لماذا يقرأ ضابط بالأمن المركزى كتاب «سر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المحظورة»؟!

هل تعلم عزيزى القارئ أنه يوجد ضباط بالأمن المركزى يقرأون كتابات عناصر منشقة عن جماعة الإخوان المحظورة بشكل مكثف وبتعمق مؤخرا؟! نعم.. هذا يحدث بالفعل.. أقول هذا الكلام بعد أن رأيت بعينى ضابط بالأمن المركزى، وليس بـ«أمن الدولة»، أو بالمسمى الجديد «الأمن الوطنى».. نعم، رأيته يقرأ كتاب سر المعبد.. الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين.. الذى قام بتأليفه ثروت الخرباوى، القيادى السابق فى الجماعة خلال العام الماضى لكشف حقيقة الإخوان.
وجاء فى الكتاب أن الإخوان هى جماعة سرية، لا تعرف كيف تمارس الاختلاف فى الرأى، بل تعتبره ذنبا كبيرا، لأنها جماعة «إلغاء العقول»!! وأكد الكتاب أن المنشقين عن الجماعة لديهم العديد من الانتقادات للتنظيم، خاصة فى ظل وجود هوة سحيقة وقعت فيها الجماعة مؤخرا.
قراءة عدد من ضباط الشرطة لكتب الإخوان أصحاب الأفكار المعتدلة، هى خطوة تأتى فى إطار رغبتهم فى عدم إقصاء فصيل سياسى، مادام به فريق مستنير، ولا يميل للعنف، ومقـتـنع بضرورة التعبـيـر عن رأيه بسلمية.
هؤلاء الضباط يريدون أن يشعروا بالراحة النفسية والاطمئنان عند التعامل مع عناصر «المحظورة»، ويريدون أن تكون عقيدتهم بالداخل مطمئنة.. فبالرغم من كل ما يحدث، يرفضون أن يظلموا الإخوانى «السلمى»، يخافون من المحاسبة أمام الله، فعندما يسألهم الله عن أعمالهم، سيكون ردهم أنهم أخذوا بالأسباب بقلوب مؤمنة ومطمئنة، لأنهم لم ينفذوا الأوامر دون تفكير.لم يهتم الضابط بسخرية عدد من زملائه.. لأنه يدرك جيدا ضرورة الاطلاع على أفكار الآخر للوصول إلى واقع أفضل.. بدليل أن الجيش المصرى انتصر على العدو الإسرائيلى فى 73، لأن عناصر فى الجيش درست أسلوب تفكير الإسرائيليين جيدا وبالشكل المطلوب.. هنا لا أشبه الإخوان بالإسرائيليين، لأننا جميعا «مصريون» فى النهاية.. هذا مُجرد مثال خطر على بالى بالصدفة!!
فى المقابل، لم يُدرك الضباط الساخرون من زميلهم أن أهم عناصر النجاح، التى تصنع شخصية قيادية ومؤثرة فى المجتمع، دراسة الآخر جيدا، رغم الاختلاف تماما مع أفكاره وتوجهاته وآراؤه، أن تعرف تحركاته، ماذا يحب، ماذا يكره، ما هى خططه، وطموحاته، لتصبح قادرا على التنبؤ بخطواته القادمة، وتكون مستعدا لها!!
أقول للمتشددين بالجماعة المحظورة أنكم خسرتم الكثير.. ولابد أن تشعروا بالندم.. لأن بردود أفعالكم الدموية تخسرون ضباط فى «الداخلية» يدعمون تـوجه السلميين المستنيرين منكم الرافضين للعنف والتحريض على أعمال الشغب.. وفى حالة الاستمرار فى طريق التحريض على أعمال الشغب، والتسبب فى العنف بالشارع، فى إطار المطالبة بعودة رئيسكم المعزول الدكتور محمد مرسى ستخسرون أكثر.واقعة اغتيال الشهيد المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطنى، الذى كان له دور فى إلقاء القبض على المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة المحظورة، والدكتور محمد البلتاجى والدكتور عصام العريان القياديان بالجماعة، جعل ضباط الشرطة لديهم حافز أكبر لاستكمال مشوار الحفاظ على الوطن.. وبالنسبة لأرامل وأيتام الشرطة، كل أب وأم وأخ وأخت فقدوا أحباءهم، الذين يحلمون برؤيتهم كل ليلة، فكلهم إيمان بقضاء الله وقدره.
زملاء «مبروك» لن ينسوا أن الشهيد تم اغتياله أثناء خروجه من منزله متجها إلى مقر عمله، استشهد بعدما أطلق عليه مسلحون قرابة 14 رصاصة، أصابته 7 منها فأردته قتيلا.. الشهيد لم يستهدف يوما أن يُروّع آمنا، بل حماية الوطن والمواطنين كان أهم أهدافه فى حياته.. وبعد مرور 3 أيام على استشهاد «مبروك»، اغتالت أيادى الغدر الشهيد النقيب أحمد سمير الكبير من قوة العمليات الخاصة التابعة للأمن المركزى، والنقيب أحمد أبودومة معاون مباحث قسم ثالث الإسماعيلية فى نفس اليوم!!يا «عشاق سفك دماء المصريين» بالجماعة المحظورة، فى حالة استمرار هذه الأعمال الإرهابية لن يكون هناك مجال للمصالحة.. خاصة أن المصريين يعيشون فى جنازات مستمرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.. أقول للإخوان إنكم ستخسرون الوجود فى الساحة السياسية خلال الفترة القادمة بشكل مشرف سينقله التاريخ للأجيال القادمة، ويقول إن الإخوان المعتدلين الجدد السلميين جاءوا ليصححوا أخطاء الإخوان «القدماء» مروجى الأكاذيب على أنها حقائق، وعشاق الدم للوصول إلى الكرسى مهما تكلف الأمر!!




المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة