الحفيد قتل جدته لسرقتها ليجد مفاجأة فى انتظاره
الحفيد و شريكه
المصدر الأهرام . ahram.org.eg . أخبار الحوادث
أخفى نصيبه فى لوحة كهرباء بشركة يعمل بها
منذ أن تقدم بها الزمن بخطوات سريعة فى سنوات الشيخوخة وهى تستعد لاستقبال الموت فى كل ليلة، فها هى قد أكملت السنة الخامسة والثمانين من العمر، وكانت تدرك جيدا أن كثيرين ممن حولها ينتظرون يومها الموعود حتى لو كانوا من الذين يحبونها، لكن لم يعد أحد من الأحباب الحقيقيين من أقران العمر الماضى باقيا فوق ظهر الأرض، ولم تكن لها سوى متعتها الوحيدة فى الحياة وهى أن ترى أحفادها وأبناءهم قريبين منها وتضج بهم شقتها فى البيت عند زيارتها، فهى تقيم فى منزل العائلة فى مركز الصف جنوب الجيزة ويعيش معها ابنها الموظف بمصانع الحديد والصلب بحلوان.
وفى ليلتها الأخيرة، هجعت على سريرها فى غرفتها آمنة مطمئنة، لكن فى الصباح ذهبت إليها زوجة ابنها لتعد لها الإفطار شأن كل يوم ففوجئت بأنها لا تستجيب للطرقات على باب غرفتها فدخلت لتجدها جثة هامدة.
لم يكن الحدث عجيبا، أن تجد زوجة الابن حماتها وقد فارقت الحياة، فموتها كان نبأ يترقبه الجميع وأولهم هى نفسها التى ترى شبح الموت يكاد يدهمها مقبلا فى هيئته الغامضة فى أى لحظة، فقد ثقل حمل روحها وهي تستبطئ الخلاص من جسدها الذى أنهكته الشيخوخة وانتظر لحظة أن يحمل إلى القبر.
لكن الابن شك فى مشهد جثتها، فهناك رائحة جريمة تفوح فى غرفتها الهادئة، فأسرع ليبلغ الشرطة وعندما ذهب مفتش الصحة لمعاينة الجثة كان واضحا أنها تعرضت للخنق بكتم النفس حتى الموت لكن أعراض الخنق وأمراض الشيخوخة لم تجعله يجزم بالأمر فترك المهمة للطب الشرعى الذى أكد الجريمة.
ومع إبلاغ اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، امر بسرعة كشف غموض الجريمة، وانتقل على أثر ذلك لمباشرة التحقيق فريق من ضباط المباحث على رأسهم اللواء إبراهيم الديب مدير المباحث واللواء رضا العمدة نائب مدير الادارة العامة لمباحث الحيزة والعميد ناجى كامل رئيس مباحث قطاع جنوب محافظة الجيزة، وضم العقيد محمد عبد الشكور مفتش مباحث فرقة الشرق والمقدم هانى صالح وكيل الفرقة والمقدم مروان الحسينى رئيس مباحث مركز الصف.
وبدا من خلال المعاينة التى تمت لمسرح الجريمة بإشراف اللواء سامى عزت نائب مدير الأمن لقطاع جنوب الجيزة، أن الجريمة حدثت بدافع السرقة فهناك بعثرة فى محتويات الغرفة وكسر لقفل على صندوق صغير وجد خاليا، وأكدت زوجة الابن أن السيدة القتيلة كانت تلبس خاتما وسلسلة من الذهب انتزعهما اللص القاتل منها، لكن أول خيط أدى لكشف الجريمة كان فى أنه لا توجد آثار اقتحام على النوافذ والأبواب، مما يعطى مؤشرا بأن المجرم دخل بشكل طبيعى ومن هنا حامت الشبهات حول سكان المنزل لم يكن بينهم من يمكن توجيه أصابع الاتهام إليه إلا الشاب الأرعن بسام الذى فشل فى كل شيء حتى فى عمله كحداد واستسلم للتسكع على المقاهى وأهمل حياته بالشركة التى يعمل بها حتى صار مثلا للاستهتار والخمول والبلادة وكان يشكو الإفلاس الدائم ورغم أنه فى العام الخامس والعشرين من عمره إلا أنه لم يتعد على حمل المسئولية، فكان يعيش عالة على أبويه.
وكشفت التحقيقات التى امر بها اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام وقادها اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية بالجيزة والعميد ناجى كامل رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، ان المتهم لم يكن فى الأيام الأخيرة مهتما إلا بالبحث عن الكسب السريع وكان أول ما فكر فيه هو الاستيلاء على ما مع جدته من أموال.
لكن هل كانت لدى السيدة اعتدال أموال كثيرة؟!
لا أحد يعرف ما هو سر إعتقاد بسام بأن جدته تخفى لديها ما يشبه الكنز، بالرغم من أن حال العائلة كلها واضحة للعيان بأنها بالكاد من متوسطى الدخل، لكن الشاب افترض أن ما يتبقى من المعاش الذى تحصل عليه جدته، كاف لإدخال مالا يحصى من الأموال والعجيب أن جاره مدمن الحبوب المخدرة المدعو محمود الذى يعمل كهربائيا فى شركة للملابس، قد أيده فى ذلك الظن الساذج وشجعه على السرقة وجلسا معا ليخططا لارتكابها واقتسام الكنز الموهوم، حيث تسلل الجار عبر سطح المنزل فى ظلمة ما بعد نصف الليل وبالتحديد فى الساعة الواحدة والنصف ليجد الحفيد قد أعد عدته وكان الجميع نائمين فى غرفهم، فدخل اللصان غرفة الجدة التى كانت تستغرق فى نومها العميق ولكن فجأة قرر الحفيد أن يتحول من لص إلى قاتل عمدا عندما خشى من أن تستيقظ فتجده يحاول السرقة وتستغيث وتحدث الفضيحة، فأسرع بكتم أنفاسها بيده ولم يتركها إلا وقد فارقت الحياة، لكنه لما كسر قفل الغرفة الثانية الملحقة بشقة الجدة فى المنزل والتى راودته عنها ظنونه بأنها تحوى ثروة هائلة، لم يجد سوى ما لا يزيد على 3800 جنيه وراح يفتش مع شريكه كالمجنون فلم يعثرا على شيء، فمد يده حانقا لينتزع من جثتها الخاتم والسلسلة الذهبية!.
وترك المجرمان غرفة السيدة، وقد تملكهما الإحباط فالحصيلة المقتسمة لا تكاد تفى بشيء ولكنهما فى اليوم التالى بعد اكتشاف الجريمة، تظاهرا بالفزع على ما حدث للجدة العجوز لولا أن حاصرت الشبهات الحفيد العاطل فلم يواجه بالاتهام حتى ارتبك وكشف عن كل التفاصيل وأقر بأنه اقتسم ما وجده مع شريكه الذى كان قد أخفى نصيبه فى لوحة كهرباء فى الشركة التى يعمل بها!.
تعليقات
إرسال تعليق