سكان الزمالك فازوا بمعركة المترو.. مثلما نجحوا بمعارك المقاهى والشيشة

يعيشون فى جزيرة وسط النيل منغلقين على أنفسهم، ففى سبيل التنعم بقليل من الهدوء دفعوا مبالغ طائلة ليمتلكوا وحدة سكنية فى حى الزمالك الراقى، الذى اشتهر بسكن المشاهير والأغنياء من أبناء الطبقة الأرستقراطية، بعد أن أزيحت العشش التى كان يسكنها حاشية وحرس "محمد على باشا" فيما سبق، وارتفعت مكانها القصور والعمارات الفخمة والفنادق والمسارح.
رافضين أن تصل "التكاتك" إلى شوارعهم الأثرية وتزدحم الأرصفة أكثر من ذلك بالباعة الجائلين، ولم تكن معركة "مترو الزمالك" التى انتصر فيها أهالى الزمالك، وأجبروا الدولة على التراجع عن إنشاء المحطة، هى الأولى، ويبدو كذلك أنها لن تكون الأخيرة، وما يراه أهالى الزمالك حفاظا على بيئتهم ينظر له آخرون على أنه "عنصرية" و"طبقية"، وتعبر كلمات الشاعر الراحل "أحمد فؤاد نجم" عن لسان حالهم.. "يعيش التنابلة فى حى الزمالك وحى الزمالك مسالك.. مسالك تحاول تفكر تهوب هنالك "تورط" حياتك بلاش المهالك".
تحت عنوان "الزمالك تنتفض" نظم عشرات من أهالى الحى الراقى وقفة احتجاجية فى مطلع نوفمبر من العام الماضى للتعبير عن رفضهم لقرار تأجير حديقة الأطفال بشارع "أم كلثوم"، وتحويلها إلى مقهى كما تقدموا بشكاوى ضد المقاهى والمطاعم التى تلوث المنطقة بدخان الشيشة، رافعين شعار "كفاية قهاوى.. كفاية مطاعم.. كفاية زحمة.. كفاية دوشة"، وهو ما قابله أصحاب المقاهى الذين تضرروا من تشميع مصادر رزقهم وتشريد عشرات العمال بوقفة احتجاجية مماثلة بالصحون والصوانى والمقاعد، رفعوا فيها لافتات "تشريدنا وتشريد أسرتنا حرام.. نرفض الظلم"، و"عيش حرية عدالة اجتماعية". 
مثلما رفضوا المقاهى رفضوا من قبل وجود عربات القمامة الكبيرة فى الشوارع خوفا من أن تجذب النباشين، حيث يقول عزت نعيم، نقيب الزبالين، لـ"اليوم السابع"، إن الزمالك هى المنطقة الوحيدة التى لا تتواجد فيها عربات القمامة الكبيرة بسبب رفض الأهالى لتسلل النباشين من المناطق المجاورة، وتعاملهم مع الزبال التقليدى الذى يصعد إلى المنازل رغم أن هذا يجعلهم يدفعون رسوم خدمات رفع القمامة مرتين؛ مرة للزبال ومرة على فاتورة الكهرباء، فناهيك عن كناسى الشوارع التابعين للمحافظة يخدم على حى الزمالك 50 زبالا ينقلوا يوميا 60 طن قمامة إلى منطقة المعتمدية بأرض اللواء، ليحافظوا على نظافة وجمال المنطقة.
معركة أخرى خاضها سكان الزمالك لمنع قطع الأشجار فى عام 2009 واتهموا سفارة الصين وقتها بقطع الأشجار حولها، وهو ما ردت عليه السفارة بأنها قطعت شجرة واحدة بعد ترخيص من الحى لأنها كانت تهدد سور السفارة. 
معارك سكان الحى الأرستقراطى بررها الاستشارى ممدوح حمزة، عضو رابطة أهالى الزمالك، بقوله "عشان إحنا متعلمين ومثقفين وعندنا وعى وفيه تواصل دائم بيننا للحفاظ على جمال الحى الذى نقطنه". 
رد حمزة فى تصريحه لـ"اليوم السابع" على اتهام سكان الحى بالعنصرية بعد موقفهم الرافض لإنشاء محطة مترو الأنفاق، قائلا: "هذه ليست عنصرية، ولكن علم وتحضر ووعى ومن يقول علينا عنصرين جاهل".





المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة