"أسوشيتدبرس": تعليق المساعدات يشعل العداء لأمريكا ويزيد شعبية السيسى.. مصر لن تتخلى عن خارطة الطريق.. وسعد الدين إبراهيم: أغلب المصريين يشعرون بضرورة إنهاء الزواج الكاثوليكى مع الولايات المتحدة

قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إن قرار واشنطن بتعليق ملايين الدولارات من المساعدات العسكرية لمصر يشعل مشاعر العداء للولايات المتحدة، ويزيد التصور بأن واشنطن تدعم الرئيس المعزول محمد مرسى، وهو الأمر الذى رأت أن من شأنه أن يعزز شعبية وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، التى تحاول الولايات المتحدة الضغط عليه لضمان التحول ديمقراطى، وتخفيف الحملة الأمنية ضد جماعة الإخوان المحظورة.
كما ذكرت الوكالة أنه من المحتمل أن يؤدى تجميد المساعدات إلى دعم موقف أنصار الإخوان فى تكثيف حملتهم من الاحتجاجات، اعتقادا منهم بأن الحكومة الجديدة تخسر تعاطف أهم داعم خارجى لها. وهذه الاحتجاجات ربما أعاقت الحكومة عن معالجة مشكلات مصر الملحة بعد عامين ونصف من الاضطرابات.
وبرغم ذلك، تتابع "أسوشيتدبرس"، فإن حكومة مصر لن تتخلى على الأرجح عن خارطة الطريق التى تم الإعلان عنها فى الثالث من يوليو لتعديل الدستور، وإجراء تغييرات على نظام الانتخابات قبل نهاية العام الجارى، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى أوائل العام المقبل، ونقلت الوكالة عن "ستراتفورد"، وهو موقع استخباراتى عالمى يعمل من الولايات المتحدة، قوله إن مصر ليست يائسة لدرجة أنها تحتاج إلى تسوية على أجنتدها السياسية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة هى من سيقوم فى نهاية المطاف بتعديل الواقع القديم بدعم أنظمة غير شعبية يمكن أن تحافظ على النفوذ الأمريكى فى وادى النيل.
وتحدث تقرير الوكالة عن أهمية المساعدات الأمريكية بالنسبة للجيش المصرى، واعتراف الفريق السيسى نفسه فى مقابلته مع "المصرى اليوم" بدور الولايات المتحدة فى تحديث الجيش، وأشارت الوكالة إلى قوله بأنه يقدّر المعضلة التى تجد إدارة أوباما نفسها فيها بعد الإطاحة بمرسى، وعليها الاختيار بحذر بين احترام القوانين الأمريكية التى تفرض قيودا على المساعدات للدول التى يتم فيها الإطاحة برئيس منتخب، وبين حليف يعتمد عليه على مدار عقود فى منطقة متقلبة وإستراتيجية.
ورأت الوكالة أن تعليق المساعدات لن يردع السيسى، لافتة إلى الدعم الذى تحصل عليه مصر من الدول العربية، ولاسيما الخليج والإمارات. وتوقعت أن يستفيد الفريق السيسى بكسب مزيد من الشعبية فى مصر، التى يزداد فيها العداء لواشنطن، ويسود فيها تصور، حسبما تقول الوكالة، بانحياز واشنطن لدعم إسرائيل، فإن أى من يقف فى وجه الولايات المتحدة يحظى بشعبية.
ويقول سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، إن المزاج الشعبى لا يهتم على ما يبدو بمسألة تعليق المعونة، ففى واقع الأمر أغلب المصريين الذين يمكن أن ينتقدوا الأمر يشعرون كما لو كان من الضرورى إنهاء هذا الزواج الكاثوليكى مع الولايات المتحدة. 



المصدر اليوم السابع




تعليقات

المشاركات الشائعة