مصر تتصدر السباق الساخن لمنصب مدير عام اليونسكو

المصدر الاهرام . اخبار مصر . ملف خاص
خيمت أجواء ساخنة علي العاصمة الفرنسية قبل ساعات من انطلاق السباق الكبير للفوز برئاسة اليونسكو،ويتنافس ثمانية مرشحين تتقدمهم مرشحة مصر مشيرة خطاب. وتشير المؤشرات كلها الي ان السباق شرس للغاية وتطغي عليه الأجواء السياسية».
خطاب: دفعة قوية بعد تنازل العراق ونعتمد علي رصيدنا الحضاري
الخارجية الفرنسية : لماذا تم تسييس المعركة ولا عائق يحرم فرنسا من تقديم مرشح
وتسود أجواء من التفاؤل المعسكر المصري وثقة بأن خطاب سوف تخلفً البلغارية «إيرينا بوكوفا ، وهيمنت حالة الجدل حول ظروف ترشح مرشحة فرنسا علي المعسكر الفرنسي وسط سخط عدد كبير من الدول الاعضاء من تقدم باريس بمرشحة في مخالفة صارخة لعرف مستقر يمنع دولة المقر من المنافسة علي منصب المدير العام لليونسكو.

وفي الوقت الذي تحاصر فيه الشبهات المتعلقة « بمحاولة التأثير بدفع الأموال» بمرشح قطر, ولا توجد فرص قوية للمرشحين العرب وخاصة مرشحة لبنان فإن فرص مصر في تزايد بعد تلقي دفعة قوية بتنازل العراق لصالح مصر.

وأعربت مشيرة خطاب عن سعادتها بخطوة العراق بسحب ترشيحها لصالح مرشح مصر، وثقة في قدرة مصر علي النهوض باليونسكو.

وأعربت عن أملها في أن تمنح الخطوة العراقية زخما كبيرا لحملة مصر للفوز بهذا المنصب الرفيع.

وأكدت في تصريحات خاصة لـ «الأهرام» أمس أن مصر تتمتع بعلاقات جيدة وطيبة في جميع دول العالم، فهي دولة تحترم السلام، ولا تتدخل في شئون الدول الأخري، ونحن علي ثقة بأن التقدير والتأييد العالميين لمصر وللثقافة المصرية والحضارة المصرية، سوف ينعكس علي دعم المرشحة المصرية التي تسعي إلي الوصول إلي قاسم مشترك أعظم يعبر عن التطلعات الإنسانية في هذه المرحلة المهمة.

وقالت بالطبع الوضع الأمثل كان وجود مرشح عربي واحد، لأن وجود أكثر من مرشح عربي يؤدي إلي تفتيت أصوات الدول العربية، ويعطي فرصة لمجموعات جغرافية سبق أن تولت هذا المنصب أن تدخل الصورة وتتنافس معنا علي المقعد، لذلك أقول إن الوضع الأمثل هووجود مرشح عربي واحد، ولكن الواقع المفروض علينا حالياً هووجود أكثر من مرشح عربي، وللجميع الاحترام ماداموا يتنافسون بشرف. ولا أحد يعلم ماذا سيحدث في الساعات المقبلة أوالجولات المقبلة من التصويت، ربما يحدث توافق عربي واتفاق، ولا يضيع المقعد من المجموعة العربية..

ومن ناحية أخري رفضت خطاب التطرق إلي مسألة»العوامل المساعدة» ، والاتهامات التي تطارد بعض الدول باستخدام المال، وخاصة قطر للفوز بالمنصب، وأكدت أن مصر تكن كل الاحترام للشعب القطري، ، ولكن مصر دولة تعتمد علي رصيدها الثقافي والحضاري، وقوة الشعب المصري، وتأثير ودور مصر الدولي..

وأكدت خطاب نحن في النهاية نتنافس بعيدا تماما عن السياسة، فنحن نتنافس في إطار الثقافة والتعليم، وقضايا إنسانية بالغة الأهمية، ،والمرحلة الراهنة في العلاقات الدولية تتطلب حكمة وخبرة وثقافة ووسطية واعتدالا تمثلها مصر، وأملنا أن لدينا من الموارد البشرية والخبرات والعلاقات الدولية، ما هوأغلي وأثمن كثيراً من أي أموال.

ومن ناحية أخري أكدت أن التحديات الراهنة تضيف لأهمية اليونسكو، وندعوجميع الدول الأعضاء إلي التضافر لدعم هذه المنظمة، التي تحتاجها الإنسانية أكثر من أي وقت مضي، وهناك ضرورة لإنفاذ ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة إنفاذ النظام الأساسي لمنظمة اليونسكو، لأن العالم تغير، والمهمة الأساسية لليونسكوهي بناء السلام في عقول البشر. ولكن السؤال هوكيف نبني هذا السلام، فالحرب الآن لم تعد حرب جيوش، بل حرب أفكار وكلمات، فكيف نستعيد الاعتدال والوسطية وكيف نعبر عن ضمير الإنسانية؟ هذه مهمة اليونسكو.

