القرآن الكريم يشكو قراءه
المصدر الاهرام
تدبر معانيه يضاعف الحسنات والتلاوة وحدها لا تكفى
مع قدوم شهر رمضان يشمر المسلمون عن سواعدهم ويبحث كل منهم عن مصحفه، فرمضان شهر القرآن، وفيه تتضاعف الحسنات، وتعظم الأجور، مما يدفع البعض إلى التسابق والتنافس فى قراءة أكبر عدد من أجزاء القرآن، فمن الناس من يختمه مرة فى الشهر، ومنهم من يختمه اثنتين ومنهم من يختمه ثلاثا وأربعا وخمسا..وهكذا.
غير أنك إذا سألت أحدهم عن شيء مما قرأ، أو إحدى الفوائد التى حصلها من القراءة لا تجد له إجابة، ولا تجد فى حاله تغيرا للأفضل.. المهم أنه ختم القرآن.. ولا عزاء للتدبر وفهم المعانى والأحكام. فهل هذا هو السبيل الأمثل للتعامل مع كتاب الله عز وجل؟!
ويقول الدكتور يسرى جعفر، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن الهدف من قراءة القرآن الكريم ليس التلاوة وفقط، بل الهدف الأسمى هو التأمل والتدبر والتفقه فيما أنزل الله سبحانه وتعالي، لذا يجب أن تكون القراءة مصحوبة بالتدبر والتأمل سواء كانت هذه القراءة فى رمضان أو فى غير رمضان، فى الصلاة أو خارج الصلاة، فالنبى صلى الله عليه وسلم، كان حينما يقرأ القرأن ولو فى الصلاة إذا ما مر بآية فيها تسبيح لله سبح، فيها ذكر لله ذكر، وهكذا. وهذا ما حثنا عليه القرآن الكريم فى قوله تعالى «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها..» والله سبحانه وتعالى دعانا إلى التدبر فى موضعين مهمين فى القرآن الكريم فى سورتى محمد والنساء، ففى سورة محمد يبين لنا المولى عز وجل أن القرآن لم ينزل للقراءة فقط، بل القراءة المصحوبة بالتدبر. وفى سورة النساء نجد أن الشرائع الموجودة فى هذه السورة وكافة سور القرآن لم تنزل للترديد والتغنى بها فقط، بل التدبر أولا. لذا ربط الشاطبي، رحمه الله، بين تدبر القرآن ومقاصد الشريعة وهو ما يجعل القرآن صالحا لكل زمان ومكان.
وتساءل د. يسرى جعفر: حينما أتدبر القرآن وأقرأه فى خشوع بحثا عن فهم ما تضمه آياته وسوره، حتما سيكون لذلك مردود على النفس من حيث رقة القلب واكتساب شيء مما يدعو إليه القرآن من التعاليم والتوجيهات القرآنية المهذبة للنفس والهادية إلى صراط الله المستقيم. وإلا فما قيمة من يردد وينشغل بقراءة جزء واثنين من القرآن فى اليوم الواحد دون الوقوف على حكم من أحكامه أو التخلق بخلق القرآن فى سلوكه وممارساته اليومية. فالتعامل مع القرآن لا ينبغى أن يكون بالكم، بل بالكيف أولا مهما يكن الكيف، فرب آيتين أو ثلاث تقرأ بتأمل وتدبر تكون أبلغ من جزء كامل لا يعى صاحبه ما يقول.والأمر نفسه فيمن يقوم الليل بجزء أو جزءين من القرآن ثم تجد سلوكه يتنافى تماما مع هذا القرآن فكأنه لا قام ولا صلي. بل ربما يكون ما يقرأ حجة عليه أمام الله يوم القيامة وليس حجة له.
الدكتور ناصر محمود وهدان، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة العريش يقول إن القرآن لم يخلق للتبرك بوضعه فى السيارات يعلوه التراب أو أعلى الأرفف والقسم عليه أو التعامل معه موسميا فى رمضان فقط، بل هو دستور الأمة الذى ينبغى أن يتدارسه المسلمون فى كل زمان وفى كل وقت بالقراءة والتدبر والتأمل والعمل بأحكامه.
ويشير وهدان إلى أن هناك صورا متعددة للتعامل مع القرآن منها القراءة مع التدبر لمن يجيد التدبر، أو القراءة فقط لمن لا يحسن فهم المعانى أو يقرأ بالكاد وهى (التعتعة) وهذا أيضا له أجر وإن أخطأ فى قراءته، أو الاستماع فقط لمن لا يحسن القراءة ولا التدبر معا، لذا فإن هجر القرآن أيضا يدور بين هذه الصور الثلاث: هجر تلاوة وهجر تدبر وعمل وهجر استماع.
