الحضرى»: العصائر لا تبطل صيام سويسرا

المصدر الوطن
«تعليق زينة رمضان» هكذا يبدأ الشهر الكريم لدى الطفل الصغير، يستقبله وأقرانه الصغار فى كفر البطيخ بدمياط ببهجة تليق به، لا يطوى أيام الصيام الطويلة، إلا لعب الكرة طوال النهار فى ساحات القرية، يتذكر عصام الحضرى حارس نادى وادى دجلة والمنتخب القومى، طفولته البعيدة فى مدينة دمياط، حين كان يشارك زملاءه فى الدورات الرمضانية التى تقام فى قريته، يقول: «كنت أشارك مع زملائى دائماً فى تعليق الزينة فى الشارع منذ الصغر، كما كنت أشارك فى دورات كرة القدم الرمضانية، وكنت أعشق لعب الكرة فى الشارع قبل مدفع الإفطار، كما كنت أشارك فى دورة رمضانية فى المنطقة التى كنت أسكن بها»، الآن لم يعد «الحضرى» يفعل ذلك، حرمته الشهرة كما يقول مما كان يفعله صغيراً، حتى رؤية أصدقاء الطفولة لم يعد أمراً سهلاً، خاصة فى ظل الارتباط طيلة الوقت بالتدريبات والمباريات على مستوى النادى أو المنتخب الوطنى


الشهرة حرمتنى من «تعليق الزينة» و«اللعب فى الشوارع».. لكنى حريص على الصيام

يحرص «الحضرى» على صيام رمضان بالكامل منذ أن كان طفلاً صغيراً، وحين تواجهه مباراة صعبة فى الخارج تقام وقت الصيام فى درجة حرارة عالية، فإنه يحرص على مواصلة صيامه: «كنت أنا وزمايلى بنستشير شيخ عن حكم الصوم فى الأجواء الصعبة، ولما كان بيقول إن الصيام واجب كنا بنصر على أداء الفريضة، حتى ولو كانت هناك رخصة إفطار، خاصة فى بعض المباريات الصعبة خارج مصر».

يتذكر «الحضرى» أنه لم يحدث مطلقاً أن طلب منه مدرب مصرى أو أجنبى عدم الصيام، رغم تعامله مع الكثير منهم، ومع ذلك لم تحدث بينه وبينهم مشكلة حول صيام شهر رمضان من عدمه «الكل كان يؤكد حرصه على أداء اللاعبين للفريضة الدينية، وكان كلام معظم المدربين يحمل قبل الشهر الكريم معنى واحداً: ماحدش يجيب سيرة الصيام، ولا حتى بالتلميح، الفريضة واجبة، وكل لاعب له حرية الاختيار، وكنا نصوم، ونظهر بصورة أفضل بكثير، وبطريقة لم نكن نتوقعها كلاعبين».

أعشق أجواء الخيم الرمضانية ولا أحب برامج المقالب

اختلف الأمر عندما احترف «الحضرى» فى نادى سيون السويسرى فى عام 2008، فهناك لا أحد يسأل عن الديانة، أو يتحدث فى هذا الأمر «اندهش كل من فى الفريق السويسرى عندما علموا بصيامى والتزامى بعدم تناول الطعام ولا الشراب احتراماً للدين الإسلامى، والطريف أن الجهاز الفنى للفريق وقتها طلب منى شرب الماء والعصائر فقط فى رمضان وعدم تناول الأكل، ظناً منهم أن الصوم يسمح بذلك، لكنى شرحت لهم أن هذا الأمر ممنوع تماماً أثناء الصيام فى الدين الإسلامى وأنه فرض أساسى لا بد من فعله، وبعدها اقتنعوا بكلامى وتركونى أفعل ما أرغب فيه».

وعن المباريات المهمة التى يتذكرها قائد المنتخب خلال شهر رمضان، يقول إنه لعب العديد من المباريات القوية خلال الشهر، كما أنه يحب التدريب قبل الإفطار يومياً دون انقطاع، ومن المباريات التى يتذكرها خلال شهر رمضان، لقاء القمة بين فريقى الأهلى والزمالك، موسم (2001-2002)، الذى أقيم فى الثامن من رمضان، وحقق وقتها الزمالك الفوز 2/1 عن طريق حازم إمام للزمالك، وعلاء إبراهيم للأهلى، وأيضاً موسم 2003-2004، وفاز الزمالك بهدف نظيف لجمال حمزة، ولكن المباراة الأهم من وجهة نظره كانت فى «2004-2005» 21 رمضان، وحقق الأهلى فوزاً كبيراً 4/2 عن طريق محمد أبوتريكة، وهدف لكل من جيلبرتو وعماد متعب، وسجل هدفى الزمالك جمال حمزة وعبدالحليم على.

أما المباراة التى يعتبرها الحضرى «غاية فى الأهمية» خلال الشهر الكريم، فكانت له مع المنتخب القومى أمام المنتخب الكاميرونى، وكانت هى الأبرز خلال مشواره نظراً لأهميتها فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم، واستطاع المنتخب المصرى خلالها إقصاء الكاميرون من التأهل للبطولة الأشهر فى العالم وصعود منتخب كوت ديفوار «المباراة التى لا تنسى كانت فى شهر رمضان، خلالها أضاع بيرومى لاعب منتخب الكاميرون ضربة الجزاء فى الدقيقة 19، ودعوت الله وأنا صائم خلال تنفيذه الركلة، وقمت برفع يدى إلى السماء شاكراً الله على إضاعتها».

وبعيداً عن المباريات، يتحدث «الحضرى» عن الأكلات المفضلة له فى الشهر الكريم، فيقول: «أعشق الأكل الشرقى ولكن بحدود، بالإضافة للحلويات مثل الكنافة، والعصائر مثل قمر الدين والكركديه، كما أعشق أجواء الخيم الرمضانية أيضاً والسهر فيها حسب ظروف التدريبات والمباريات»، يبتعد حارس المرمى العتيد عن مشاهدة المسلسلات خلال رمضان: «المسلسلات فى رمضان كتيرة بلا معنى»، كما لا يميل إلى البرامج الخاصة بالمقالب الصعبة، ولا يحب المشاركة بها، يتذكر أنه ظهر برفقة زميله محمد زيدان فى أحد البرامج العام قبل الماضى ولم يكن يعرف أنه برنامج مقالب، وهو يعتبر هذه النوعية خطيرة، ووقعها صعباً على الضيوف، خاصة مرضى القلب منهم «زيدان حدثت له مشكلة أثناء مشاركته فى برنامج من هذه النوعية وتعب بشدة ولفترة طويلة حتى استقرت حالته وسط الخوف الشديد عليه»، رغم ذلك فهو لا يحرم نفسه من المشاركة فى البرامج ذات الطابع المرح وغير المصطنعة لا من المذيع أو الضيف.