واوضحت أن التعليم والثقافة هما ما تحتاجه الإنسانية الآن لمحاربة التطرف والإرهاب، ونتكلم هنا عن التعليم كما اتفقت عليه دول العالم أجمع، فالاستثمار الجيد في التعليم سيكون عائده كبيرا علي كل المجالات التي تختص بها اليونسكو، ويعود بالإيجاب علي الثقافة، ويسهم في صنع ثقافة احترام التعددية والتنوع والاختلاف، فلا يوجد أهم من حماية البشر وثقافاتهم وحضاراتهم وتراثهم.

ويتنافس علي المنصب بجانب «خطاب»، المرشحة اللبنانية الرسمية «فيرا خوري»، التي تعمل منذ 20 عامًا في اليونسكو، ووزير الثقافة القطري السابق حمد عبد العزيز الكواري، ،ووزيرة الثقافة والاتصال الفرنسية السابقة «أودري أزولاي»، وتضم المنافسة مرشحين من أذربيجان وفيتنام والصين. ورغم وجود 7 متنافسين علي منصب المدير العام لليونسكو، فإن المنافسة باتت محصورة بين الثلاثة الكبار، هم المصرية مشيرة خطاب، والمرشح الصيني ، والمرشحة الفرنسية.

ومن العاصمة الفرنسية باريس يقول الكاتب محمد سلماوي عضواللجنة الاستشارية لدعم مشيرة خطاب المرشحة المصرية لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، أن الأجواء داخل المنظمة مشجعة للغاية، والمرشحين السبعة كلهم موجودون يعقدون اللقاءات داخل مقر المنظمة.

وقال في تصريحات لرنا جوهر مندوبة الأهرام إن المنافسة قوية جدا لكنها تنحصر حتي الآن بين مصر وفرنسا والصين.

وأكد أن الجميع هنا يشيدون بالمرشحة المصرية ، وأن مصر فرصها هذه المرة أفضل من ذي قبل ، وذلك لعدة أسباب أهمها بالتأكيد قيمة مصر التراثية والتاريخية، وقد تم توظيفها بشكل لم يسبق له مثيل، حيث كانت الدولة تقف بقوة وراء المرشحة، وقد بذلت مصر جهدا كبيرا علي جميع المستويات لدعم المرشحة، فعلي المستوي الرئاسي حدثت العديد من الاتصالات المهمة، التي لم يعلن عنها، مع رئاسة بعض الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لليونسكو، هذا بالإضافة إلي الجهد الكبير والناجح الذي قامت به الخارجية المصرية من خلال الاتصال بكل عواصم الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي وعددهم 58 دولة.

وهناك عنصر آخر غاية في الأهمية تستند إليه مصر في هذه المعركة وهوقدرات المرشحة نفسها ومؤهلاتها، وأشار إلي أن هناك شبه إجماع من الجميع علي أنها من أكثر المؤهلين من بين المرشحين السبعة للفوز بالمنصب، موضحا أن خطاب أبهرت المجلس في جلسة الاستماع التي أقيمت للمرشحين منذ شهرين تقريبا، بالمعلومات التي لديها والحلول الجاهزة التي قدمتها، وردودها علي أسئلة الأعضاء بإجابات وافية مدعومة بأرقام وإحصائيات، كما قامت المرشحة نفسها بزيارات لجميع عواصم الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لليونسكو.

وحول توقعه لحدوث مفاجآت في الجولة الأولي للانتخابات التي ستعقد اليوم الساعة 5 مساء، قال سلماوي أن الجولة الأولي تعد جولة تصفية ، يخرج منها المرشحون الذين لا يحصلون علي الحد الأدني من الأصوات ويستمر المرشحون الأقوياء إلي الجولات التالية، وأكد انه من الصعب بناء أية توقعات علي نتائج هذه الجولة، وأعطي مثالا لانتخابات اليونسكوعام 2009، والتي كان وزير الثقافة السابق فاروق حسني مرشحا فيها لتولي منصب مدير عام اليونسكو، حيث حصل فاروق حسني وقتها علي 29 صوتا في تلك الجولة، بينما حصلت إيرينا بوكوفا، والتي فازت بالمنصب وقتها، علي 8 أصوات فقط، وبعد هذه الجولة حدثت مفاجآت غير متوقعة وفازت بوكوفا في الجولة الرابعة.

وقال إن معركة انتخابات اليونسكوتستخدم فيها جميع الأسلحة ، المال والنفوذ والمواءمات السياسية، فلوعدنا إلي وقت فاروق حسني فسنجد أن النفوذ اليهودي تدخل تدخلا معلنا وصريحا وبكل قوة ضده، لأنهم لا يريدون ان يتولي عربي هذا المنصب، لان منظمة اليونسكومعنية في الأساس بالحفاظ علي التراث، وهي مطالبة بالحفاظ علي الهوية الأصلية للأماكن الأثرية، ووجود شخصية عربية علي رأس المنظمة حتما سيقف حائلا أمام خططهم لتهويد القدس والمناطق الأثرية هناك، وأكد أن اللوبي اليهودي مازال يستخدم نفوذه اليوم لكن بطريقة مستترة ومن وراء الستار.

