الاهرام .... بعد 10 أعوام من مأساة 2008.. العالم على أعتاب كارثة اقتصادية أكثر سوءا

محتجون مناهضون للعولمة يتظاهرون أمام بورصة فرانكفورت فى الذكرى العاشرة للأزمة المالية العالمية

المصدر الأهرام.  www.ahram.org.eg . أخبار الاقتصاد العالمي


ملحوظة .. حقوق الخبر و الصورة محفوظة لموقع جريدة الأهرام و له فائق التحية و الاحترام

مع حلول الذكرى العاشرة لواحدة من أسوأ الأزمات المالية فى التاريخ، حذر تقرير لشبكة «سكاى نيوز» الإخبارية من أن العالم على شفا انهيار اقتصادى وشيك أسوأ كثيرا من الكارثة التى عاشها فى 2008.
ونقل التقرير عن الخبيرة الاقتصادية «آن بيتيفور»، التى تنبأت بالأزمة المالية العالمية قبل عامين من وقوعها، تحذيرها من أن الاقتصاد العالمى يواجه مخاطر كبيرة فى الوقت الراهن، مشيرة إلى أن حجم الدين العالمى يفوق إجمالى الناتج المحلى العالمى بثلاثة أضعاف.
وأرجعت الخبيرة الأمريكية الأزمة الراهنة إلى الديون الضخمة التى تثقل كاهل الشركات، فى وقت تدرس فيه البنوك الأمريكية زيادة أسعار الفائدة، مشيرة إلى أن الأزمة المقبلة ستسير بوتيرة أبطأ من سابقتها، ولكنها ستكون أكثر حدة وعنفا.
وأوضحت أن الشركات التى حصلت على قروض ضخمة من البنوك بفوائد ضئيلة للغاية، ستدفع الثمن باهظا، عندما تفاجأ بالارتفاع غير المتوقع على أسعار فائدة هذا الدين.
وحملت بيتيفور إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جانبا من المسئولية، مشيرة إلى أن قرار مجلس الاحتياطى الفيــــدرالى «البنك المركزى الأمريكي» بوقف دعمه للاقتصاد يمهد الطريق للأزمة المقبلة.
وأشارت إلى أن كلا من الأرجنتين وتركيا وقعا فى الفخ، حيث يواجهان بالفعل أزمة نتيجة لقرار بنك الاحتياطى الفيدرالى بزيادة أسعار الفائدة كوسيلة لإبطال القنبلة الاقتصادية الموقوتة، مما ساعد على تعزيز الدولار الذى أضر اقتصاداتها.
وتوقعت أن تكون الأزمة المرتقبة أكثر سوءا من سابقاتها، لأن الدول حاليا لا تملك الأدوات اللازمة لاحتواء أى أزمة اقتصادية محتملة، وإعادة شراء كل تلك الأصول.
أما توم روسو المدير الإدارى السابق لبنك «ليمان براذرز» - الذى جاء انهياره بمثابة الشرارة الأولى لأزمة 2008 - فرجح أن بذور الأزمة القادمة يتم زرعها فى الوقت الحالي.

