حوار نادر بين زويل ونجيب محفوظ منذ ١٦ عاما


المصدر الاهرام - ملف خاص

العالم المصرى عاشق العلم،صاحب اكتشاف الزمن الجديد،الفيمتوثانية،الذى تخطت شهرته الحدود والآفاق،هو الحاصل على العديد من الأوسمة والجوائز ،قدم أضافة علمية كبيرة،فى لقاء نادر ،لقاء السحاب ، جمعت العالم الكبير أحمد زويل وأديب القاهرة نجيب محفوظ معا، كل منهما يحاور الآخر،وذلك بعد فوز العالم أحمد زويل عام ١٩٩٩بجائزة نوبل وكان اللقاء عام ٢٠٠٠ على ضفاف النيل،بحضور الكاتبة الصحفية سناء البيسى ، كان اللقاء بين الاستاذ صاحب نوبل الثانيةعام ١٩٨٨ ،وكان محفوظ هو الأديب العربى الوحيد الذى يفوز بهذه الجائزة،الذى جعل المستقبل مفتاحا لكتاباته صاحب الخط الرفيع بين رواياته الجامع بين الحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعى وبين العالم المصرى العالمى صاحب نوبل فى الكيمياء ، د. زويل الذى استطاع ان يمتطى الزمن وأن يكشف حركته السرية الخفية ،وان يصور ويسجل ما يحدث فى واحد على بليون من البليون من الثانية، ،حقا كما يقال عنه أنه يمتلئ بالفكرة ..إمتلاء الإناء بالسائل. كان لقاء القمقم ،فى هذا اللقاء قال نجيب محفوظ عند فوز احمد زويل بجائزة نوبل سعدت جدا، وتيقنت اننا دخلنا عصر العلم، وأتذكر أننى قبل فوز زويل بنوبل ،قد تنبأت له بها، ويقول العالم زويل للأديب نجيب محفوظ لقد تردد الى مسامعى انك كنت تتمنى دراسة العلم، وانا عن نفسى لو لم أدرس العلم لتمنيت أن أكون أديبا.
وأضاف أن العلم هو العمود الفقرى للحضارات وهو الذى يحدد مصير الشعوب إما للخلود أو للفناء، والتاريخ يذكر انه قد تم فى مصر منذ فجر التاريخ أول تجربة لتحديد عمر الزمن لتكوين أول حضارة فى العالم تخرج من التقويم القمرى إلى التقويم الشمسي، وعرفوا بشكل دقيق ان السنة ٣٦٥ يوما ،عرفوا ذلك من متابعة فيضان النيل،وان تحتمس هو أول من صنع ساعة عرفها العالم، وهى موجودة فى متحف برلين.. وفى حياة الشعوب لحظات انكسار ، وفى هذه اللحظة لا نستطيع الانطلاق علميا، ولكن علينا ان نحاول التحرك ولو بخطوة طفل.وهذا أفضل من الانتظار بالقاع .وهذه الخطوة فى رأيى هى أنشاء مراكز مضيئة علميا وأدبية.
وببساطة العلماء قال «أتذكر كتابات استاذنا نجيب محفوظ عن العلم والعصر الذى نعيشه، والعلاقة بينهما ، وهنا يتدخل الاستاذ نجيب متسائلا:كل معرفة وعلم فى الحياة نبيلة ،وكل عصر يمنح القيادة لفرع من العلوم؛ بمعنى أنه كان هناك عصر الفروسية والأدب وهذا لا يعنى إلغاء البقية ،لكن القيادة والتوجه له ،وانا أعتقد ان الريادة للعلم بدأت منذ القرن العشرين».
وعن البحث الجديد الذى يفكر فيه ويشغل عقله؟ قال الانتهاء من الكتاب الجينى للإنسان او ما يعرف بالشفرة الانسانية للحامض النووى DNA وهذا البحث سيطلق ثورة ضخمة فى عالم الطب تبدأ بتدعيم وسائل الدفاع عن الانسان ضد الأمراض ولا تنتهى عند مجرد القدرة على تغيير الصفات الوراثية لشعوب بأكملها (وبالفعل حقق د. زويل نجاحات غير مسبوقة فى هذا البحث)ويضيف قائلا :»من أجمل الأشياء التى سعدت بها جدا أننى فزت بجائزة نوبل فى الكيمياء فى سن صغيرة بالنسبة لمن يحصلون على الجائزة» وعن اللحظة التى تلقى فيها صاحبا' نوبل