«قدرة الفول» .. قطعة «لذيذة» من مصر فى قلب أمريكا

دينا دنيال داخل مطعمها

المصدر الأهرام . ahram.org.eg

تزينها صور أم كلثوم وعمر الشريف وفاتن حمامة



الثقافة المصرية تثبت كل يوم أنها عنصر إبهار وجذب للغرب بكل تفاصيلها الدقيقة، وربما اللذيذة أيضا، فقد نجحت سيدة مصرية تدعى دينا دانيال فى إجبار صحيفة مثل “واشنطن بوست” عن التخلى عن موقفها المتشدد تجاه الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر، والإشادة بمدى لذة الطعام المصرى، بعد أن تمكنت من تحويل مطعمها الصغير فى منطقة “ويست فولز تشيرش” فى واشنطن إلى قطعة دافئة من قلب مصر داخل الولايات المتحدة

ولم يستطع تيم كارمان المحرر المسئول عن تقييم المطاعم بالصحيفة إخفاء انبهاره بالأجواء الدافئة فى المطعم الذى يحمل اسم “فافا بوت” أو “قدرة الفول المدمس”، فأفرد جانبا من مقاله للتعريف بمعنى الخبز المصرى فى اللغة العامية المصرية “العيش البلدي”، مؤكدا أن القمح والخبز ليسا مجرد طعام فى الثقافة المصرية، ولكنهما يحملان فى طياتهما الروح المصرية، فـ”العيش” هو “الحياة” بالنسبة للمصريين، كما أن القمح جزء أساسى فى حياة المصريين منذ عصر الفراعنة وحتى يومنا هذا
وأشار كاتب المقال إلى المخاطر التى يواجهها بائع الخبز المصرى وهو يجوب شوارع القاهرة على دراجته البسيطة وهو يوازن “مشنة العيش” على رأسه ببراعة فائقة، حتى يتسنى له توفير الخبز، رمز الحياة فى مصر، للجميع
ويقول كارمان أيضا إنه “قبل أن تلتهم الدجاج المشوى الشهى - الخالى من الهرمونات (الأورجانيك) - فى مطعم فافا، وقبل أن تسرح فى مذاق طبق الكشرى أو تنهال على أصابع الكفتة ذات الرائحة الأخاذة، عليك أن تمارس طقسا بسيطا، هو أن تسامح المطعم على عدم توفيره الخبز البلدى المصرى الشهي”، حيث تسعى دانيال جاهدة للحصول على الفرن الخاص لخبز “العيش البلدي” قبل بداية الشهر المقبل
وقد أطلقت دانيال مشروعها المصرى الروح والرائحة فى عام ٢٠١٣، أى بعد قرابة العقد من هجرتها إلى أمريكا، وكان فى البداية مجرد كشك صغير فى موقف سيارات قبل أن يتحول إلى جزء حيوى فى مبنى تجارى بارز فى فولز تشيرش
وأشاد المقال بما يحمله هذا المطعم الصغير من عبق وروح الثقافة المصرية، وعراقة المطبخ المصرى ولذته، مؤكدا أن الفلافل “الطعمية” بـ”الفول المدشوش” لها طعم مختلف تماما عما اعتاده الغرب من الفلافل الشامية


إلا أن طبق “الكشري” المصرى الأصيل أسر قلب وعقل الكاتب الذى أخذ يتغزل فى مكوناته الشهية، التى ربما لم يكن ليتخيل أن دمجها على الطريقة المصرية سيعجبه بهذا الشكل
أما الإفطار المصرى التقليدى بمكوناته من طبق الفول والطعمية والطحينة، إلى جانب الخضر الطازجة التى تميز المطبخ المصرى تحديدا، فيؤكد الكاتب أنها وجبة يمكن أن تلتهمها بسعادة فى أى وقت ممكن
ولم ينس الكاتب الإشادة بالديكورات المصرية التى ميزت هذه القطعة الصغيرة من قلب مصر، حيث يتصدر المطعم صورة ضخمة بألوان هادئة تصور أهم رموز مصر من شوارع ومبانى وسط القاهرة إلى أم كلثوم وتوفيق الحكيم وعمر الشريف وفاتن حمامة وأحمد زويل
يبدو أن الأصالة والروح المصريتين هما الحلم الذى يصبو إليه العالم، وليس العكس كما يعتقد بعض المصريين للأسف، الذين يبحثون بانبهار عن “الحلم الأمريكي”، فمتى يقدر المصريون النعم التى وهبها الله إياهم؟


تعليقات

المشاركات الشائعة