راغب علامة : مصر أكبر من أى محنة

النجم اللبناني راغب علامة يري أن ألبومه الجديد «حبيب ضحكاتى» ضحكة جميلة للشعوب العربية بعد سنوات التغيير والاضطراب.
أشار إلى أن سبب غيابه عن سوق الكاسيت خلال السنوات الثلاث الماضية هو احترام مشاعر الناس والأحزان التى مروا بها خلالها، وأكد أن قراره بطرح الألبوم جاء بعد أن تأكد أن الهدوء والاستقرار عاد بشكل جيد في معظم البلدان العربية.
«علامة» يتمني أن تعود عجلة العمل داخل سوق الكاسيت من جديد، لأنه يرى في الأغنية أهمية كبيرة تفوق كونها عاملاً ترفيهياً، وأكد أن من شأنها إحياء شعوب وتكوين حضارات وعبور المحن إلي جانب أنها من وجهة نظره صديق وفي يعبر عما بداخل الإنسان بدون حديث أو نظرة، ولذلك يجب السيطرة على الأزمات التي تعوق صناعة الأغنية وأهمها «القرصنة الإلكترونية».
وأعرب عن سعادته باستعادة مصر جزء كبير من الاستقرار والهدوء، وأشار إلي حبه الكبير لشعبها وأمنياته أن يحقق الشعب أحلامه وطموحاته في المرحلة الحالية وأن يساعد القيادة علي التطوير. وأكد أن مصر أكبر من أى محنة مرت عليها وهي مركز الثقة لدي الوطن العربي بأكمله.
في حوار مع «الوفد» تحدث النجم اللبناني راغب علامة عن ألبومه الجديد وسنوات غيابه عن سوق الكاسيت ونظرته لأزمة القرصنة وعلاقته الشخصية والفنية بمصر.
قال: «حبيب ضحكاتى» ولد في ظروف صعبة، فبعد ألبومي الماضى «سنين رايحة» الذي طرح في عام ثورات الربيع العربي وجدت تغيرات مخيفة تحدث من حولى وتعوق أى إنسان عن العمل، ولكني بالفعل كنت أخرج من حزني بالعمل في الألبوم من أجل إسعاد الناس ومحاولة إخراجهم من حالة الحزن التي تسيطر عليهم وعلينا جميعاً، ولكن المعادلة الصعبة التي أردتها هي التفكير في شيء جديد في وقت كانت جميع العقول مرهقة من التفكير في التغيرات السياسية، ولذلك خلال السنوات الثلاث الماضية عملت علي تقديم شيء جيد وأغان جديدة من حيث «تيمة» اللحن والتوزيع، وأيضاً موضوعات جديدة علي مستوي الكلمات تكون من شأنها إعادة الفرحة والضحكة لكل من يسمعها، فكنت دائماً أتشاور مع كل من حولي وفريق العمل الذي أعمل معه لأن نظرتي بمفردها لا تكفى، وبعد انتهاء العمل بالألبوم فكرت في طرحه ولكني وجدت أن مشاعر الناس مازالت حزينة فكان يجب احترام هذه المشاعر إلي أن جاء الوقت المناسب الذي شعرت فيه بأن الناس متشوقة لاستقبال أغان جديدة، فقررت أن أهدى لهم «حبيب ضحكاتي».
< جميع المطربين في الوقت الحالي يصب تركيزهم علي الألوان الغربية من الموسيقي.. في ظل تركيزك علي العمل بالشكل الشرقي مع التطوير.. لماذا؟
- من وجهة نظري لابد من وجود التنوع في أغاني الألبوم، فلا يصح أن أجعل جميع الأغاني في قالب موسيقي واحد، فلابد من وجود الشكلين الغربي والشرقى، وهذا ما أعمل به، مع وجود جمل جديدة في اللحن وأيضاً «تيمات» التوزيع، حتي تجذب الجمهور، وأيضاً تضيف لي وتمكنني من الاستمرار، لأن النجاح ليس نجاح ألبوم واحد فقط أو حتي عدة ألبومات، ولكن الاستمرار في أذهان الجمهور هو النجاح الحقيقي وهذا هو منهجي ولن أتخلى عنه.
< أغنية «ضايع من دونك» قمت بضمها للألبوم الجديد بالرغم من طرحها علي الجمهور قبل عامين.. لماذا قررت ذلك؟ وحدثنا عن تجربتك مع موسيقي الأتراك؟