الخبر السعيد بالفوز، يقول د. زويل بروحه المصرية شديدة الذكاء :قد نظمت رحلة مع زوجتى مع بدايةً شهر أكتوبر وهذا بعد ظهور الاكتشاف العلمى فى عام ١٩٨٧، حتى لا يسألنى أحد عن توقعاتهم بفوزى بنوبل، وفى عام الفوز قررنا السفر الى ألمانيا، ولكننى قبل السفر كنت مرهقا فألغيت السفر وفى ليلة ١٢ أكتوبر كنت أنا و زوجتى نشاهد فيلما سينمائيا ثم ذهبت الى النوم، وفى الخامسة فجرا دق جرس التليفون وهذا التوقيت هو الرابعة ظهرا بالسويد، وقال المتحدث أسف على الإزعاج، أنا سكرتير عام الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ،ولدى خبر معقول بالنسبة لك ، وهو خبر منحك جائزة نوبل فى الكيمياء لعام ١٩٩٩ ،هنا شعرت من الفرحة أنى أتجمد.
وقال لى الآن الخامسة وأربعين دقيقة ،بعد عشرين دقيقة بالضبط ،سنعلن النتيجة.والعشرون دقيقة الباقية هى آخر عشرين دقيقة سلام فى حياتك ..
وقال الاستاذ الكبير نجيب محفوظ ،كان يوم الخميس ، وذهبت الى النوم، دق جرس التليفون، وجدت زوجتى تبلغنى ان الاهرام على التليفون، وأبلغنى رئيس القسم العلمى آنذاك بخبر فوزى بنوبل فى الأدب، ولكننى لم أصدق، غيرت ملابسي، وخرجت فى بهو المنزل ، وجدته ممتلئا بالصحفيين ،ووجدت رجلا طويلا، فسألته هل انت صحفى ،فقال لى أنا سفير السويد. «وكل منهما بتواضع شديد يقول للاخر انه ظل مدة طويلة غير متأكد انه فاز بنوبل!!ويسأل زويل محفوظ :ما أهم شيء فعلته نوبل فى حياتك؟فيقول محفوظ تعب العمر تجسد فى مكأفاة ، ولكن نوبل المصرية تصطحب معها بعض الأشياء ..فقد انهالت على التهانى والشتائم التى انتهت بمحاولة اغتيالي.ويقول العالم احمد زويل :أهم ما حققه لى الفوز بجائزة نوبل هو وضع أكتشافى العلمى فى سجل العلماء العظماء فى العلم ،مع الضجة الإعلامية التى تفقد الانسان خصوصيته.ويعلق نجيب الأدب قائلا:لقد أسميت نفسى بعد الفوز بالجائزة موظف نوبل . ثم يقول نجيب مصر بتواضعه الجم وأدبه المفرط لاشك أنك أكتشفت شيئا ملموسا واضحا للجميع وللعلماء والنَّاس معترفة بذلك وانت تقف بجوار العلماء، لكن أنا اريد ان احصل على ثلاث جوائز لنوبل لكى أشعر أننى أقدر أن أقف بجوار برنارد شو!!العلم يفرض نفسه وانت كاشف فتح جديد تستطيع به ان تقف بجوار أرسطو.
ثم يتوجه العالم أحمد زويل ويسأل نجيب محفوظ عن مكانة القاعدة الأدبية فى مصر؟فيقول نجيب محفوظ: الأدب بخلاف العلم تراث باق، يعنى العلم ينسخ اليوم بعضه البعض نتيجة نظرية ما، أرسطو مثلا أفكاره خرجت من العلم والمعرفة ولكن الأدب والفن والقاعدة الأدبية أمام الأديب الذى يريد ان يثقف نفسه لاحدود لها من التراث العربى والاسلامى والغربى والشرقى و المعاصر... القاعدة الأدبية تضعف احيانا، لكن تراثها يسند من يريدها ، بمعنى لو الانسان يجب ان يدرس ادبا ولديه مواهبه، يصبح أديبا، وهذا مختلف بالنسبة للعلم، لان العلم يحتاج الى قاعدة علمية كبيرة ،لكن فى الأدب القاعدة الأدبية موجودة والعمل فردى بحت.





اقرأ أيضاً :


=======

الأسوشيتدبرس: أحمد زويل كان رائدا فى كيمياء الفيمتو على مدار 40 عاما

معاناة الدكتور "أحمد زويل" من سرطان النخاع العظمى






أحمد زويل : حوار الحضارات 2007


تعليقات

المشاركات الشائعة