المصدر الاهرام - حسين الزناتى
أن يوافق لاعب الجودو المصرى "اسلام الشهابى" على لعب مباراته فى الاوليمبياد مع نظيره الإسرائيلى، فهذا حقه وهو حر أن يتعامل مع الأمر على أنه مجرد مباراة رياضية مع لاعب من جنسية اخرى، بيننا وبينها الكثير ، لكنها فى النهاية مباراة، يفوز فيها من يفوز، ويخسر فيها من يخسر!!
وأن ينزل اللاعب المصرى وهو "مشحون" من اللاعب الإسرائيلى ، وقلق من المباراة التى تحولت قبلها إلى " سجال" وجدل على مواقع التواصل الاجتماعى من لعبه المبارة من عدمه ، فهو أمر وارد على خلفية الإرث التاريخى ، والعداء المصرى الإسرائيلى على المستوى الشعبى قبل الرسمى .
أما أن يظهر اللاعب المصرى بهذا المستوى الهزيل فى المبارة ليخسر 100 صفر من الصهيونى فى دقائق قليلة ، فهذه هى الخيبة بعينها ، ثم يأتى الأدهى برفض اللاعب المصرى مصافحة من هزمه أمام العالم ، وكأنه يقدم رسالة ، أنه صاحب موقف من نظيره الإسرائيلى ، والحقيقة أن ماقدمه ، هو رسالة سلبية لنا كرياضيين مصريين أمام العالم ، عملت عليها الماكينة الإعلامية الصهيونية فى العالم كله ، لتظهرنا وكأننا متطرفين،غير متحضرين ، ولا رياضيين
وبدا الصهاينة أمام العالم وكأنهم " أصحاب السلام" والأخلاق الرياضية أما نحن فتحولنا إلى من "يجعل الرياضة ساحة للسياسة وللتطرف "!
والسؤال إن كان إسلام الشهابى يرفض بالفعل التطبيع مع الصهاينة لماذ قبل من البداية اللعب مع الإسرائيلى ؟
وإن كان قد قبل اللعب من باب الحماسة والجهاد ضد "عدو" لينتصر عليه ، فلماذ لم يستعد الإستعداد الكبير الذى يتيح له أن يفوز عليه رياضياً، بدلاً من هذه الخيبة الكبيرة، والهزيمة المُنكرة التى أصابتنا نحن كمصريين بالخيبة؟!
هل تخيل إسلام الشهابى أنه بعدم مصافحته للاعب الإسرائيلى وهذا الشو الاعلامى سوف نرفعه فوق الأعناق ، ونجعل منه بطلاً قومياً للعروبة والإسلام ؟!
هل من المطلوب أن نصفق له ، وهو من إختار طريق التطبيع مع العدو الإسرائيلى باللعب من أساسه ؟!
لقد كان أولى باللاعب أن يرفض اللعب، وكان ذلك هوأكرم له ولنا مادام صاحب موقف سياسى ، وهو الأمرالأكثر إتساقاً مع الموقف الشعبى لمعظم المصريين ، لكن أن يختار اللعب ، ثم يخرج بهزيمة مهينة ، ويريد فى الوقت نفسه أن يبدو وكأنه بطلاً شعبياً، فهذا هو العيب بعينه، وإستخفاف بعقولنا .
ان البطولة هى أن تكون صاحب موقف وتدافع عنه لا أن تحاول الضحك على الجميع بالعمل ونقيضه !!
تعليقات
إرسال تعليق