- هذه الأغنية أعتبرها تجربة ناجحة حققت صدي كبيراً مع الجمهور، فهي دويتو مع المطربة التركية «أزكين نوريانجى»، لفت انتباهي انجذاب الجمهور العربى للموسيقي التركية، ففكرت في عمل شيء جديد يجمع الفكر الموسيقي العربي بالفكر التركي، خاصة أن الأفكار متقاربة للغاية، وبالرغم أن الأغنية طرحت في وقت صعب مليء بالأحداث السياسية، إلا أنها حققت ردود أفعال قوية مع الجمهور ومشاهدة كبيرة علي مواقع «اليوتيوب»، وقرارى بضمها للألبوم جاء حتي أعطي فرصة لكل من كان مشغول وقتها بالأحداث المثارة حوله لسماعها من جديد وهذه تجربة ناجحة بكل المقاييس ودائماً أريد مفاجأة الناس بمثل هذه الأعمال.
< هل تعتقد أن اهتمامك بالجودة جاء علي حساب الدعاية الخاصة بالألبوم؟
- الأيام الحالية تغير مفهوم الدعاية تماماً، فلم تعد أزمة أو تحتاج إلى فكر خاص مثلما كان يحدث في المراحل السابقة، لأننا نعيش بين تكنولوجيا كبيرة سهلت من عملية انتشار أي شىء، فنحن الآن نعلم بكل ما يدور حولنا فور حدوثه، وبالنسبة للألبوم دائماً أهتم بجودته حتي يكون الألبوم متكاملاً، لأن الجودة عامل أساسى في نجاح أي سلعة وبالرغم من ذلك لم يكن هناك أي تقصير في دعاية الألبوم، وجاءتني رسائل التهنئة وردود الأفعال في اليوم الأول لطرح الألبوم بالأسواق وهذا يدل علي أن الدعاية جيدة والحقيقة هي أن العمل الجيد لا يحتاج لمجهود شاق في الدعاية وهذا ما حدث مع «حبيب ضحكاتى».
< إلي أي مدي أثرت أزمة صناعة الأغنية علي الألبوم؟
- سوق الكاسيت حالياً يمر بوعكة، لابد أن نعترف بها حتي نستطيع حلها، فالمواقع الإلكترونية مثلما تساعد علي الانتشار ولكنها تسبب خسائر كبيرة في صناعة الأغنية، وإضرارها أصبحت كارثة لابد من السيطرة عليها، ومن المؤكد أن «القرصنة» كان لها تأثير سيئ وكأن الأمر سيختلف كثيراً بدونها ولكن ما أريد توضيحه هو ضرورة إيجاد حل وإحكام السيطرة، لأن صناعة الأغنية في خطر حقيقي وانهيارها سيسبب كوارث كبيرة، فالأغنية ليست شيئاً ترفيهياً أو مكملاً فقط، فهي تربي شعوباً وتهذب العقول وهناك من يتعامل معها كصديق وهي تعبر عما بداخله بدون حديث وبالطبع أثبتت قدرتها في المساعدة علي عبور المحن التي مرت بها جميع البلدان، ولذلك أناشد جميع النقابات والقيادات مناقشة أزمة هذه الصناعة وطرح حلول لها، ونحن كمطربين مستعدين لفعل أى شىء.
< هذا الموسم شهد طرح ألبومات العديد من نجوم الغناء علي مستوي الوطن العربى.. كيف تقيم نجاح ألبومك ومدي منافسته للألبومات الأخرى؟
- أنا أشعر بأنني أنافس نفسي علي الاستمرارية وتفكيري هو كيف يمكنني تقديم شيء جديد وجيد يختلف عما قدمته طيلة سنوات كثيرة من الغناء، ولكن إذا فكرت في المنافسة مع عمل الآخرين ستكون بداية النهاية، بل العكس أشعر بسعادة أن هذا الموسم شهد عودة أسماء كبيرة في عالم الغناء وأتمني الاستمرار علي ذلك حتي تنتعش الصناعة من جديد ويعود العمل، لأن هذا ما تحتاجه الصناعة هو عودة الأسماء الكبيرة إلي العمل والجيد سينال النجاح دون شك.
< هل من الممكن أن تنشغل بأعمالك الخيرية في منظمات حقوق الإنسان عن الغناء؟
- أنا عاشق للغناء ولا يمكن أن يأخذني شيء عنه، ولكن أعمالي الأخري ضرورية من أجل مساعدة الناس، وسعيد بما أفعله وسأعمل دائماً علي تحقيق التوازن بين الغناء وأعمالي الأخرى.
< بعيداً عن الغناء.. كيف تري مصر في ثوبها الجديد؟ وما مدي علاقتك الشخصية والفنية بها؟
- أشعر بسعادة كبيرة أن مصر كما عودتنا دائماً أكبر من أي محنة أو أزمة، وبقوة شعبها سطرت مرحلة جديدة أتمني أن يحقق خلالها الشعب أحلامه وطموحاته ويساند قيادته -التي تتمتع بقدر عال من الوطنية وحب البلد- علي التطوير وإحداث التغيير الذي يريده، أما عن علاقتي بها فأنا أحب مصر كثيراً فهي بلدي الثانى وهذا هو حال كل عربى، فدائماً ما تكون مصر بالنسبة لنا مركز الثقة.




المصدر الوفد


تعليقات

المشاركات الشائعة