أكبر عملية تكريك فى العالم القناة الجديدة «هبة المصريين»

«القناة فى طريقها لدخول موسوعة «جينس» للأرقام القياسية» ، و«القناة تنفذ أكبر عملية تكريك وتحريك للرمال فى التاريخ ، و" ما يحدث فى قناة السويس الجديدة هو إعجاز وفقا للمفاهيم والمعايير البحرية " ، ومشروع التكريك يضم 75 % من الاسطول العالمى للكراكات " .
هذه العبارات تتطابق مع الواقع تماما ففى أغسطس الماضى عندما أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة بدء حفر قناة السويس الجديدة كانت هذه المنطقة عبارة عن تراب ورمال ،  والآن بعد مرور أقل من 8 شهور على بدء الحفر تحول الحلم الى حقيقة واصبح اليوم هناك مجرى ملاحى جديد بالمعنى المتعارف عليه بطول 35 كيلو مترا .
لا شكوى من التحالفات الخارجية
يقول الفريق مهاب مميش : " أنا سعيد بما يحدث فى هيئة قناة السويس من إدارة ومتابعة لعملية التكريك من خلال ثلاث لجان الأولى للإدارة والثانية للمتابعة والثالثة للوجيستيات وجميعهم من شباب هيئة قناة السويس ، وعلى جميع الكراكات العاملة فى المشروع لاكتساب الخبرات ، حيث تتم هذه العملية  بمنتهى الدقة ولا توجد أى شكوى واحدة من التحالفات الخارجية العاملة فى مشروع التكريك " .
فقد وجدوا أبناء هيئة قناة السويس قمة فى الاداء والأحتراف والعمل كما نتعهد امام الشعب المصرى وامام الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنهاء التكريك وتجهيز المجرى الملاحى ملاحيا قبل الوقت المحدد  ويعود مميش الى الوراء قليلا  للحديث عن  مراحل الاعداد لتنفيذ المشروع حيث يشير الى  أن المتخصصين بهيئة قناة السويس من اللجنة الاقتصادية وبمشاركة كل من الادارة الهندسية وادارة الكراكات وإدارة التحركات ، قاموا بعمل دراسات الجدوى الأقتصادية والعائد المتوقع على حركة الملاحة بقناة السويس من تنفيذ المشروع ، وكانت النتائج مشجعة للتنفيذ بما له من مردود جيد على كل من ملاك السفن وهيئة قناة السويس.
 ويؤكد أنه كانت نتائج الدراسة تصب جميعها فى صالح ما يجرى تنفيذه حاليا ، من حيث مراعاة الأمن القومى وتنفيذ المشروع بأكمله داخل أراضى هيئة قناة السويس والمخصصة للمشروعات المستقبلية للقناة دون اللجوء الى نزع ملكيات عامة أو خاصة .
دراسة طبيعة التربة
 ويشير الى انه جار بناء التكسيات على جانبى القناة الجديدة والتى تبلغ نحو 100 كيلو متر بالإضافة الى إنشاء شماعات لرباط السفن على جانبى القناة الجديدة ، كما ان القناة الجديدة تتطلب إنشاء مراسى للمعديات شرق وغرب القناة الجديدة وبناء المعديات الجديدة اللازمة.

