.. إن لم تتذكروها.. ابحثوا عنها على محرك البحث "جوجل".. ومثل مريم ابنة حارس العقار والتي كانت من أوائل الثانوية العامة.. وحصلت عليها من غرفة الأب وسط الزحام.. والآن تدرس في طب عين شمس.. ومثل الطيبة "بائعة الكتب" التي عاشت 50 عاماً على رصيف جامعة القاهرة لتبيع الكتب وتنفق على أولادها وأحفادها حتى قاربت الـ73 عاماً.. مجتمعنا ثري بمثل هذه "الحكايات النادرة والمؤلمة".
(2)
كان الأمر واضحاً أمس في تحقيقات النيابة ومن تكليف مباشر لنيابة أكتوبر من النائب العام.. وكانت جملته "مراعاة للظروف الإنسانية" تحتها ألف خط.. وكذلك كان تقرير فوري أعدته لجنة وزارة التضامن "كلمة السر" في إخلاء سبيل الأم.. التقرير الذي أشرف عليه الدكتور علاء عبدالعاطي معاون وزير التضامن، أوصى بتسليم الطفل لأسرته وأوصى بمراقبة من الوزارة وإعداد تقرير شهري عن الحالة.
(3)
الآن.. تم تخصيص مبلغ شهري من بيت الزكاة التابع للأزهر (وده أسهم فيه برنامج مساء دي إم سي ).. وجار عمل أبحاث تمهيداً لعمل معاش وما شابه.. وفيه طلب لمحافظ الجيزة لعمل كشك وده لوحده كفيل بأنه يلم الأسرة ويعيشهم "حياة كريمة".. وفيه ناس كتير في نفس الظروف.. وأقسى شوية.. بس الإعلام بعيد عنهم.. لم يصلوا إليه ولم يصل إليهم.. ويقيني أن مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس منذ أسابيع.. ستكون نقطة البداية للتخلص أو محاولة للتخلص من الفقر وتحسين المعيشة لقرابة 30 مليون مصري يعيشون ويتعايشون مع الفقر.
(4)
لن أتطرق لمسألة "الأم متهمة.. بريئة.. الظروف.. الفقر.. المرض.. الجهل.. العشرة جنيه.. التصرف الأمثل.. ضربها لولادها.. تهديد حياتهم.." الرقابة الشهرية والتقرير الشهري كفيلان بـ"التقويم"، فالتقويم أفضل وأهم من حبس الأم ونقل الطفل لدار رعاية.
(5)
بالنسبة لمن هاجم مصور الفيديو وأدلى بدلوه: "كيف يصور.. ولماذا لم يهرول وينقذ أو يحاول إنقاذ.. وليه صور .."، أولا: "سوبر مان" لو كان واقف في عمارة مواجهة للعمارة.. وفي الدور السادس مكان الشخص اللي صور هو الوحيد اللي كان ممكن "يطير" ويلحقه.. أما الذي صور فليس له أجنحة وربما صراخه وصراخ الجيران كان سبباً رئيسياً في "تفويق الأم" وحثها على "سحب" أسامة قبل أن يذهب للموت.. ورغم ذلك أقول لمن هاجم: "وجهة نظرك وتحترم".. وبالنسبة لمصور الفيديو "محسن عبدالراضي" هو عضو نقابة صحفيين ومدير تحرير برنامج شاطر.. وكنت أتمنى فعلا إنه يبقى أخوياً فهو شرف عظيم.. على الأقل كنت سأملك "عينين زرقاوين" مثله تماماً.. ومثل عيني غالبية أشقائه.
(6)
بالنسبة لمن أخذ الفيديو.. وطبع عليه اسمه وآخر قال بثبات وقوة شديدين: "كنت باشرب سيجارة وسمعت الصوت وصورت".. وغيرهم وغيرهم.. ممن قالوا إنهم حركوا وزارة التضامن والداخلية.. أقول لهم وبهدوء: "جزء مما فعلتموه حسن نية وكان الهدف هو إنقاذ الطفل.. وجزء آخر لا أود أن أتطرق إليه.. فجميع من تابع يعلم".. وأقول أيضاً: "قلتم إنكم حركتم وأشكركم.. ولكن صديقي الدكتور محمد فتحي تحدث إليَّ بعد نشر الفيديو بـ7 دقائق فقط.. وقال إن الدكتورة غادة والي استقبلت الفيديو وأصدرت أوامر بالتحرك وجار إبلاغ النيابة.. وأعطيته العنوان وتم التحرك.. وبالأمس حين كنا في النيابة.. كان معنا فريق محترم ومكافح من وزارة التضامن يترأسه الدكتور علاء عبدالعاطي معاون الوزير.. والذي ظل واقفاً على قدميه قرابة 8 ساعات متواصلة.. ولم يتحرك أو نتحرك حتى صدر قرار المستشار مدحت مكي المحامي العام الأول بإخلاء السبيل.. مع التوصيات التي تكفل حق الطفل وأشقاءه مستقبلاً.
(7)
هل انتهت الحكايات.. أبداً.. هل سيتوقف الزمن عن تقديم "مطباته وحكاياته نوادره".. حتماً لن يتوقف.. هل انتهت مشكلة "أسامة وأمه والبلكونة".. يقيناً إنها اقتربت.. ولكن هناك ألف أم.. وألف أسامة.. وألف بلكونة.. وألف مفتاح ضائع!
تعليقات
إرسال تعليق