من «الإثنين الأسود» حتى خطة الإنقاذ
واشنطن ــ وكالات الأنباء
فى 15 سبتمبر 2008، أو ما يعرف بـ «الإثنين الأسود» فى تاريخ البورصات العالمية، أشهر بنك «ليمان براذرز» الأمريكى - الذى كان يمتلك أصولا بقيمة 500 مليار دولار - إفلاسه وهو ما تسبب فى تراجع أداء أسواق المال فى العالم، وذلك فى أعقاب تفجر «فقاعة» أو أزمة الرهن العقارى فى الولايات المتحدة.
ولم تحدث هذه الأزمة - التى تعد الأسوأ منذ الكساد الكبير الذى ضرب العالم فى 1929- مرة واحدة، بل سبقتها عدة مؤشرات وأحداث مؤثرة منذ عام 2007، حتى اعتماد واشنطن خطة إنقاذ مالى لوقف انهيار الأسواق المالية العالمية، وجاء تسلسل هذه الأحداث كالتالي:
- فبراير 2007: عدم تسديد قروض الرهن العقارى (الممنوحة لمدينين لا يتمتعون بقدرة كافية على التسديد)، فأصبح يتكثف فى الولايات المتحدة ويسبب أولى عمليات الإفلاس فى مؤسسات بنكية متخصصة.
- أغسطس 2007: البورصات تتدهور أمام مخاطر اتساع الأزمة، والبنوك المركزية تتدخل لدعم سوق السيولة.
- من أكتوبر إلى ديسمبر: عدة بنوك كبرى تعلن انخفاضا كبيرا فى أسعار أسهمها بسبب أزمة الرهن العقاري.
- 17 فبراير 2008: الحكومة البريطانية تؤمم بنك «نورذرن روك».
- 7 سبتمبر: وزارة الخزانة الأمريكية تضع المجموعتين العملاقتين فى مجال الرهن العقارى «فريدى ماك» و«فانى ماي» تحت الوصاية لإعادة هيكلتهما، مع كفالة ديونهما حتى حدود 200 مليار دولار.
- 15 سبتمبر : اعتراف بنك الأعمال «ليمان براذرز» بإفلاسه، بينما يعلن «بنك أوف أمريكا» شراء بنك «ميريل لينش»، وعشرة بنوك دولية تتفق على إنشاء صندوق للسيولة برأسمال 70 مليار دولار لمواجهة الأزمة.
- 17 سبتمبر: البورصات العالمية تواصل تدهورها والإقراض يضعف فى النظام المالي، وتكثف البنوك المركزية العمليات الرامية إلى تقديم السيولة للمؤسسات المالية.
- 18 سبتمبر: السلطات الأمريكية تعلن أنها تعد خطة بقيمة 700 مليار دولار لتخليص البنوك من أصولها غير القابلة للبيع.
- 28 سبتمبر: الكونجرس يدرس خطة الإنقاذ الأمريكية، وفى أوروبا يجرى تعويم مجموعة التأمين البلجيكة الهولندية «فورتيس» من قبل سلطات بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج. وتأميم بنك «برادفورد وبينجلي» فى بريطانيا.
- 1 نوفمبر 2008: مجلس الشيوخ الأمريكى يقر خطة الإنقاذ المالى المعدلة لمساعدة المقترضين وشركات الرهن العقارى لتهدئة الأسواق العالمية.

الأزمات المالية.. تاريخ يعيد نفسه
كتبت ــ رشا جلال
على الرغم من خبرة السنوات واختلاف الأزمات الاقتصادية التى واجهتها دول العالم، فإن الاقتصاد العالمى ما زال يواجه الأزمات نفسها دون أن يستفيد من أخطاء الماضي، ومنها:
- أزمة ديون أمريكا اللاتينية 1982: بدأت الأزمة عندما بالغت كل من حكومة المكسيك والبرازيل والأرجنتين فى الاقتراض من الخارج لتطوير وتنمية البنية التحتية للبلاد، مما أدى إلى تضاعف الدين العام الخارجى لأمريكا الجنوبية ككل أربعة أضعاف فى 7 سنوات. واستمرت تلك الأزمة عدة سنوات إلى أن تدخل صندوق النقد الدولي.
- أزمة الديون والمدخرات 1980 -1990: وبدأت تلك الأزمة عندما أعلنت أكثر من 700 مؤسسة مالية أمريكية عن إفلاسها، بسبب اتباع سياسات إقراض طويلة الأمد معتمدة على تمويل قصير الأمد. وتأزم الوضع إلى أن أطلق الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان حركة الدعم والإصلاح عام 1989.
أزمة آسيا 1997 - 1998: بعد مرور أكثر من 15 عاما على أزمة أمريكا الجنوبية أخذ التاريخ يعيد نفسه فى تايلاند. ففى 1997 انهارت العملة التايلاندية «البات» عندما أجبرت الحكومة على تحرير سعر الصرف والدخول فى السوق المالية المفتوحة. وكانت تايلاند مغمورة بالدين الخارجى والذى أصبح من المستحيل سداده بعد تحرير سعر الصرف.
ومثلما حدث فى أمريكا الجنوبية انتشرت الأزمة فى آسيا لتنال من كوريا وإندونيسيا واليابان وماليزيا. واضطرت الولايات المتحدة والصندوق النقد للتدخل بـ 40 مليار دولار لحلها.

تعليقات

المشاركات الشائعة