ويرجع وهدان اهتمام البعض بالكم دون الكيف فى التعامل مع القرآن فى رمضان إلى أن معظم المسلمين دأبوا على أن يهجروا القرآن طوال العام فتكون بغيتهم فى رمضان هو إتمام قراءته كاملا، فهناك من يختمه مرة أو مرتين أو ثلاثا فى الشهر الكريم، وهذا جيد من حيث المبدأ، لكن ماذا أفدت وبماذا خرجت من هذه التلاوة وماذا أضفت إلى سلوكياتك وممارساتك الحياتية.. أين القرآن من قلبك..هل لا يزال قاسيا جاحدا! إذا كان كذلك فأنت لم تقرأ شيئا من القرآن ولم تستفد بقراءتك. إن القراءة وحدها لا تكفى للتعامل مع كتاب الله، ومن ثم فإن من لم ينشغل بتدبر آيات القرآن وفهم معانيها والعمل بها يستحق الإنكار والتوبيخ وهو ما استنكرته الآية القرآنية الكريمة فى قوله تعالى «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها..». وإذا ما تأملنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح «ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده»، نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل (يتلونه أو يقرأونه) فقط بل قال (ويتدارسونه بينهم) لأن المدارسة نتاج التدبر والتأمل وبها أيضا يتحقق العلم الشرعى الذى جاءت بها آيات الذكر الحكيم.
وأضاف وهدان أن هناك أسبابا يمكن للمسلم أن يأخذ بها لتحقيق التدبر والاستفادة بالقراءة، منها: التركيز فى القراءة وتفريغ القلب لله وعدم الانشغال بغير الله أثناء القراءة، والعلم بأن الله سبحانه وتعالى حينما نقرأ كتابه فإنه سبحانه يكلمنا فكيف يكون حال من يكلمه الله.. هذا بالإضافة إلى التأنى أثناء القراءة وعدم الانشغال بكم آية أو جزء قرأت اليوم، مع الاجتهاد فى تحسين الصوت والوصول إلى القراءة الصحيحة المشكلة المنضبطة دون لحن، وحبذا لو أن من يقرأ تعلم شيئا من الترتيل والتجويد، فبهما تحسن القراءة ويعظم الأجر بإذن الله، مع الحرص على الوقوف مع الآيات التى تحمل أحكاما شرعية من أمر ونهى وحلال وحرام، ونحو ذلك، وكذا آيات الترغيب والترهيب والجنة والنار، ومراجعة النفس أين أنا من هذا الحكم. ويمكن أيضا الاستعانة بالمبسط من التفاسير لتوضيح المعنى دون الانشغال بالإشكالات اللغوية ونحوها. فهذه كلها أمور تساعد على التدبر وفهم معانى القرآن والاستفادة بكثرة القراءة.
ويقول الدكتور يسرى جعفر، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن الهدف من قراءة القرآن الكريم ليس التلاوة وفقط، بل الهدف الأسمى هو التأمل والتدبر والتفقه فيما أنزل الله سبحانه وتعالي، لذا يجب أن تكون القراءة مصحوبة بالتدبر والتأمل سواء كانت هذه القراءة فى رمضان أو فى غير رمضان، فى الصلاة أو خارج الصلاة، فالنبى صلى الله عليه وسلم، كان حينما يقرأ القرأن ولو فى الصلاة إذا ما مر بآية فيها تسبيح لله سبح، فيها ذكر لله ذكر، وهكذا. وهذا ما حثنا عليه القرآن الكريم فى قوله تعالى «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها..» والله سبحانه وتعالى دعانا إلى التدبر فى موضعين مهمين فى القرآن الكريم فى سورتى محمد والنساء، ففى سورة محمد يبين لنا المولى عز وجل أن القرآن لم ينزل للقراءة فقط، بل القراءة المصحوبة بالتدبر. وفى سورة النساء نجد أن الشرائع الموجودة فى هذه السورة وكافة سور القرآن لم تنزل للترديد والتغنى بها فقط، بل التدبر أولا. لذا ربط الشاطبي، رحمه الله، بين تدبر القرآن ومقاصد الشريعة وهو ما يجعل القرآن صالحا لكل زمان ومكان.
