السيسي يُصلح خطأ مرسي !!
أحمد مصطفى سلامة - الاهرام
على أثر ذلك، أستحضر جلسة الحوار الوطني (الكوميدية) التي كانت مذاعة على الهواء مباشرة، والتي عقدها "الريس" مرسي، مع عدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة لمناقشة أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي، التي كشفت عن مدى السطحية وضعف الرأي وتشتت الفكر لرموز يفترض أنهم نخبة، ويُفترض أن عليهم إيجاد حلول لمشكلاتنا السياسية والاقتصادية، حيث اقترحوا عدداً من الحلول للأزمة تدعو للتندر وتثير الضحك.
فقد اقترح أحدهم أنه يمكن حل الأزمة عن طريق لاعب النادي الأهلي محمد أبوتريكة، في زيارة إلى إثيوبيا، لتعميق العلاقات المصرية الإثيوبية!
واقترح رئيس أحد الأحزاب بنشر مصر لشائعات عن سعي مصر لامتلاك طائرات متطورة كطريقة استخباراتية لبث الخوف في نفوس الإثيوبيين، كما اقترح ثالث ببث شائعات بأن مصر ستضرب السد.
حينها قام "الريس" مرسي بتهديد إثيوبيا بضرب سد النهضة في حال استمرارها في بنائه؛ لأنه سيؤدي إلى التأثير على حصة مصر في النيل، الأمر الذي جعل الجانب الإثيوبى يأخذ موقفاً، وقاموا بالرد حينها بأنهم لم يخشوا تلك التهديدات.. وأنهم عازمون على المضي في طريقهم!
وقد رأينا بأم أعيننا كيف استطاع الرئيس السيسي، في كلمته أمام البرلمان الإثيوبي، أن يصلح ذلك الخطأ الجسيم الذي ارتكبه "الريس" مرسي في تعامله مع أزمة سد النهضة، التي كانت سبباً في توتر الجانب الإثيوبي وخلق أزمة بين الطرفين... هذه الكلمة التي كانت بمثابة السحر وكلمة السر التي أذابت كتلة الجليد، وكان مردودها السياسي إيجابياً؛ من حيث إعادة الثقة ونزع فتيل التوتر بين الجانب الإثيوبي تجاه القيادة المصرية، ومن جانب آخر حفظ حقوق مصر من الحصة التاريخية لمياه النيل، فضلاً عن إقامة المشروعات المصرية على أرض إثيوبيا والذي يحول الأزمة إلى منفعة اقتصادية.
لحظة.. "بليز دونت مكس".. فمن الظلم أن يكون هناك أي وجه مقارنة بين القيادة الحكيمة المتزنة التي تعلي من مصلحة مصر، وتلك العقلية التي لا تمتلك أي حنكة سياسية أو أي خبرة تؤهلها لرئاسة دولة بحجم مصر، بل كانت مستخدمة لخدمة مصلحة الجماعة فقط.
تعليقات
إرسال تعليق