مدارس سورية «موازية» بلهجة «دمشقية» ومناهج مصرية
المصدر الاهرام . اخبار التعليم
مدينة 6 أكتوبر تضم 13 مدرسة لا تقبل غير أبناء السوريين
◙ لجان من وزارة التربية والتعليم تزور المدارس لمعرفة طبيعة المواد الدراسية
◙ مديرو المدارس: أسسنا مشروعات تكافل اجتماعى لتخفيف معاناة الغربة عن أبناء بلدنا
◙ أولياء الأمور: نحافظ على عادات وتقاليد المجتمع السورى
◙ لجان من وزارة التربية والتعليم تزور المدارس لمعرفة طبيعة المواد الدراسية
◙ مديرو المدارس: أسسنا مشروعات تكافل اجتماعى لتخفيف معاناة الغربة عن أبناء بلدنا
◙ أولياء الأمور: نحافظ على عادات وتقاليد المجتمع السورى
قديماً قيل «الحاجة أم الاختراع»، ومن هذا المنطلق أسس بعض السوريين مدارس «موازية» بالقاهرة، لخفيف عبء الغربة على الأسر والتلاميذ، وليزينوا لهم واقعًا مرًا فرضته الحرب عليهم، ويجعلوه حلوا لهم ولأبنائهم الصغار الذين حرموا من أبسط حقوق الطفولة وهو التعليم.
على الرغم من أن القاهرة تضم بين جنباتها نماذج مختلفة لأساليب التعليم المنتشرة حول العالم، ففيها مدارس تطبق منظومة تعليم أمريكية، بريطانية، فرنسية، ألمانية، وأخيرا دخل العرب المغتربون فى مصر دائرة إنشاء مدارس خاصة بهم، فى محاولة لعدم الانصهار فى أسلوب التعليم المصرى.
مدارس تعليم موازية
تنشأ المدارس السورية «الموازية» فى الأماكن التى بها كثافة سكانية للسوريين المغتربين فى مصر، والتى ترتكز أغلبها فى المدن الجديدة ومنها مدينة القاهرة الجديدة، ومدينة العبور، غير أن مدينة 6 أكتوبر يوجد بها نحو 70 فى المائة من السوريين، ولذلك بها 13 مدرسة سورية فى أماكن مختلفة، بعضها «مجانية» والبعض الأخير بمقابل مادى.
إحدى تلك المدارس فى مدينة السادس من أكتوبر، بدأت كفكرة صغيرة فى عام 2013 بمبادرة فردية من مهندس مدنى سورى مقيم فى القاهرة منذ خمس سنوات، يؤمن بقدسية العلم وأهميته فى بناء مجتمع أفضل.
ولمعرفة طبيعة عمل المدرسة والأسباب التى دعت لإنشائها، انتقلنا إلى مقرها فى الساعة السابعة والنصف صباحا، كان الوضع أمام «فيلا 1340» الكائنة بالمجاورة السابعة بالحى الأول فى مدينة السادس من أكتوبر، هادئًا إلى حد ما، وما هى إلا لحظات قليلة، حتى تحولت المنطقة إلى ما يشبه خلية النحل، بسبب قدوم السيارات التى تنقل التلاميذ فى ذات التوقيت تقريبًا، جميعهم يرتدون زيا موحدا «تيشيرت» أحمر طبع عليه شعار «لوجو» المدرسة، و«بنطلون» أسود.
عندما وصلت الساعة إلى الثامنة صباحًا، كان أغلب التلاميذ قد حضروا، وكل تلميذ ذهب إلى الفصل الدراسى الخاص به، ولفت انتباهنا أن المدرسة ليس فيها «طابور للصباح» مثل المتعارف عليه فى المدارس المصرية، ولكن هنا يدخل الطالب من باب المدرسة إلى الفصل الدراسى مباشرة. عندما تقدمت إلى مدخل «الفيلا» المكونة من 4 طوابق، لاحظت عدم وجود أى لافته تشير إلى أن هذا العقار به مدرسة، كان يقف شاب سورى عشرينى يدعى محمود، يسجل فى دفتر بيده السيارات التى تحضر الطلاب لمعرفة من أتى ومن لم يحضر، كشفت له عن هويتى الصحفية، فظهرت على وجهه علامات ارتباك، أعقبها ترحيب محفوف بالحذر، نافيًا أن هذه مدرسة، قائلا: «هذا مركز تعليمى للسوريين»، حاولت جاهدا إقناعه بأننا نعظم ونثمن هذا الدور الإيجابى، ونحن معه وليس ضده.