 تدريب المرشدين
 ويشدد الفريق مهاب مميش على أن هناك تنسيقا كاملا بين إدارات هيئة قناة السويس لتأدية الأعمال بكل حرفية لضمان سلامة القناة الجديدة ملاحيا وبدء إبحار السفن فى الموعد المحدد ، ولذا تقوم هيئة قناة السويس بالإعداد حاليا وبالتوازى مع أعمال الحفر بتجهيز المعدات اللازمة لتأهيل المجرى الملاحى لمرور جميع السفن ، ونشر الخرائط الخاصة بالقناة الجديدة على التوكيلات الملاحية ، والإعداد لتجهيز المجرى الملاحى بالعلامات الملاحية النهارية والليلية ، وإعداد نظم الملاحة الاليكترونية المعتمدة عالميا ، وأنشاء محطات مراقبة السفن ، وتدريب المرشدين على الابحار فى القناة الجديدة بمركز المحاكاة بهيئة قناة السويس .
  6 قطاعات
 ويضيف انه طبقا لعقود التكريك بين هيئة قناة السويس والتحالفات تم وضع خطة تكريك متفق عليها تفى بإنهاء الأعمال فى الوقت المحدد والمعلن حيث تم تقسيم مشروع قناة السويس الجديدة الى 6 مناطق، كما قامت هيئة قناة السويس  بشق وتكريك 6 مداخل للقناة الجديدة لدخول الكراكات العملاقة وتم الانتهاء فى 26 مارس الماضى من  رفع نحو 110,7 مليون م3 بما يوازى 46% من المستهدف رفعه خلال أعمال التكريك والتى تصل الى 250 مليون م3 من الرمال المشبعة بالمياه .
37 كراكة 
 ويؤكد المهندس أحمد عبد العزيز مدير ادارة الكراكات  أنه يوجد فى المشروع حتى الان 37 كراكة يصل ثمنها الاجمالى الى ما يزيد عن 50 مليار جنيه وذلك بخلاف الوحدات العائمة والقاطرات والأوناش الأرضية والأوناش البحرية المشاركة فى عملية التكريك  ،
 ويضيف أن عملية التكريك تتم بحركة الكراكة حول محور يسمى " العكاز " حيث تصل قدرة هذا العكاز الى 80 طنا ويتم رفعه وخفضه بمسافة تتراوح ما بين 6 الى 9 مترات ، حيث تحمل الكراكة نواتج الحفر فى خطوط عائمة وخطوط أرضية ويتم ضخ التربة ممزوجة بالمياه فى أحواض الترسيب .
أكبر شركات العالم
 ويشدد على ان الكراكات العاملة فى المشروع تضم نوعين الاولى كراكات " ماصة حاملة " وهى تستطيع حمل 10 الف م3 من الرمال المبللة بالمياه والسير بها لمسافة تزيد عن 20 كيلو مترا لالقائها فى مكان آخر حيث تمتلك هيئة قناة السويس ثلاث كراكات من هذا النوع تعمل الان فى صيانة المجرى الملاحى القديم ، والنوع الثانى هو كراكات " ماصة طاردة " وهى تعتمد على نفس الفكرة ولكن دون أن تتحرك الكراكة من مكانها .
 ويشدد على انه تم الى الآن سداد 800 مليون دولار الى التحالفات العاملة بالمشروع حيث يحصلون على مستحقاتهم بانتظام وذلك من عائد بيع  شهادات قناة السويس التى وصل مجموعها الى اكثر من 60 مليار جنيه .
 250 رحلة لنقل السولار والمازوت
  ويضيف  انه حتى  26 مارس الماضى  فقد تم القيام بعدد 250 رحلة شحن سولار حيث يتم التنسيق مع الكراكات لمدها باحتياجاتها فى التوقيت المحدد والا تعرضت هيئة قناة السويس الى غرامات تأخير ، حيث يتم استيراد سولار الكراكات من الخارج  وبيعه لهم بالسعر العالمى وبالدولار  شاملا تكاليف النقل على حسابه وتمت الاستعانة بالشركات المصرية لنقل السولار وهى شركتا مصر للبترول والتعاون حيث تم استهلاك 38 الف طن من السولار حتى الآن بالاضافة الى 40 الف طن من المازوت بتكلفة إجمالية وصلت الى 65 مليون دولار الى الآن .
 ويضيف انه بالنسبة للمياه العذبة فقد تم القيام بعدد 150 رحلة شحن للمياه العذبة بإجمالى 15 الف طن ويتم دفعها بالسعر العالمى والدولار بتكلفة وصلت الى 300 الف دولار ويتم نقلها من خلال ناقلات المياه العذبة الخاصة بإدارة الكراكات التابعة الى هيئة قناة السويس .
 40 مأمورية غطس
هذه الكلمات قالها الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المجلس التنفيذى لمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس. وبالنسبة للغطاسين يشير المهندس محمد عادل الى انه تم القيام حتى الآن بعدد 40 مأمورية غطس تحت المياه بتكلفة وصلت الى 300 الف دولار حيث ان هذه العوائد من بيع السولار والمياه العذبة وخدمات الغطس تمثل مصدر دخل لهيئة قناة السويس من المشروع .
 ويشير الى ان هناك خدمات أخرى تقوم هيئة قناة السويس بتقديمها مثل خدمات تاجير الأوناش وإصلاح المعدات الخاصة بالتحالفات فى ترسانات وورش الهيئة وحققت بدورها عائدات وصلت الى 7 ملايين دولار الى الآن ، بالاضافة الى الخدمات الخاصة بتأجير قاطرات هيئة قناة السويس للمعاونة فى إنزال الكراكات ومصاحبة الأحواض العائمة الحاملة لهذه الكراكات حيث حققت بدورها عائدات وصلت الى نحو 4,5 مليون دولار .
 سعداء بالمشاركة
 ويشير يونس محسن على محمد " يمنى الجنسية "  كابتن  الكراكة الاماراتية  " الحمرا" التابعة الى تحالف التحدى ،  أن الامور طيبة والعمل يسير على قدم وساق وسيتم إنجاز المشروع فى الوقت المحدد حيث يسير العمل وفقا للجداول المخططة وحسب الاتفاق بين الشركة وهيئة قناة السويس ، ويضيف أننا نشعر بالسعادة للاشتراك فى تنفيذ أكبر مشروع للتكريك فى العالم والذى كان فرصة أمام الشركات العالمية فى مجال التكريك للالتقاء فى مكان واحد.
 ويضيف انه سبق له الاشتراك من قبل فى مشروعات للتكريك بكل من ابوظبى وعمان ولكن لم تتح له المشاركة من قبل فى مشروع بهذا الحجم من العمل حيث تسير الامور بشكل طيب وبدون عوائق تواجه العمل ومن المنتظر الانتهاء من التكريك فى اول أغسطس المقبل .


المصدر : الأهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة