أحمد رفعت : وخامسهم محمد أنور السادات!

المصدر الوطن . elwatannews.com . مقالات و آراء
نريد انتخابات تنافسية؟ نعم نريد.. نرغب فى حياة حزبية حقيقية وسليمة تفرز مناخاً صحياً إيجابياً وتقدم فيه الأحزاب دوراً رقابياً على الأداء الحكومى بما يخدم المواطن المصرى؟ نعم نريد.. نتطلع للمستقبل ولمصر التى نحلم بها ولا ننظر تحت أقدامنا، ونريد حالة حزبية نشطة تقدم لمصر كوادر وطنية قادرة على تحمل المسئولية فى أى وقت وكل وقت وأى تخصص؟ نعم نريد.. تطورت الحياة الحزبية من حياة ديكورية لإرضاء أمريكا والغرب فى السبعينات ومن اعتقالات دورية للمعارضة وقادتها وقتها ومصادرة دائمة لصحفها وجريدة حزب التجمع «الأهالى» دليل، حتى قيل إنها تصادر أكثر مما تصدر، إلى أن وصلنا اليوم إلى دستور يمنع مصادرة الصحف ويحظر تفتيش مقراتها إلا بشروط قاسية.. نعم لكننا نريد المزيد!
كل ما سبق وغيره حقيقى ونريده ونسعى إليه.. إنما أن يطل البعض بسعى خبيث وجهد حثيث إلى هدم المعبد فوق رؤوس المصريين وتصوير الأمر أن هناك اغتصاباً للسلطة فى مصر وبما يستدعى جر مشكلات كبيرة على بلادنا ويفتح أبواب الشيطان للتدخل فى شئوننا فهنا نتوقف.. نتوقف أولاً وسريعاً عند الخطة المستهدفة منذ البداية والتى كانت ستبدأ فور إغلاق باب تلقى طلبات الترشح بتقدم هذه الشخصيات وغيرها ومعها بعض المرشحين، على فرض ترشحهم، بطلب رقابة دولية على الانتخابات يتم الدفع بينهم بعناصر قريبة من تلك العناصر التى كانت تفتش على الأسلحة الكيماوية فى العراق! وتنتهى بالطعن فى الانتخابات ذاتها وبما يضعنا فى وضع حرج يتيح لجهات أجنبية الإمساك بأوراق خطرة علينا والتدخل فى شئوننا!! وهنا فأى سيناريو للانتخابات الرئاسية سيكون أفضل من المخطط السابق، خصوصاً أننا من المؤمنين بأن الحقوق والمكاسب السياسية تالية للحقوق والمكاسب الاجتماعية، ونرى أن تأهيل المجتمع للعمل الديمقراطى واجب وضرورى ولا يتعارض مع المقدمة أعلاه لأنه حتى وبالرغم من مرور أربعين عاماً على عودة العمل الحزبى فى مصر لم تزل القبلية تهيمن على اختيارات الناس، كما أن الوعى المشوش كان سبباً فى اختيار نصف الناخبين لمرشح الإخوان فى الانتخابات الرئاسية 2012!! وبما يؤكد وجود أزمة وعى كبيرة، فضلاً عن أزمة نضج سياسى لا ينكرها أحد! وهكذا كان بالمناسبة رأى الحكم فى الستينات بضرورة إحداث أولاً تغيير نوعى وكمى فى تعليم وثقافة ووعى الناس بعد خروجهم من احتلال لعشرات السنين وبنسبة أمية كبيرة وليس مقايضة الحرية بالاحتياجات الأساسية للناس كما يقول البعض!!
أما الخماسى المرح.. فنبدأ بأولهم عبدالمنعم أبوالفتوح الذى يتحدث عن الحياة الديمقراطية ويتناسى كيف كان بشخصه وبنفسه جنزيراً ومطواة فى يد السلطة فى منتصف السبعينات يضرب نيابة عنها زملاءه فى الجامعة رغم أنهم فى المعارضة مثله يطلبون الديمقراطية ومواجهة الفساد!
و«أبوالفتوح» يظن السوء بذاكرة المصريين حتى انتقاله من العمل تحت مظلة الأجهزة الأمنية فى مصر إلى مظلة المخابرات المركزية الأمريكية فى أفغانستان وبمباركة من السلطة المصرية أيضاً اعتقاداً أنهم يقدمون خدمة للإسلام، ولا نعرف أن أمريكا آمنت وتسعى لخدمة ديننا أيضاً! وكل المؤامرات على الإسلام وعلينا صناعة أمريكية صهيونية خالصة. إلا أن صور الرجل بالزى الأفغانى أو الباكستانى محفوظة، وصوره مع قادة الأفغان شاهدة على صنيع الرجل ودوره فى الحالة التى انتهت بـ«القاعدة وطالبان وداعش»! وبينما يمكن مقاضاة الخماسى المرح بإرسال الإعلانات القضائية إلى مقار عملهم جميعاً إلا «أبوالفتوح».. فهو وحده الذى لا تعرف له عملاً ولا وظيفة، ولا نعرف كيف عاش الرجل حياته، وكيف بنى بيتاً، وكيف صنع مستقبلاً لأولاده، وإلى ماذا يستند فى حياتنا الصعبة هذه!
وثانيهم هو المستشار هشام جنينة الذى غلبته شهوة البطولة على متطلبات وظيفته فصرح بأرقام خطيرة تخص سنوات وسنوات، موحياً بأنها نتاج مرحلة بعينها على خلاف الحقيقة، ثم عاد وأنكر حواره الذى أجراه للصحفية الشابة، ثم عاد وكرر الأرقام رغم إدراكه لخطورة تصريحاته وحساسيتها فى بلد يسعى لجلب كل قرش من خارج البلاد، فضلاً عن أنه بلد فى عهده الجديد يحارب الفساد بالفعل ويطلق يد «الرقابة الإدارية» بلا أى سقف بعد تقييد طويل!
بينما ثالثهم هو الدكتور حازم حسنى، الذى يمكننا الآن وبمنتهى الثقة أن نجرى مسابقة تدور حول ذكر شىء واحد.. واحد فقط.. أعجب الرجل وارتاح له طوال أربع سنوات من حكم الرئيس السيسى أو تحديداً السنوات الثلاث الأخيرة!! وكل الثقة أنه لن يكسب أحد هذه المسابقة بل سيتهم المشرفين عليها بوضع أسئلة تعجيزية بل وأسئلة خطأ من الأساس! شخص لا يرى إيجابية واحدة.. واحدة فقط.. تكون تمت حتى على سبيل الصدفة، فعلينا أن نندهش من كونه أستاذاً للعلوم السياسية!! حتى لو كان تخصصه فى علم الإحصاء.. حيث الأولى تعلمنا كيف نفكر ونحلل، بينما الثانية تعلمنا كيف تكون الأرقام حقيقة ودالة على كل شىء!! وبالتالى فلا يتبقى إلا احتمال واحد أو احتمالان على الأكثر.. لن نذكرهما وسنتركهما لتخمين القراء، والتخمين يعنى الاحتمال، ونظرية الاحتمالات من صميم علم الإحصاء!
ورابع هؤلاء هو الدكتور عصام حجى الذى يبدو أنه انتقل من خبير فى نظم الطاقة أو الصواريخ إلى التخصص فى النظم السياسية حتى لا تعرف له ماذا يعمل تحديداً، ولا نعرف عنه ماذا يريد بالضبط! ولم نعرف حتى الآن سر «انشكاحه» لأنباء اختفاء القمر المصرى الصناعى قبل عامين، ولم نعرف حتى الآن سر انشغاله بتسليح الجيش المصرى، ولا نعرف لماذا أسس حركته الشهيرة بـ«لجنة المرشح الرئاسى» التى تؤكد علمه قبل شهور طويلة بموعد الانتخابات الرئاسية ولم يتفاجأ بالأمر، ولا نعرف سبب تجميدها فجأة ولا سر إعادتها فجأة أيضاً! ويظهر «حجى» كما لو كان مسئول الملف المصرى فى وكالة ناسا! وبينما يأتى علماء مصر لبلادهم خادمين طائعين فخورين بما يستطيعون تقديمه لبلدهم نجد «حجى» مشغولاً بالسخرية منهم جميعاً ومن أعمالهم!!
أما خامسهم.. فعنده نتوقف.. وعنده يجب أن نتوقف.. وهو بالأمانة ظاهرة فريدة تحتاج كتاباً خاصاً أو قل عملاً درامياً تاريخياً كبيراً يقدم جذور الجذور للناس ليعرفوا سر الثروة الكبيرة وأسبابها من مشاكل الستينات مع والده الراحل، مروراً بمحاكم القيم، إلى الصمت على كلام خطير جداً نُشر مرات ومرات عن السفينة الغامضة التى قبض اللواء عبدالحميد الصغير، مدير مكتب مكافحة المخدرات بالإسكندرية، فى منتصف السبعينات، على قبطانها، ثم نقله المفاجئ إلى مطروح حتى تقاعده بعدها بأشهر، وهى وحدها تحتاج مقالاً مستقلاً لما فيها من إثارة تجاهلها تماماً محمد أنور السادات ولم يرد عليها ولم يقاض من نشروها، ومنها إلى تمويلات جمعية تلا الخرافية، إلى صراعات الغاز والصفقات الكبيرة.. واليوم يقدم نفسه.. ويقدمون أنفسهم كحارس أمين على شعب مصر!!!
رحماك يا إلهى!!

تعليقات

المشاركات الشائعة