وبعد عدة محاولات، بدأت الابتسامة تعلو وجهه، وقال «هنا مقر مدرسة بالفعل»، ولكن لا أحد منا مكلف بالحديث مع وسائل الإعلام غير مدير المدرسة المستر «عمار الصوفى»، وقام بتحويلى إلى مديرة مكتبه، وعند الدخول من البوابة الرئيسية، تشعر وكأنك فى دمشق وليس القاهرة، فاللغة والوجوه مختلفة، وجميع من بالداخل سوريون، بدءا من موظفى الاستقبال، مرورا بعمال النظافة، وبالطبع المعلمون والمعلمات.
جلست مع مديرة مكتب مؤسس المدرسة، كانت متحفظة فى كلامها بعض الشئ، ولكن توصلنا إلى تحديد موعد للمقابلة مع «المدير» فى اليوم التالى، الساعة الحادية عشرة ونصف صباحًا.
لقاء مؤسس المدرسة
ذهبت إلى المدرسة فى الموعد المحدد، استقبلنى رجل «اربعينى» أنيق المظهر، ودخلنا إلى مكتب بالدور الأول، يبدو من أثاثه الدقة والنظام، فمؤسس المدرسة المهندس عمار الصوفى، حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، وعمل معيدا بجامعات الشام لأكثر من 15 عاماً، وهو ليس دخيلاً أو غريبًا على المنظومة التعليمية.
قال الصوفى لـ «الأهرام»، بدأت الفكرة فى منتصف عام 2013، ففى هذا التوقيت كنت أنا وزوجتى نجمع أبناءنا وأبناء الجيران السوريين، ونعطى لهم مجموعات تقوية دراسية فى منزلنًا، فأنا بطبيعة دراستى للهندسة أجيد تدريس الرياضيات والفيزياء، وزوجتى تجيد اللغات الأجنبية والعربية، ومع زيادة عدد التلاميذ قمنا بإنشاء «حضانة صغيرة» ليتم استيعاب كل الأطفال.
وأضاف، « مع مرور الوقت بدأ هذا الأمر ينتشر فى أوساط السوريين المقيمين فى مدينة السادس من أكتوبر، وتقابلت مع عدد كبير منهم، وبدأنا نعقد جلسات جماعية، وكانت أغلب الملاحظات تتركز فى عدم انسجام التلاميذ السوريين مع المصريين بالمدارس التى يدرسون فيها، وعدم استيعابهم لـ «اللهجة» المصرية التى يشرح بها المدرس المصرى».
وكشف مدير المدرسة عن أن هذه الأسباب جعلته يؤسس مركزا تعليميا أو مدرسة «موازية» تستقبل جميع الطلاب السوريين المقيمين فى مدينة السادس من أكتوبر، والمسجلين بالفعل فى مدارس مصرية، ومع قرب بداية العام الدراسى 2014 قام باستئجار عقار «فيلا» مكونة من أربعة طوابق، لتكون بداية لمشروع إنشاء مدرسة، وعندما زاد عدد الطلاب استأجر عقارا أخرا فى الجهة المقابلة مباشرة، وبعد فترة زمنية أصبح لديه ثلاثة مبان، الأول لمرحلة رياض الأطفال، والثانى للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، والثالث للثانوية.
يحضر الطالب إلى المدرسة السورية 5 أيام فى الأسبوع، ويذهب إلى المدرسة المصرية يومًا واحدا فقط كإثبات حضور، وهذا النظام يتم بالتنسيق بين إدارة المدرسة السورية وكل المدارس المسجل بها الطلاب السوريون فى مدينة أكتوبر.
مناهج مصرية بأسلوب سورى
ويؤكد أن المناهج التى تدرس هى ذاتها المناهج المصرية، والطالب السورى يؤدى الامتحانات آخر العالم فى المدرسة المصرية، حتى تكون شهادته معتمدة، ولكن دور المدرسة السورية هو محاولة لتقليل تكدس الفصول المصرية، والتخفيف المعنوى عن التلاميذ السوريين الذين حرمتهم الحرب من حقهم فى التعليم.