وأشار إلي أن سلاح المال من الأسلحة المستخدمة في المعركة من الكثير من الدول وليس فقط دولة قطر، فبعضهم يقدم وعودا بتقديم دعم لميزانية اليونسكو، وبعضهم يعرض إقامة صناديق خاصة لدعم أنشطة المنظمة.

وقال أن مرشحة فرنسا ومرشح الصين هما أقوي المنافسين للمرشحة المصرية ، وأوضح أن مرشحة فرنسا تعتمد فقط علي قوة بلدها، وهي قوة لا يجوز أن يستهان بها، إلا أنها ليس لديها الكفاءة التي تؤهلها للمنصب، وليس لها وجود قوي داخل أروقة اليونسكو، وقد رشحها رئيس فرنسا السابق فرانسوا أولاند قبل ان يترك الرئاسة، اما مرشح الصين فقد كان ممثل الصين سنوات عديدة داخل منظمة اليونسكووبالتالي علاقاته قوية بها ويعرف الكثير عن العمل داخل المنظمة، هذا إلي جانب أن الصين تعد من اكبر الدول المانحة لميزانية اليونسكو.

ومن ناحية أخري أكد مسئول رفيع المستوي بوزارة الخارجية الفرنسية أنه لا يوجد نص ضمن بنود ميثاق المنظمة يمنع ترشح فرنسي لهذا المنصب وبدليل انه قد سبق للفرنسي رينيه ماهيو تبوؤ منصب المدير العام للمنظمة (اليونسكو) في وقت سالف بالفترة من (1961-1974)، وأوضح الدبلوماسي لمراسلة الأهرام في باريس أن المرشحة أودري ازولاي ليس لها برنامج يخص فرنسا ولا أوروبا إنما برنامجها عالمي.

وفي الوقت نفسه أشار المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إلى أن اليونسكوسيشهد انتخابات حاسمة،وأوضح إن فرنسا ملتزمة بمساعدة المنظمة علي تعزيز نفوذها الأخلاقي والفكري الذي يقوم عليه ولايتها .وأكد المتحدث ضرورة مواصلة اليونسكودورها في تدفق الأفكار بحرية عن طريق تعبئة جميع الوسائل اللازمة لتعزيز حرية التعبير والصحافة.

وقد استمر الجدل الدائر حول ترشيح أودري أزولاي خلفا للبلغارية ايرينا بوكوفا، في هذا السباق الذي أصبح سياسيا أكثر من كونه ثقافيا!؟. ولايزال السؤال يتردد بقوة عن سر نكوص فرنسا عن تعهدها في وقت سابق من تأسيس المنظمة بعدم تقديم مرشح يتنافس علي منصب رئاسة اليونسكوفي مقابل عضويتها الدائمة ضمن الدول الأعضاء الـ 58 أصحاب القرار بالمنظمة،فضلا عن أن باريس دولة المقر وهوما يخول لها تأثيرا واضحا ومباشرا علي الدول الأعضاء يحول دون تكافؤ الفرص، واتخاذ القرار بل نزاهة المنافسة بداخل المنظمة الأممية.

والسؤال يطرح نفسه هل ستصوت فرنسا لوزيرتها السابقة أودري أزولاي؟. خاصة ان ترشيحها جاء بغتة وفِي مرحلة الأنفاس الأخيرة للرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا اولاند، وتقول بعض المصادرأن هذا القرار قوبل باعتراض شديد وجدل من الأحزاب المعارضة -آنذاك-بل من داخل حزبه نفسه، إلا أنه لا يخفي علي احد أن هناك اتفاقات تتم في الكواليس يتجلي منها بوضوح انه أراد إرضاء «المجلس الممثل للمنظمات اليهودية في فرنسا» المعروف بـ كريف ( CRIF) وتجدر الإشارة إلي أن المرشحة الفرنسية هي ابنة أندريه أزولاي الذي كان مستشارا لملك المغرب.

وكشفت المصادرالفرنسية عن ان حزب الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون شعر باستياء من ترشيح ازولاي.وقالت المصادر إن هناك تنافسا دوليا بين بعض الدول التي لا ترغب في فوز مرشحين بعينهم، وأشاروا علي سبيل المثال لا الحصر إلي اليابان التي لا ترغب في فوز مرشح للصين أوفيتنام لما بينهما من خلفيات عدائية تاريخية

إضافة إلي انه رغم أن مرشحة لبنان لها باع طويل (عشرون عاما للعمل في المنظمة) فأإن فرص نجاحها ضئيلة.

تعليقات

المشاركات الشائعة