وتساءل د. يسرى جعفر: حينما أتدبر القرآن وأقرأه فى خشوع بحثا عن فهم ما تضمه آياته وسوره، حتما سيكون لذلك مردود على النفس من حيث رقة القلب واكتساب شيء مما يدعو إليه القرآن من التعاليم والتوجيهات القرآنية المهذبة للنفس والهادية إلى صراط الله المستقيم. وإلا فما قيمة من يردد وينشغل بقراءة جزء واثنين من القرآن فى اليوم الواحد دون الوقوف على حكم من أحكامه أو التخلق بخلق القرآن فى سلوكه وممارساته اليومية. فالتعامل مع القرآن لا ينبغى أن يكون بالكم، بل بالكيف أولا مهما يكن الكيف، فرب آيتين أو ثلاث تقرأ بتأمل وتدبر تكون أبلغ من جزء كامل لا يعى صاحبه ما يقول.والأمر نفسه فيمن يقوم الليل بجزء أو جزءين من القرآن ثم تجد سلوكه يتنافى تماما مع هذا القرآن فكأنه لا قام ولا صلي. بل ربما يكون ما يقرأ حجة عليه أمام الله يوم القيامة وليس حجة له.
الدكتور ناصر محمود وهدان، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة العريش يقول إن القرآن لم يخلق للتبرك بوضعه فى السيارات يعلوه التراب أو أعلى الأرفف والقسم عليه أو التعامل معه موسميا فى رمضان فقط، بل هو دستور الأمة الذى ينبغى أن يتدارسه المسلمون فى كل زمان وفى كل وقت بالقراءة والتدبر والتأمل والعمل بأحكامه.
ويشير وهدان إلى أن هناك صورا متعددة للتعامل مع القرآن منها القراءة مع التدبر لمن يجيد التدبر، أو القراءة فقط لمن لا يحسن فهم المعانى أو يقرأ بالكاد وهى (التعتعة) وهذا أيضا له أجر وإن أخطأ فى قراءته، أو الاستماع فقط لمن لا يحسن القراءة ولا التدبر معا، لذا فإن هجر القرآن أيضا يدور بين هذه الصور الثلاث: هجر تلاوة وهجر تدبر وعمل وهجر استماع.
ويرجع وهدان اهتمام البعض بالكم دون الكيف فى التعامل مع القرآن فى رمضان إلى أن معظم المسلمين دأبوا على أن يهجروا القرآن طوال العام فتكون بغيتهم فى رمضان هو إتمام قراءته كاملا، فهناك من يختمه مرة أو مرتين أو ثلاثا فى الشهر الكريم، وهذا جيد من حيث المبدأ، لكن ماذا أفدت وبماذا خرجت من هذه التلاوة وماذا أضفت إلى سلوكياتك وممارساتك الحياتية.. أين القرآن من قلبك..هل لا يزال قاسيا جاحدا! إذا كان كذلك فأنت لم تقرأ شيئا من القرآن ولم تستفد بقراءتك. إن القراءة وحدها لا تكفى للتعامل مع كتاب الله، ومن ثم فإن من لم ينشغل بتدبر آيات القرآن وفهم معانيها والعمل بها يستحق الإنكار والتوبيخ وهو ما استنكرته الآية القرآنية الكريمة فى قوله تعالى «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها..». وإذا ما تأملنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح «ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده»، نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل (يتلونه أو يقرأونه) فقط بل قال (ويتدارسونه بينهم) لأن المدارسة نتاج التدبر والتأمل وبها أيضا يتحقق العلم الشرعى الذى جاءت بها آيات الذكر الحكيم.
وأضاف وهدان أن هناك أسبابا يمكن للمسلم أن يأخذ بها لتحقيق التدبر والاستفادة بالقراءة، منها: التركيز فى القراءة وتفريغ القلب لله وعدم الانشغال بغير الله أثناء القراءة، والعلم بأن الله سبحانه وتعالى حينما نقرأ كتابه فإنه سبحانه يكلمنا فكيف يكون حال من يكلمه الله.. هذا بالإضافة إلى التأنى أثناء القراءة وعدم الانشغال بكم آية أو جزء قرأت اليوم، مع الاجتهاد فى تحسين الصوت والوصول إلى القراءة الصحيحة المشكلة المنضبطة دون لحن، وحبذا لو أن من يقرأ تعلم شيئا من الترتيل والتجويد، فبهما تحسن القراءة ويعظم الأجر بإذن الله، مع الحرص على الوقوف مع الآيات التى تحمل أحكاما شرعية من أمر ونهى وحلال وحرام، ونحو ذلك، وكذا آيات الترغيب والترهيب والجنة والنار، ومراجعة النفس أين أنا من هذا الحكم. ويمكن أيضا الاستعانة بالمبسط من التفاسير لتوضيح المعنى دون الانشغال بالإشكالات اللغوية ونحوها. فهذه كلها أمور تساعد على التدبر وفهم معانى القرآن والاستفادة بكثرة القراءة.
تعليقات
إرسال تعليق