لم ينكر مدير المدرسة السورية قيامة بتحصيل مبالغ مالية سنوية من أولياء أمور التلاميذ، ولكن يبرر ذلك بأنه بمثابة مساهمة منهم فى تأسيس وتجهيز المكان الذى يدرس فيه أبناؤهم، فكل ولى أمر يدفع مصروفات حسب حالته المادية، ولا يوجد مبلغ مالى ثابت يطبق على الجميع، فالهدف المعنوى للمدرسة يعلو على الهدف الاستثمارى أو المادى.
والمدرسة مسجل فيها نحو 300 طالب وطالبة، ما بين (رياض أطفال وابتدائى وإعدادى وثانوى)، وهناك طالب يدفع سنويًا 2500 جنيه، وآخر يدفع 4500 جنيه، وآخرون يتم إعفاؤهم نهائيًا من المصروفات إذا كانت ظروفهم المادية غير قادرة على تحمل هذه المبالغ المالية. بين الحين والآخر تزور المدرسة السورية لجان من وزارة التربية والتعليم المصرية، وبعض الجهات الأمنية، لمعرفة طبيعة المواد التى يتم تدريسها للطلاب، والتأكد من النواحى الأمنية، مما دعى مدير المدرسة لكتابة تعهد بخط يده أنه مسئول مسئولية كاملة عن النواحى التعليمية ومختلف الأنشطة التى تقدم للتلاميذ، ومسئول أيضا عن جميع المعلمين والمعلمات من الناحية الفكرية والأمنية، وأنه لا يتلقى أية تبرعات مالية للمدرسة من أى جمعيات أو رجال أعمال أو منظمة الأمم المتحدة.
اختلاف أسلوب التعليم
فى أثناء وجودنا بالمدرسة، تحدثنا مع بعض أولياء الأمور، فقالت والدة الطالبة مريم «قمت بتسجيل أبنتى فى إحدى المدارس المصرية الحكومية، وأتيت لقيدها فى المدرسة السورية، لأن أسلوب التعليم السورى يختلف كليًا عن النظام المصرى، وابنتى كانت دائمة الشكوى من عدم فهمها للهجة المعلم المصرى فى أثناء شرح الموضوعات، فهو يتحدث بطريقة سريعة ولغة غير مفهومة بالنسبة لنا. أما أحد أولياء الأمور فقال، «الطفل السورى ذو طبيعة خاصة، ويجد صعوبة فى الاختلاط مع غيره من الأطفال ليس فى مصر فقط، بل فى أى دولة يذهب إليها، وأضف إلى ذلك حالة الغربة التى يعيشها فى القاهرة، لذلك نحن نفضل المدرسة السورية، لأن أبناءنا يشعرون أنهم لا يزالون فى دمشق، لدرجة أنهم يريدون المكوث فى المدرسة أطول فترة ممكنة، ففى المدرسة يشعرون أن كل شئ من حولهم سورى.
مدارس تعليم موازية
تنشأ المدارس السورية «الموازية» فى الأماكن التى بها كثافة سكانية للسوريين المغتربين فى مصر، والتى ترتكز أغلبها فى المدن الجديدة ومنها مدينة القاهرة الجديدة، ومدينة العبور، غير أن مدينة 6 أكتوبر يوجد بها نحو 70 فى المائة من السوريين، ولذلك بها 13 مدرسة سورية فى أماكن مختلفة، بعضها «مجانية» والبعض الأخير بمقابل مادى.
إحدى تلك المدارس فى مدينة السادس من أكتوبر، بدأت كفكرة صغيرة فى عام 2013 بمبادرة فردية من مهندس مدنى سورى مقيم فى القاهرة منذ خمس سنوات، يؤمن بقدسية العلم وأهميته فى بناء مجتمع أفضل.
ولمعرفة طبيعة عمل المدرسة والأسباب التى دعت لإنشائها، انتقلنا إلى مقرها فى الساعة السابعة والنصف صباحا، كان الوضع أمام «فيلا 1340» الكائنة بالمجاورة السابعة بالحى الأول فى مدينة السادس من أكتوبر، هادئًا إلى حد ما، وما هى إلا لحظات قليلة، حتى تحولت المنطقة إلى ما يشبه خلية النحل، بسبب قدوم السيارات التى تنقل التلاميذ فى ذات التوقيت تقريبًا، جميعهم يرتدون زيا موحدا «تيشيرت» أحمر طبع عليه شعار «لوجو» المدرسة، و«بنطلون» أسود.
عندما وصلت الساعة إلى الثامنة صباحًا، كان أغلب التلاميذ قد حضروا، وكل تلميذ ذهب إلى الفصل الدراسى الخاص به، ولفت انتباهنا أن المدرسة ليس فيها «طابور للصباح» مثل المتعارف عليه فى المدارس المصرية، ولكن هنا يدخل الطالب من باب المدرسة إلى الفصل الدراسى مباشرة. عندما تقدمت إلى مدخل «الفيلا» المكونة من 4 طوابق، لاحظت عدم وجود أى لافته تشير إلى أن هذا العقار به مدرسة، كان يقف شاب سورى عشرينى يدعى محمود، يسجل فى دفتر بيده السيارات التى تحضر الطلاب لمعرفة من أتى ومن لم يحضر، كشفت له عن هويتى الصحفية، فظهرت على وجهه علامات ارتباك، أعقبها ترحيب محفوف بالحذر، نافيًا أن هذه مدرسة، قائلا: «هذا مركز تعليمى للسوريين»، حاولت جاهدا إقناعه بأننا نعظم ونثمن هذا الدور الإيجابى، ونحن معه وليس ضده.
وبعد عدة محاولات، بدأت الابتسامة تعلو وجهه، وقال «هنا مقر مدرسة بالفعل»، ولكن لا أحد منا مكلف بالحديث مع وسائل الإعلام غير مدير المدرسة المستر «عمار الصوفى»، وقام بتحويلى إلى مديرة مكتبه، وعند الدخول من البوابة الرئيسية، تشعر وكأنك فى دمشق وليس القاهرة، فاللغة والوجوه مختلفة، وجميع من بالداخل سوريون، بدءا من موظفى الاستقبال، مرورا بعمال النظافة، وبالطبع المعلمون والمعلمات.
جلست مع مديرة مكتب مؤسس المدرسة، كانت متحفظة فى كلامها بعض الشئ، ولكن توصلنا إلى تحديد موعد للمقابلة مع «المدير» فى اليوم التالى، الساعة الحادية عشرة ونصف صباحًا.
لقاء مؤسس المدرسة
ذهبت إلى المدرسة فى الموعد المحدد، استقبلنى رجل «اربعينى» أنيق المظهر، ودخلنا إلى مكتب بالدور الأول، يبدو من أثاثه الدقة والنظام، فمؤسس المدرسة المهندس عمار الصوفى، حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، وعمل معيدا بجامعات الشام لأكثر من 15 عاماً، وهو ليس دخيلاً أو غريبًا على المنظومة التعليمية.
قال الصوفى لـ «الأهرام»، بدأت الفكرة فى منتصف عام 2013، ففى هذا التوقيت كنت أنا وزوجتى نجمع أبناءنا وأبناء الجيران السوريين، ونعطى لهم مجموعات تقوية دراسية فى منزلنًا، فأنا بطبيعة دراستى للهندسة أجيد تدريس الرياضيات والفيزياء، وزوجتى تجيد اللغات الأجنبية والعربية، ومع زيادة عدد التلاميذ قمنا بإنشاء «حضانة صغيرة» ليتم استيعاب كل الأطفال.
وأضاف، « مع مرور الوقت بدأ هذا الأمر ينتشر فى أوساط السوريين المقيمين فى مدينة السادس من أكتوبر، وتقابلت مع عدد كبير منهم، وبدأنا نعقد جلسات جماعية، وكانت أغلب الملاحظات تتركز فى عدم انسجام التلاميذ السوريين مع المصريين بالمدارس التى يدرسون فيها، وعدم استيعابهم لـ «اللهجة» المصرية التى يشرح بها المدرس المصرى».
وكشف مدير المدرسة عن أن هذه الأسباب جعلته يؤسس مركزا تعليميا أو مدرسة «موازية» تستقبل جميع الطلاب السوريين المقيمين فى مدينة السادس من أكتوبر، والمسجلين بالفعل فى مدارس مصرية، ومع قرب بداية العام الدراسى 2014 قام باستئجار عقار «فيلا» مكونة من أربعة طوابق، لتكون بداية لمشروع إنشاء مدرسة، وعندما زاد عدد الطلاب استأجر عقارا أخرا فى الجهة المقابلة مباشرة، وبعد فترة زمنية أصبح لديه ثلاثة مبان، الأول لمرحلة رياض الأطفال، والثانى للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، والثالث للثانوية.
يحضر الطالب إلى المدرسة السورية 5 أيام فى الأسبوع، ويذهب إلى المدرسة المصرية يومًا واحدا فقط كإثبات حضور، وهذا النظام يتم بالتنسيق بين إدارة المدرسة السورية وكل المدارس المسجل بها الطلاب السوريون فى مدينة أكتوبر.
مناهج مصرية بأسلوب سورى
ويؤكد أن المناهج التى تدرس هى ذاتها المناهج المصرية، والطالب السورى يؤدى الامتحانات آخر العالم فى المدرسة المصرية، حتى تكون شهادته معتمدة، ولكن دور المدرسة السورية هو محاولة لتقليل تكدس الفصول المصرية، والتخفيف المعنوى عن التلاميذ السوريين الذين حرمتهم الحرب من حقهم فى التعليم.
لم ينكر مدير المدرسة السورية قيامة بتحصيل مبالغ مالية سنوية من أولياء أمور التلاميذ، ولكن يبرر ذلك بأنه بمثابة مساهمة منهم فى تأسيس وتجهيز المكان الذى يدرس فيه أبناؤهم، فكل ولى أمر يدفع مصروفات حسب حالته المادية، ولا يوجد مبلغ مالى ثابت يطبق على الجميع، فالهدف المعنوى للمدرسة يعلو على الهدف الاستثمارى أو المادى.
والمدرسة مسجل فيها نحو 300 طالب وطالبة، ما بين (رياض أطفال وابتدائى وإعدادى وثانوى)، وهناك طالب يدفع سنويًا 2500 جنيه، وآخر يدفع 4500 جنيه، وآخرون يتم إعفاؤهم نهائيًا من المصروفات إذا كانت ظروفهم المادية غير قادرة على تحمل هذه المبالغ المالية. بين الحين والآخر تزور المدرسة السورية لجان من وزارة التربية والتعليم المصرية، وبعض الجهات الأمنية، لمعرفة طبيعة المواد التى يتم تدريسها للطلاب، والتأكد من النواحى الأمنية، مما دعى مدير المدرسة لكتابة تعهد بخط يده أنه مسئول مسئولية كاملة عن النواحى التعليمية ومختلف الأنشطة التى تقدم للتلاميذ، ومسئول أيضا عن جميع المعلمين والمعلمات من الناحية الفكرية والأمنية، وأنه لا يتلقى أية تبرعات مالية للمدرسة من أى جمعيات أو رجال أعمال أو منظمة الأمم المتحدة.
اختلاف أسلوب التعليم
فى أثناء وجودنا بالمدرسة، تحدثنا مع بعض أولياء الأمور، فقالت والدة الطالبة مريم «قمت بتسجيل أبنتى فى إحدى المدارس المصرية الحكومية، وأتيت لقيدها فى المدرسة السورية، لأن أسلوب التعليم السورى يختلف كليًا عن النظام المصرى، وابنتى كانت دائمة الشكوى من عدم فهمها للهجة المعلم المصرى فى أثناء شرح الموضوعات، فهو يتحدث بطريقة سريعة ولغة غير مفهومة بالنسبة لنا. أما أحد أولياء الأمور فقال، «الطفل السورى ذو طبيعة خاصة، ويجد صعوبة فى الاختلاط مع غيره من الأطفال ليس فى مصر فقط، بل فى أى دولة يذهب إليها، وأضف إلى ذلك حالة الغربة التى يعيشها فى القاهرة، لذلك نحن نفضل المدرسة السورية، لأن أبناءنا يشعرون أنهم لا يزالون فى دمشق، لدرجة أنهم يريدون المكوث فى المدرسة أطول فترة ممكنة، ففى المدرسة يشعرون أن كل شئ من حولهم سورى.
تعليقات
إرسال تعليق