أردوغان : قدمنا ما قدمناه لداعش .. المهم أننا حررنا مواطنينا

فى تصريح جديد ومثير له حول تحرير الرهائن الأتراك وعائلاتهم من قبضة تنظيم داعش فى مدينة الموصل العراقية الشهر الماضى ، قال الرئيس التركى رجب طيب إردوغان : »قدمنا ما قدمناه المهم أننا حررنا مواطنينا«.يأتى هذا الإعلان من قبل أردوغان بعد زيادة الجدل داخليا وخارجيا حول طبيعة وكيفية فك أسر الدبلوماسيين الأتراك وعائلاتهم بعد 101 يوم من اختطافهم على يد داعش ، لا سيما بعد أن تردد بشأن عملية مقايضة تمت مع الحكومة التركية تمثلت فى الإفراج عن عشرات السجناء والمعتقلين من عناصر التنظيم نفسه فى تركيا.ففى رده على الانتقادات بشأن مسئولية أنقرة عن ظهور داعش والعلاقة بين الجانبين ، قال أردوغان أمس فى خطاب بجامعة كارادنيز التقنية بمدينة طرابزون شمال تركيا المطلة على البحر الأسود : »البعض يسألنا : كيف حررتم رهائنكم من أسر تنظيم داعش وماذا قدمتم؟ إن تركيا قدمت ما قدمت، لكن النتيجة كانت تحرير مواطنيها، وعلى الجميع أن ينظر إلى هذه النتيجة ، مشددا على أن بلاده لن تحنى رأسها أمام تهديد أو استفزاز من أى أحد. تأتى تصريحات أردوغان فى الوقت الذى دخلت فيه المظاهرات الاحتجاجية فى تركيا أمس يومها السادس للتنديد بهجمات داعش على مدينة عين العرب ، ورافضة صمت الحكومة التركية ضد ذلك. وشهدت اسطنبول ومعظم مدن الجنوب الشرقى بدءا من أضنة وغازى عنتب ، ومرورا ببطمان وماردين ، وانتهاء بفان الحدودية مع إيران مواجهات مع قوات الأمن ، غير أن اللافت هو ما شهدته مدينة غازى عنتب مساء أمس الأول والذى وصفته وسائل الإعلام بـ«التطور الخطير الذى ينذر بحرب شوارع« ، بعد أن نظم القوميون المتشددون المناهضون للأكراد مسيرة رفعوا خلالها شعارات حزب الحركة القومية اليمينى وحاولوا الوصول إلى مبنى حزب الشعوب الديمقراطية - الجناح السياسي لمنظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية - ولكن قوات الأمن منعتهم لتندلع الاشتباكات التى انتهت باعتقال 10 مواطنين. فى سياق متصل اندلعت مواجهات فى حيى اوكميدانى وبى اوغلو وسط اسطنبول خلال محاولات الشرطة تفريق الغاضبن مستخدمة كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ، ورد المتظاهرون بقنابل المولوتوف والألعاب النارية والحجارة.
وكان أردوغان قد تعهد فى وقت سابق بتوقيع عقوبات صارمة على الأشخاص الذين يلقون قنابل المولوتوف على الشرطة والذين يثيرون أعمال الشغب والتخريب ، مشيرا بعد افتتاح البرلمان ستقدم الحكومة التركية مشروع قانون ينص على فرض عقوبات صارمة وشديدة لمنع تكرار أعمال التخريب والشغب التى تعرضت لها بعض المدن التركية مؤخرا.
وعلى الصعيد ذاته ، حذر كمال كيلتش دار اوغلو زعيم حزب الشعب الجمهورى رئيس الجمهورية أردوغان من الاضرار التى من شأنها زعزعة الثقة فى السلطة العليا التى يمثلها وانتهاك المادة الدستورية التى تحدد مهامه كرئيس للبلاد ، مؤكدا فى بيان صادر عن مكتبه أن رئيس الجمهورية لا يزال يعتقد نفسه رئيس الوزراء وتجاهل منصبه الحالى المحايد ونسى اليمين الدستورى الذى اداه قبل شهرين وانتقاداته اللاذعة للعديد من الأطراف مستثنيا حزبه إضافة إلى ذلك تدخله فى صغيرة وكبيرة. واعرب كيلتش دار أوغلو عن أسفه الشديد كون حزب العدالة والتنمية صار يصنف المواطنين حسب معتقداتهم وهوياتهم ونتيجة سياسة الحكومة الخاطئة بدأت البلاد تفقد روح الوحدة والتضامن تدريجيا ، مضيفا كلجدار اوغلو ان الاحداث الاخيرة التى شهدتها تركيا تظهر للجميع عدم قدرة الحكومة على إدارة البلاد بالشكل السليم والصحيح.






المصدر الاهرام


تعليقات

المشاركات الشائعة