كلاكيت "تالت مرة" في 50 سنة.. مسؤولون يرون "ترحيل الصعايدة" حلا للزحام
زكريا محي الدين وليلى إسكندر وأبو بكر الجندي
المصدر الوطن . elwatannews.com . أخبار الاقتصاد
الصعايدة" وتصريحات الترحيل، مشهد متكرر منذ ما يزيد عن 50 عامًا سواء من رئيس وزراء أو وزير أو محافظ، في باطنها هدف استثماري تنموي، وفي العلن يعتبرها أبناء الصعيد "إهانة" وأنهم "الغصة" التي تشوّه القاهرة، دون ذكر أسباب حقيقية بحاجة إلى التغيير.
تصريح وزير التنمية المحلية، الذي تولى مهامه أمس فقط، اللواء أبو بكر الجندي، حول التكليف الرئيسي بتنمية الصعيد وتشجيع الاستثمار فيه و"نبطل نخلي الصعايدة يركبوا القطر ويجو القاهرة يدورا على فرص عمل ويعملوا لنا هنا عشوائيات"، أعاد الحديث حول "ترحيل الصعايدة من القاهرة" في عهد رئيس الوزراء المصري زكريا محي الدين عام 1964، حين تقدّم بمشروع إلى الزعيم جمال عبدالناصر بـ"طرد الصعايدة من القاهرة ومنع دخولهم"؛ زاعما بأن ذلك القرار سيقضي على العشوائيات والزحام.
وقتها انزعج زعيم الأمة، ورد عليه قائلا: "أطلب منك أن ترحلني أنا أيضًا باعتباري صعيدي قادم من قرية بني مر بمحافظة أسيوط"، وأغلق ذلك الملف، ولم تمض سوى أشهر قليلة وقرر الزعيم الراحل تغيير الوزارة كاملة.
تلك الواقعة استشهد بها النائب محمد سليم، عضو مجلس النواب عن دائرة كوم أمبو بمحافظة أسوان، للرد على "الجندي".
عام 1997 غضب نواب البرلمان أيضًا، وخاصة نواب الوجه القبلي في مجلس الشعب احتجاجًا على قرار عبدالرحيم شحاتة محافظ القاهرة بطرد الباعة الجائلين من الصعايدة وقصر هذه المهنة على أبناء القاهرة، حسب ما نشرت جريدة الأحرار في عددها بتاريخ 19 ديسمبر 1997.
وتقدم حينها النائب سامح عاشور ببيان عاجل إلى الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعبـ يتهم فيه محافظ القاهرة بمحاولة إثارة الفتنة في الشارع المصري بسبب تصريحاته بشأن الصعايدة، وتضامن نواب الصعيد مع البيان وطالبوا الحكومة التي كان يترأسها الدكتور كمال الجنزوري بإلقاء بيان عاجل أمام مجلس الشعب لمناقشة هذه القضية الخطيرة التي سببها المحافظ وخلفت بلبلة لدى محافظات الصعيد.
وأشار الأعضاء إلى أنهم سيطلبون توضيح تصريحات المحافظ خشية تدهور الأوضاع بالصعيد، وهو مازال يعيش آثار الحادث المروع الذي جرى بمدينة الأقصر، في إشارة إلى الهجوم الإرهابي الذي وصفغ بالمذبحة في الدير البحري في الأقصر في نوفمبر 1997.
وفي العام 2002، أثيرت هذه القضية مرة أخرى أيضًا في وجود الدكتور عبدالرحيم شحاتة محافظًا للقاهرة الذي أصبح وزيرا للتنمية المحلية فيما بعد، حيث قيل إنه اتخذ قرارا بترحيل الصعايدة من القاهرة وعدم إعطاء أي صعيدي مسكن في القاهرة أو مدفن، إلا أنه في حوار صحفي قال إنه لم يتحدث عن الصعيد وحده ولكنه في حضور رئيس الجمهورية في احتفالية عيد العمال أكد أن أبرز التحديات التي تحول بين القاهرة وبين التقدم نحو العصر هي هجرة الريف إلى المدينة صعيدا ودلتا، مضيفًا أنه لم يطلب تهجير الصعايدة وأنه لا يملك هذا وحتى إن كان كان يملكه كيف له نقل 60% من سكان القاهرة وبينهم من استثمر وعاش واستقر في العاصمة، ولكنه قصد ضرورة إعادة النظر في خريطة التنمية على مستوى ربوع مصر.
لم تنته التصريحات هناك، وقبل ثلاثة أعوام، خرجت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات آنذاك، بتصريحات تُرجع فيها أزمة انتشار البؤر العشوائية إلى هجرة أهالي الصعيد إلى القاهرة والإسكندرية.
"وزيرة صعيدية تقول كدة على الصعايدة"، أمر استنكرته إسكندر فيما بعد وقالت إن الاستثمار في الصعيد أساسي في التنمية، مشيرة إلى أن العمال الصعيدة من الأكفاء "ياريت المستثمرين يروحلهم هناك ويفضلوا قاعدين في حياة كريمة".
تعليقات
إرسال تعليق