خمر قديم فى زجاجات جديدة !
بريد السبت يكتبه أحمد البرى
الصيغ الدبلوماسية التى تعلن فى وسائل الإعلام والأحاديث الصحفية شىء، وما يتم فى الواقع فى كثير من الأحيان شىء آخر، وقد تقع زلاّت لسان من بعض المسئولين تفضح جزءا من الحقيقة أو الحقيقة كلها،
فبينما يؤكد الوفد الأمريكى الذى يزور مصر ممثلا لبلاده أهمية العلاقات المصرية ـ الأمريكية ودعم أمريكا جميع المساعى الرامية لتنميتها وتطويرها وتقدير الجهود التى تبذلها على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، فضلا عن دورها التاريخى فى دعم جهود التوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية، فإننا فوجئنا بقرار من الولايات المتحدة بحجب مساعدات لمصر تحت مبررات مستهلكة مثل حقوق الإنسان والحيوان...والذى منه وتصل قيمتها إلى 290 مليون دولار من برنامج المساعدات الأمريكية سواء فى الشق الاقتصادى أو الشق العسكرى !!.
وإذا كانت أمريكا تعتبر أن هذه المساعدات من باب المعونة، فإننى أعتبرها نقضا لاتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية عام 1978 إذ كانت هذه المساعدات من أصل بنود هذا العقد، والعقد شريعة المتعاقدين والتى كانت تمثل حينها 2% من إجمالى الدخل القومى المصرى، ولكن الآن بعد خفضها عدة مرات كوسيلة من وسائل الضغط أصبحت لا تمثل خللا فى الاقتصاد القومى المصرى، ولكنها أصبحت رمزا تستفيد منها أمريكا بأكثر من استفادتنا بها لأنها تساعدها فى تعزيز الأهداف الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة، وكان رد وزارة الخارجية المصرية على هذا القرار جريئا بأنه : « خلط للأوراق قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية» .
وما حدث ليس بجديد على الفكر الأمريكى فقد قالها من قبل جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكى عندما سأله أحد الصحفيين عن علاقة المعونة الأمريكية لمصر بجمعيات التمويل الأجنبى فأجاب : « إن على الشعب المصرى أن يعلم أنه لا يوجد نقود دون مقابل، وأن كل دولار تدفعه أمريكا أو الغرب لابد أن يكون له مردود لمصلحة أمريكا والغرب « أى أن ما يرددونه الآن هو «خمر قديم فى زجاجات جديدة»!..وأعتقد أن مصر والمصريين الآن لن يقبلوا بمثل هذه الأساليب الجارحة ويرفضون هذه المعايرة بمبالغ لا تصل لما يستهلكه المصريون من شحن الموبايل ليوم واحد .. لقد حان الوقت ليشمر المصريون عن سواعدهم ويضاعفوا جهدهم وإنتاجهم ولا وقت يسمح بالتوقف عن العمل ساعة واحدة حتى لا نقع تحت سيف الحاجة، ولا ننظر إلى قضايا فرعية تعيق بناء بلدنا بل إن فى مصر كنوزا قبل أن تولد أمريكا بآلاف السنين لو استطعنا توظيفها بمزيد من العرق والجهد سنكون فى طليعة الدول الغنية، وسيساعدنا الله كثيرا إذا أخلصنا فى ذلك مثلما قال جبران خليل جبران : « ويل لأمة تلبس مما لا تنسج وتأكل مما لا تزرع وتشرب مما لا تعصر».
وعن الإمام الشافعى يقول :
عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدرى
فكيف تخاف الفقر والله رازقنا
فقد رزق الطير والحوت فى البحر
ومن ظن أن الرزق يأتى بقوة
ما أكل العصفور شيئا مع النسر
وإذا كانت أمريكا تعتبر أن هذه المساعدات من باب المعونة، فإننى أعتبرها نقضا لاتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية عام 1978 إذ كانت هذه المساعدات من أصل بنود هذا العقد، والعقد شريعة المتعاقدين والتى كانت تمثل حينها 2% من إجمالى الدخل القومى المصرى، ولكن الآن بعد خفضها عدة مرات كوسيلة من وسائل الضغط أصبحت لا تمثل خللا فى الاقتصاد القومى المصرى، ولكنها أصبحت رمزا تستفيد منها أمريكا بأكثر من استفادتنا بها لأنها تساعدها فى تعزيز الأهداف الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة، وكان رد وزارة الخارجية المصرية على هذا القرار جريئا بأنه : « خلط للأوراق قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية» .
وما حدث ليس بجديد على الفكر الأمريكى فقد قالها من قبل جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكى عندما سأله أحد الصحفيين عن علاقة المعونة الأمريكية لمصر بجمعيات التمويل الأجنبى فأجاب : « إن على الشعب المصرى أن يعلم أنه لا يوجد نقود دون مقابل، وأن كل دولار تدفعه أمريكا أو الغرب لابد أن يكون له مردود لمصلحة أمريكا والغرب « أى أن ما يرددونه الآن هو «خمر قديم فى زجاجات جديدة»!..وأعتقد أن مصر والمصريين الآن لن يقبلوا بمثل هذه الأساليب الجارحة ويرفضون هذه المعايرة بمبالغ لا تصل لما يستهلكه المصريون من شحن الموبايل ليوم واحد .. لقد حان الوقت ليشمر المصريون عن سواعدهم ويضاعفوا جهدهم وإنتاجهم ولا وقت يسمح بالتوقف عن العمل ساعة واحدة حتى لا نقع تحت سيف الحاجة، ولا ننظر إلى قضايا فرعية تعيق بناء بلدنا بل إن فى مصر كنوزا قبل أن تولد أمريكا بآلاف السنين لو استطعنا توظيفها بمزيد من العرق والجهد سنكون فى طليعة الدول الغنية، وسيساعدنا الله كثيرا إذا أخلصنا فى ذلك مثلما قال جبران خليل جبران : « ويل لأمة تلبس مما لا تنسج وتأكل مما لا تزرع وتشرب مما لا تعصر».
وعن الإمام الشافعى يقول :
عليك بتقوى الله إن كنت غافلا
يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدرى
فكيف تخاف الفقر والله رازقنا
فقد رزق الطير والحوت فى البحر
ومن ظن أن الرزق يأتى بقوة
ما أكل العصفور شيئا مع النسر
تعليقات
إرسال تعليق