محافظ المنوفية بـ«الكاجوال»: يتجول بـ«بنطلون وتيشيرت».. ويجلس على الأرض لسماع شكاوى المواطنين

المصدر الوطن.  www.elwatannews.com . أخبار
بملابس تشبه ملابسهم، تخلى فيها عن الزى الرسمى والتكلف، فضل أن يكون مواطناً ومسئولاً فى الوقت ذاته أثناء لقاءاته بالمواطنين، بعيداً عن المواكب والحراسات، تعمد إظهار بساطته بجلوسه إلى جوارهم والتحدث إليهم بحميمية غير مصطنعة، أزال الكلفة بينه وبين أصحاب الحاجة فظفر بقلوبهم لمودته وحسن لقائه.
أيام قليلة مضت على توليه منصب المحافظ الذى خلا لنحو 225 يوماً بعد القبض على الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية السابق، تمكن خلالها اللواء أركان حرب سعيد عباس، المحافظ الحالى، من الاستحواذ على قلوب أهالى المنوفية وخاصة البسطاء منهم، التقاهم واستمع إلى شكواهم، فضلاً عن استجابته لهم أثناء جولاته فى الشارع والتى ظهر فيها بزى بسيط بعيداً عن الزى الرسمى الذى ارتداه مرتين فقط؛ إحداهما أثناء وصوله إلى الديوان العام لتسلم مهام منصبة، والأخرى فى عزاء شقيقة الرئيس الراحل أنور السادات بقرية «ميت أبوالكوم».
سياسة محافظ المنوفية الجديد فى التواصل مع البسطاء، بدأت حتى قبل أن يدخل مكتبه فى اليوم الأول لتسلم مهام منصبه، حيث فوجئ بتجمع عدد من المواطنين أمام الديوان العام، فقرر الوقوف بينهم والاستماع لمشاكلهم، وفى النهاية استجاب لطلب تشكيل لجنة فنية لمعاينة قطعة أرض لبناء مقبرة عليها، وكذلك بحث شكوى سيدة من حجز مرور المنوفية على سيارة زوجها المريض، التى تمثل لها ولأسرتها مصدر رزقهم الوحيد، وفى اليوم التالى وبعد سلسلة لقاءات مطولة مع وكلاء الوزارات المختلفة تعامل مع أزمة تمس حياة الآلاف بقريتى الروضة والشهيد فكرى، التابعتين لمركز بركة السبع بسبب انقطاع مياه الشرب، لتنتهى الأزمة فى اليوم ذاته بعد أن زادت شركة المياه عمليات الصيانة فى خطوط الشبكة المغذية للقريتين المتجاورتين.
«عبدالصادق»: نتمنى ألا تكون هذه الجولات مجرد حماس البداية.. و«الشرابى»: يجب تفعيل دولاب العمل الحكومى
وفى اليوم الثالث بعد تسلم مهام عمله، سجل المحافظ أولى جولاته الميدانية بقرية «كفر طنبدى»، التابعة لمركز شبين الكوم، حيث فوجئ الأهالى بشخص يرتدى «بنطلون وتيشيرت» يمشى مترجلاً بينهم، وكانت مشكلة تراكمات القمامة هى الأبرز فى حديث المواطنين، فوجه رئيس الوحدة المحلية إلى سرعة رفع القمامة ونواتج تطهير الترع، بالإضافة إلى الاستجابة لطلب مسن تم فصل ابنه العائل الوحيد للأسرة من عمله كإدارى مؤقت بمنظومة النظافة.
محمد عبدالصادق، أحد الطلاب المقيمين بالقرية، قال: «أثناء مرورى بمنطقة كوبرى الترعة بمدخل القرية شاهدت شخصاً يرتدى ملابس عادية نزل مترجلاً من سيارة، وأخذ يعرف نفسه للموجودين وسط استغراب شديد، وبدأ الناس فى التجاوب والالتفاف حوله بأعداد قليلة، وحينها ترك المحافظ الجديد انطباعاً جديداً فى نفوس من تحدث إليهم.. الكلمة الطيبة والاهتمام هما مفتاح أهالى المنوفية وخاصة فى المناطق الريفية، ولكن نتمنى ألا تكون هذه الجولات ضمن فترة حماس البداية، وأن تستمر بشكل دورى».
