«زويل» فى «نيويورك تايمز»: التعليم تدهور فى عهد «مبارك» لصالح الأمن والمنتجعات
تحت عنوان «الثورة التى تحتاجها مصر» كتب الدكتور أحمد زويل العالم المصرى الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء، أن من شجعه على القراءة وهو ما زال طفلاً كان إمام مسجد صوفى بالقرب من منزله بمدينة دسوق، وتابع «زويل» فى مقال له بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الإمام كان دائماً ما يكرر كلمة «اقرأ» التى تعبر عن رسالة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) ما جعل القراءة والتعليم جزءًا من النسيج الثقافى له ولأقرانه. وأشار «زويل» إلى أنه رغم دراسته وعمله فى الولايات المتحدة، فإن التزامه نحو «مصر» لم يتغير أبداً، وتابع أن ما فجر الثورة فى مصر هو تطلعات الشباب التى ضاعت وسط دوامة الخلاف بين الليبراليين والإسلاميين، رغم أن الهدف الأساسى كان التغيير الاجتماعى والاقتصادى.
وتابع «زويل» أن الغرب غالباً ما ينسى تاريخ مصر الطويل من الإنجازات العلمية، فجامعة الأزهر يسبق إنشاؤها جامعتى أكسفورد وكامبريدج بقرون وكانت جامعة القاهرة، التى تأسست فى عام 1908، مركزاً للتنوير فى العالم العربى كله، وأوضح أنه خلال عهد جمال عبدالناصر لم يكن الحكم ديمقراطياً لكن العلوم والهندسة والتكنولوجيا كانت بين التخصصات التى تحظى باهتمام، وتم اجتذاب أفضل الطلاب والعلماء من العالم العربى للمشاركة فى مشروعات ضخمة فى البنية التحتية، مثل بناء السد العالى فى أسوان والمفاعل النووى فى أنشاص، ولكن تدهورت البلاد خلال حكم مبارك، وتراجع الاهتمام بالمدارس والبنية التحتية لصالح التركيز على وسائل الإعلام والأمن والمنتجعات الضخمة، حتى ازداد عدد السكان دون أن تتحقق المطالب التعليمية الخاصة بهم، فى حين خطت دول مثل تركيا وإيران خطوات فى مجال التكنولوجيا؛ كانت مصر تحت حكم مبارك، تعتمد على عائدات قناة السويس والسياحة والنفط والغاز، مع مساهمة صغيرة من الصناعات ذات التكنولوجيا العالية.
وأشار زويل إلى مشروعه «مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا» وتعهد بدعمه، لكنه استطرد أن العنف لا بد أن ينتهى لكى ينجح المشروع، ويصبح التعليم والعلوم أولوية قومية. وأضاف أن مصر بلد ذو أهمية استراتيجية، بسبب قناة السويس ومعاهدة السلام مع إسرائيل، لهذا يتعين على الولايات المتحدة تعديل سياساتها بدلاً من الحديث عن المساعدات.
وقال زويل «إننى أدعو قادة مصر، على اختلاف انتماءاتهم أن يُخرجوا التعليم والعلم من دائرة خلافاتهم، كما أدعو الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة أن تدعم الاستثمار فى الكوادر البشرية المصرية، تماماً كما فعلت من قبل مع اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان بعد الحرب العالمية الثانية، ما أهّل هذه الدول لتصبح قوى اقتصادية كبيرة. واختتم مقاله مؤكداً أنه ما زال «متفائلاً بمستقبل مصر، التى لن يرضى أبناؤها بالبقاء على الوضع القائم فيها الآن منذ نصف قرن الماضى، لكن السؤال، الذى لا أستطيع الإجابة عنه كعالم، هو: ما البديل لهذه الأوضاع؟ وكم من الوقت سيستغرق تحقيق هذا البديل؟ المصريون معروفون بصبرهم، لكن هذا الصبر كاد ينفد مع عدم تحقق تطلعاتهم ويجب على أى مجموعة سياسية تأمل فى التعبير عن آمال الشعب المصرى بصدق أن تجعل الإنجاز فى التعليم والنمو الاقتصادى أولويتها.
المصدر الوطن
تعليقات
إرسال تعليق