انتحار" شيرين عبد الوهاب

المصدر الاهرام . آراء حرة . علا السعدني
شيرين أصبحت خطر علي نفسها , هذا واضح جدا من أخطائها الكثيرة والمتلاحقة , وأن ظلت هكذا علي حالها ستدمر حتما نفسها , لذلك فعليها من الآن التحرك سريعا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه , فربما تستطيع أن تصلح ما أفسدته هي بأيديها , وإلا سيحدث ذلك بأيدي من حولها
لأنه ليس من المعقول أنه وبعد أن أخطأتي من قبل في حق عمرو دياب , وقامت عليكي الدنيا وقتها خاصة من جمهور الهضبة , وأنتي أول العارفين مدي أعدادهم المهولة التي تقدر بالملايين !

فاضطريتي حينها أن تعتذري وتتوسلي و " تبدي الندم و..... " كي يسامحوكي ويغفروا لك غلطتك في حق مطربهم المفضل , فلماذا تعودي الآن إذن لنفس الحديث مرة أخري ؟ بل وإمعانا منك في التمادي في سبه والتجريح به ذكرتي أثناء المؤتمر الصحفي علي هامش مشاركتك في مهرجان قرطاج أنك كنت تقصدي كل كلمة قلتيها عنه سابقا !

وبالتالي لم يكن غريب ما تلاقيه حاليا من كل هذا الغضب العارم ناحيتك , أولا لأنك كنتي غير صادقة فيما سبق و اعتذرتي وتراجعتي عما قلتيه من قبل , ثانيا كان من الأولي عندما تريدين تجريح أوإهانة مطرب مصري مثلك أن يكون ذلك في بلدك وبلده , وليس أي مكان أخر في العالم حتى لو تم ذلك في الشقيقة تونس !

تونس نفسها لم تسلم من لسانك هي أيضا بعد أن قلتي أن أبنتك الصغيرة اعتقدت أن البلد التي ستذهبين إليها أسمها " بقدونس " , فرديتي عليها وكنوع من خفة الظل , أن الأمر سيان فهما الاثنين وتقصدي طبعا " تونس والبقدونس " يتشابها بأن لونهم أخضر !

وطبيعي هنا أن المصيبة تكون أعظم لأنها تخص بلد عربي عزيز علينا , وكانت النتيجة أنك خسرتي جماهير عريضة عاشقة للفن المصري وفنانيها , مثل أهل تونس الذين اعتبروا ومعهم كل الحق أن ما قلتيه يعد نوع من السخرية والتريقة عليهم وعلي بلدهم !

وكأنك أصبحتي تتفننين في إيذاء نفسك بنفسك , فهـ" أنتي " ومن جديد تخسري مزيدا أخر من الجماهير , أثناء حفلك في الساحل الشمالي عندما اقتصرتي فقرتك الفنية , علي نصف ساعة فقط , وبعدها قمتي وبمنتهي استعجال واستهتار بتوديع الحاضرين بعبارة " تصبحوا علي خير " وهذا ما أغضبهم منك فراحوا يهللون اعتراضا ضدك بعبارات " عايزين فلوسنا " !

سنفترض دائما حسن النية معك يا " شيرين " لأننا نعلم أنك تأخذي الأمور بشكل عفوي وعلي طبيعتك وسجيتك , لكن حتى هذه الصفات ينبغي أن تكون بحدود ولا تطلق لها العنان هكذا دون ضابط ولا رابط , فهناك خطوط حمراء يجب أن نقف عندها , دون أن نتخطاها أو نتجاوزها تحت أي وضع أو مسمي , وبالذات إذا كانت تخص شخصيات عامة وشهيرة مثلك !

وطالما أنتي يا شيرين تعلمي أن لديك كل هذا الانفلات في الحديث أوالتصرفات , فليتك تعملي بالمثل الشهير " لسانك حصانك " , وأن كنتي لا تستطيعي ياحبيبتي أن تصونيه فعلي الأقل , وحتى تدركي ما تقوليه أو تفعليه , فمن باب أولي أن تضعي اللجام عليه , ولتلتزمي الصمت ولا تتكلمي علي الإطلاق !

فربما بذلك تكوني قد رحمتينا من صبرنا الذي طال عليكي , لأنه في النهاية للصبر حدود , وتكوني قد جنبتي نفسك أنتي أيضا الأزمات التي أصبحت تلاحقك مؤخرا و بلا شك إذا استمرت هكذا طول الوقت , فالانتحار الفني سيكون هو حتما مصيرك المنتظر !

تعليقات

المشاركات الشائعة