جولات كثيرة ومواقف إنسانية بداية من الوفاء بوعده لزيارة مسن فى منزله بمدينة شبين الكوم، إلى التفاعل السريع مع بعض القضايا التى تشغل الرأى العام، منها جولته على قسم الغسيل الكلوى بمستشفى حميات «ميت خلف»، عقب حادث مستشفى ديرب نجم، وقراره بمنع إقامة أية منشآت خاصة أو حكومية قبل اتخاذ الإجراءات الوقائية ضد النمل الأبيض بالرغم من عدم تسجيل أى ظهور له بقرى ومدن المحافظة، ومواقف أخرى من بينها استجابته لأهالى طوخ بحل مشكلة توصيل الغاز الطبيعى للقرية، وكذلك إنشاء وحدة غسيل كلوى، فضلاً عن واقعة افتراشه سلالم الديوان العام عندما فوجئ أثناء عودته من جنازة شهيد الجيش فى مسقط رأسه بقويسنا بتجمع من المواطنين يطلبون مقابلته فجلس على الأرض واستمع لشكواهم.
«راشد»: 3 محافظين سابقين فشلوا فى خلق حالة التواصل الجماهيرى التى صنعها «عباس» خلال أيام قليلة وهم خلف القضبان حالياً
خالد راشد نقيب المحامين بالمنوفية، أكد أن المحافظة افتقدت لمنصب المحافظ منذ ثورة يناير، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة محافظين بعد الثورة خلف القضبان، ولم يستطيعوا أو غيرهم خلق حالة التواصل الجماهيرى التى صنعها اللواء سعيد عباس خلال أيام قليلة، مضيفاً أنه إذا استمر الوضع على نفس الوتيرة سيؤدى إلى ضغط شديد من المواطنين القاصدين بابه بشكل يؤثر على مهامه الأساسية، ويجب على المحافظ الجديد نقل هذه الحالة لكل القرى ومجالس المدن والمديريات والإدارات المختلفة والإشراف على حل مشاكل المواطنين من خلال إدارة المتابعة بالديوان العام، ولابد من استثمار هذه الحالة ونقلها للمسئولين بالمحافظة.
وأشار إلى أن وصول المواطنين إلى المحافظ دليل على أن أبواب باقى المسئولين مغلقة أمامهم، فلو تم حل مشكلة المواطنين فى القرى فلماذا يطرقون أبواب المحافظ، ويجب أن يتفرغ الأخير للمشاكل الكبيرة التى تهم قطاعات كبيرة من المواطنين مثل الصرف الصحى وتهالك الطرق الفرعية ومشاكل تراكم القمامة، مشيراً إلى أن هناك أزمة كبيرة فى عدم وجود مسئولين لديهم الجرأة فى اتخاذ القرار والتفكير خارج الصندوق، وأضاف أن توسيع الحالة التى صنعها المحافظ ستسهم فى الاستفادة من جهود الأهالى فى المساعدة.
هيثم الشرابى، أمين حزب التجمع بالمنوفية، أوضح أن المحافظ الجديد لديه تكليف بالتواصل مع المواطنين، مشيراً إلى أن الشكوى الدائمة فى المنوفية هى انفصال القيادة التنفيذية على كل المستويات عن الشارع والمواطن، وقال الشرابى «لو تم حل مشاكل المواطنين لما قصدوا الديوان العام، فتفعيل دولاب العمل الحكومى والنظر إلى المشاريع المتعطلة من صرف ومياه شرب وتراكمات قمامة، والأهم الطرق المتهالكة وإلزام الشركات المنفذة برد الشىء لأصله»، ويجب على المحافظ أن يطلب دعماً أكثر للمنوفية تعويضاً عن الظلم الذى تعرضت له مثل اعتمادات للمشاريع المتوقفة ومحولات كهرباء للقرى التى تعانى من مشاكل الكهرباء، ومشاكل الرى وخاصة فى بركة السبع وقويسنا، بالإضافة إلى اقتحام ملف التأشيرات الصادرة عن المحافظ السابق المتهم بتقاضى رشوة.



تعليقات

المشاركات الشائعة