تحذيرات دولية من تحول البحر المتوسط إلى مقبرة كبيرة
بثت البحرية الإيطالية أول فيديو لغرق المهاجرين قبالة لامبيدوزا، فيما حذرت إيطاليا ومالطا من تحول البحر المتوسط إلى "مقبرة" للمهاجرين. وتزايد الدعوات لتحرك من جانب الاتحاد الأوروبي بعد غرق مئات المهاجرين.
ضغطت مالطا وإيطاليا على شركائهما في الاتحاد الأوروبي، السبت، من أجل بذل مزيد من الجهد لوضع حد لأزمة المهاجرينـ التي قال رئيس وزراء مالطا إنها حولت البحر المتوسط الى "مقبرة" بعد غرق زورق آخر قبالة سواحل صقلية مما أودى بحياة العشرات.
وانتشلت سفن البحرية الإيطالية والمالطية 34 جثة وأنقذت 206 آخرين بعد غرق زورقهم على بعد 60 ميلا بحريا الى الجنوب من صقلية الجمعة، وانقذت ايضا أكثر من 200 آخرين في حوادث منفصلة، السبت.
وجاءت كارثة الجمعة بعد نحو اسبوع من غرق 358 شخصا على الأقل عندما انقلب زورقهم على مسافة تقل عن كيلومتر من جزيرة صغيرة بين صقلية وتونس، أصبحت نقطة محورية في أزمة المهاجرين المتنامية في جنوب أوروبا.
وتزايدت أعداد المهاجرين القادمين من شمال افريقيا باضطراد خلال العقدين الماضيين حيث يقوم الكثيرون منهم بهذه الرحلة صيفا عندما تكون مياه البحر المتوسط أكثر هدوءا.
وتفاقمت أزمة اللاجئين هذا العام بفعل الاضطرابات في مصر، والحرب الأهلية في سوريا، والفوضى في ليبيا التي تمثل نقطة الانطلاق للكثير من زوارق المهاجرين.
مقبرة "البحر المتوسط"
وتساءل رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قائلا: "كم من الأشخاص لابد أن يموتوا في البحر قبل إيجاد حل".
وأضاف إنه سينضم إلى إيطاليا في الضغط من أجل تحرك في الاجتماع القادم للمجلس الأوروبي.
وقال: "الحقيقة هي أنه إذا ظلت الأمور هكذا فإننا نبني مقبرة في البحر المتوسط. إلى الآن نواجه الأمر بالبيانات والكلام، ولا شئ أكثر من ذلك".
وأثناء المقابلة كانت البحرية الإيطالية تنقذ 235 شخصا آخرين، من بينهم أطفال، من زوارق أخرى تحمل مهاجرين واجهت مشكلة على بعد نحو 70 ميلا بحريا جنوبي جزيرة لامبيدوزا.
وانتشلت وحدات الإنقاذ الموجودة على الجزيرة 19 جثة أخرى من الزورق الذي غرق الأسبوع الماضي ليرتفع بذلك عدد من تأكدت وفاتهم في هذا الحادث إلى 358 شخصا على الأقل.
إيطاليا تواجه أزمة
كما ضغط رئيس الوزراء الإيطالي، إنريكو ليتا، بالفعل لإدراج الأزمة على جدول أعمال اجتماع المجلس الأوروبي يومي 24 و25 أكتوبر، رغم أن أوروبا قاومت طويلا التقدم باستجابة شاملة للأزمة.
وقال ليتا لإذاعة أوروبا-1 الفرنسية "لا يمكن أن نستمر على هذا النحو. أصبحنا في وضع يفرض علينا حالة طوارئ حقيقية في ظل ما يحدث في شمال أفريقيا واريتريا والصومال وسوريا".
ووفقا لتقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن 32 ألف مهاجر وصلوا إلى جنوب إيطاليا ومالطا هذا العام وحده إلى الآن، وقدم ما يقرب من ثلثيهم طلبات للحصول على حق اللجوء.
وتؤكد إيطاليا - التي تعاني من ركود حاد وتتعرض لضغوط من الاتحاد الأوروبي لكبح إنفاقها العام - إن منشآت استقبال المهاجرين التي أقامتها في لامبيدوزا وأنحاء أخرى من جزيرة صقلية وصلت الى أقصى درجات الاستيعاب، وطلبت مرارا المزيد من المساعدات في مواجهة أزمة تقول إنها تشكل حالة طوارئ أوروبية.
وقال ليتا "هناك الكثير جدا من الوافدين إلينا، ولا نستطيع التعامل مع الكارثة التي وقعت في الأسابيع القليلة الماضية".
وشدد على الحاجة إلى سياسة أوروبية مشتركة للتعامل مع "انفجار الوضع" في ليبيا حيث تصارع الحكومة من أجل فرض سيطرتها على جماعات العنف المسلحة أو لمنع عصابات من تنظيم الرحلات السرية.
أوروبا تبحث عن حلول
وأدى سقوط مئات القتلى أيضا إلى تصاعد حدة الجدل في إيطاليا حول القواعد الصارمة التي تستهدف التصدي للهجرة السرية التي تجرم تقديم المساعدات لزاورق المهاجرين بصورة غير مشروعة.
وكانت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالستروم طالبت في الأسبوع الماضي تعزيز وكالة الحدود الأوروبية من أجل نشر وحدات لعمليات البحث والإنقاذ في منطقة تمتد بين قبرص وأسبانيا.
وكررت الدعوة بعد كارثة الجمعة، وقالت "سمعنا في أعقاب كارثة لامبيدوزا عبارات التضامن من البلدان الأوروبية، لكن هذه يظل مجرد كلمات جوفاء إذا لم تتبعها تحركات ملموسة".
المصدر العربية
تعليقات
إرسال تعليق