صورة «مرسى» بين ميدانين: تكريم تمهيداً للعودة ومحاكمة تمهيداً للإعدام



فى أجواء مصر ترتفع صورة الرئيس السابق محمد مرسى لسببين لا ثالث لهما، مرة من جانب أنصاره الذين ينادون بعودته، وأخرى من جانب المتضررين من حكمه الداعين لمحاكمته بل وإعدامه، لما اقترفه من أخطاء فى حق البلاد، كل يملك من الأسباب ما يكفيه لينادى بما يؤمن به. هو بالنسبة لأنصاره الرجل المغبون الذى ثار عليه شعبه، لأسباب عديدة ومتناقضة يسمونها، فتارة يتهمون الإعلام الفاسد أنه من قلب الشعب على مرسى، وأخرى يتهمون الإعلام نفسه بأنه من يضخم أعداد كارهى مرسى، وتارة يحذفون الشعب من المعادلة ويعتبرونها مؤامرة غربية خالصة، فى النهاية ترتفع صورة المعزول على اعتبار أنه الرئيس «الشرعى» الذى يجب أن يعود رغم الجميع. فى المقابل ترتفع صورة مرسى فى العديد من المحافظات، للمطالبة بمحاسبته ومحاكمته، كما سبق وحدث فى الفيوم، حين ارتفعت الأصوات فى المحافظة التى صوتت بكثافة لمرسى من أجل محاكمته متهمينه بأنه راعى الحرب الأهلية باسم الشرعية. أحمد خليفة منسق الاشتراكيين الثوريين فى الفيوم، يرى لمطالب محاكمة مرسى أسباباً عديدة، خاصة بعد حوادث العنف الطائفى التى شهدتها المحافظات ومن بينها الفيوم «أسباب محاكمة مرسى بل وإعدامه عديدة، فقد انفرد بالسلطة، وكتابة الدستور، وأذلنا وحولنا إلى تابعين للإدارة الأمريكية، ووافق على شروط صندوق النقد الدولى الذى ارتفعت أسعار السلع على إثره وبرزت نوايا الخصخصة فى مجالات حيوية وخدمية، مثل مياه الشرب ومشروع قناة السويس الجديد الذى كان يعطى حقوق انتفاع لأشخاص ودول». لا يفرق الغاضبون بين مرسى ومبارك، كلاهما سار على الخطوات ذاتها. المحافظة التى أصلحت خطأها خرج أهلها ليعلنوا رفضهم لكل ظالم، وليطالبوا بمحاكمة مرسى ومبارك وكل من أساء إلى مصر بأى شكل، وقد كانت الفيوم نفسها واحدة من المحافظات التى تصاعدت بها الاحتجاجات فى عهد مرسى ضد تصرفاته وسياساته.


المصدر الوطن

تعليقات

المشاركات الشائعة