الزراعة المائية .. مصنع للغذاء الآمن
المصدر الاهرام - طب وعلوم
قد يخيل للبعض عند سماع مصطلح الزراعة المائية أنها طريقة تحتاج لكميات أكبر من المياه لكن الحقيقة بخلاف ذلك، فهذه الطريقة توفر أكثر من 85% من المياه التي تحتاجها الزراعة في التربة العادية. مصطفي حسنين مدير إحدي الشركات الناشئة في مجال الزراعة المائية يقول: إن الزراعة في التربة تعتمد علي توفير مكونات وعناصر غذائية للزرع، ولكن يعيبها العشوائية لأننا لا نضمن تساوي توزيع تلك العناصر،كما لا نضمن خصوبة هذه التربة بالدرجة التي توفر هذه العناصر بشكل كاف، ويعيبها أيضا إهدار كميات كبيرة من المياه المستخدمة في الري والتي يضيع معظمها تحت الأرض. أما في الزراعة المائية فنحن نستبدل التربة بمحلول مياه به كافة العناصر الغذائية وبكميات مضبوطة دون أي عشوائية، وبالتالي لايحدث فقد في المياه وتوفر للزرع كافة احتياجاته فينمو بطريقة أسرع وبكفاءة أعلي. وأشار إلي وجود طريقتان رئيسيتين للزراعة المائية، الأولي تعتمد علي تحضير محلول مياه في أحواض ويضم كل العناصر الكيميائية اللازمة للزرع، أما الطريقة الثانية فهي تعتمد علي تربية الأسماك، حيث نقوم من خلال بكتيريا معينة بمعالجة الأمونيا الخارجة من فضلات الأسماك ونحولها إلي نترات تكون هي عنصر الغذاء الرئيسي للزرع، ثم نستكمل أي نقص في المواد التي يحتاجها الزرع. وتتميز هذه الطريقة بأنها توفر تكلفة تحضير عناصر الزراعة لانها تعتمد علي علف الأسماك لاستخراج تلك العناصر، وبذلك يمكننا تربية الأسماك وزراعة الخضراوات في نفس الوقت وبتكلفة واحدة. كما تمتاز بكونها تعد دائرة مغلقة متكاملة، حيث تمر المياه علي نوعين من الفلاتر أحدهما لإزالة الفضلات الصلبة والآخر لتحويل هذه الفضلات إلي غذاء للزرع الذي يكون هو الآخر بمثابة فلتر إضافي يقوم بسحب حاجته من المياه، التي تمر في النهاية علي نقطة تعقيم تعود بعدها إلي حالتها الأولي ليتم الاستفاد بها مرة أخري.
ويوضح أن الزرع يكون في بيئة مغلقة حيث يوضع في صوبة وبذلك نمنع عنه الأمراض بشكل كبير، ونوفر له الظروف المثالية من خلال تبريده في الصيف وتدفئته في الشتاء فينمو الزرع بشكل جيد وسريع وفي أي موسم علي مدار العام. كما يؤكد أن هذه التكنولوجيا ليست جديدة لكنها مازالت غير منتشرة علي مستوي العالم، وقد بدأ العمل بها في مصر خلال السنوات القليلة الماضية ولكن علي مساحات صغيرة سواء علي الأسطح أو في الصوبات الصغيرة، ومع التكلفة الإنشائية العالية وقلة الإنتاج تصبح تكلفة الزرع عالية. ولكن أهم ما يميزه أنه زرع خالي من الكيماويات لكنه ليس زرعا عضويا «أورجانيك»، فهذه الطريقة مصنع للغذاء الآمن أكثر منها زراعة.
ويستكمل، نحن نقوم حاليا بإجراء تطوير لنظام جديد لتحقيق كفاءة أعلي وسنحصل قريبا علي براءة اختراع عنه، وهدفنا هو الحصول علي كثافة أعلي وإنتاج كميات كبيرة وبذلك ستنخفض التكلفة وتصبح في متناول المستهلك العادي، وأبحاثنا مستمرة لتطوير الزراعة المائية، فنحن الوحيدون في مصر الذين نمتلك فريق بحث وتطوير متكامل يضم متخصصين في علوم النبات والزراعة والأسماك والبكتيريا والكيمياء والهندسة الصناعية. ومن المحاصيل التي يتم زراعتها بهذه الطريقة هي الخضراوات الورقية والثمرية والزهور والنباتات العطرية. كما يؤكد أن مذاق الزرع بهذه الطريقة لايختلف عن مذاق الخضراوات المزروعة في التربة بل يتفوق عليها، لان المذاق عبارة عن المكونات الكيماوية الموجود في الزرع وهي التي يتم ضبطها بدرجة أعلي في الزراعة المائية.
اقرأ أيضاً :
======
تعليقات
إرسال تعليق