هانى شاكر: «راضى عن نفسى»
المصدر الوفد . alwafd.org . أخبار الفن
حذرت «هيفاء وهبى».. ومستمر فى الحرب ضد الإسفاف
منصب نقيب الموسيقيين أخذ جزءًا كبيرًا من فنى.. وخدمة زملائى شرف
لن أكرر تجربة الغناء للخليج.. ولم أندم على تقديم اللون الشعبى
يمتلك أمير الغناء العربى، هانى شاكر، إلى جانب الموهبة، ذكاء الاختيار، فقد قدم كل الألوان الغنائية واستطاع أن يتواصل مع الأجيال الجديدة بأغان رشيقة اللحن وعميقة المحتوى، ومؤخرا شارك هانى شاكر فى مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ26، وقدم حفلا رائعا تزاحم خلاله الجمهور من أجل سماع أغان قديمة وحديثة.
يشغل أمير الغناء العربى منصب نقيب الموسيقيين، وبالرغم من مهام وأعباء المنصب لم ينفصل عن فنه، ويحاول من وقت لآخر تقديم إنتاج جديد يناسب روح العصر ويحمل أصالة الماضى.
التقينا الفنان هانى شاكر، ودار حوار طويل عن حفله الأخير فى مهرجان الموسيقى العربية وإنجازاته فى موقع نقيب الموسيقيين، ولماذا قدم أغنية شعبية، ورأيه فى حال المناخ الفنى، وهل لدية نية للعودة إلى التمثيل.
< أشاد النقاد بظهورك الأخير فى مهرجان الموسيقى العربية.. فكيف كانت ردود فعل الجمهور؟
- شاركت فى مهرجان الموسيقى العربية تقريبا فى أغلب دوراته، وأرى ان الدورة رقم 26 مختلفة، وتحمل قدرا كبيرا من الإبهار والتوهج، وقد حرصت على تقديم مجموعة متنوعة من الأغانى، وبالمناسبة لا يوجد فرق بين رأى النقاد والجمهور، لأن الناقد هو القاضى الذى يقف فى صف الجمهور، ويحاول إنصافه، وعندما يشيد النقاد بالحفل فتأكد تماما أن الجمهور أيضا أعجب بالحفل.. ولذا أقول «الحمد لله» لأننى ظهرت بشكل مشرف وكنت عند حسن ظن جمهورى الذى أحبه جدا وأحترم كل اختياراته.
ــ وما هو تقييمك لفعاليات الدورة 26 من مهرجان الموسيقى العربية ؟
بصراحة شديدة انا معجب جدا بالتنظيم الجيد، وحجم المشاركة العربية فى المهرجان، فقد التقى نجوم الغناء من عالمنا العربى من سوريا وتونس والعراق، وقد تحول المهرجان الى ملتقى للتبادل الثقافى والمعرفى.. لذا وجب الشكر للدكتورة ايناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، التى لا تتوانى فى البحث عن وسائل لتطوير المهرجان، ومؤخرا بات المهرجان فرصة لاكتشاف المواهب الشابة.
كفنان يميل الى الطرب الأصيل.. ما الذى تتمناه لمهرجان الموسيقى العربية؟
قد تحول المهرجان إلى عرس فنى ننتظره كل عام.. وهذه النوعية من المهرجانات مهمة ومطلوبة لأنها تحافظ على التراث الأصيل وتحارب الإسفاف والابتذال الذى طال الساحة الغنائية مؤخرا، وأتمنى من كل قلبى أن يقام المهرجان فى كل أقاليم مصر وأن يظل موجودًا طوال العام.
بمناسبة الإسفاف والابتذال.. ما الإجراء الذى اتخذته نقابة الموسيقيين ضد هيفاء بعد ظهورها بملابس مثيرة فى حفلها الاخير بالقاهرة؟
منذ جلوسى على كرسى النقيب وانا احارب الإسفاف والابتذال، واعلنت ذلك مرارا وتكرارا، ولن اتراجع عن موقفى لإيمانى القوى بأن الغناء قيمة يجب الحفاظ عليها.. وقد حذرت هيفاء من تكرار هذا الموضوع، ومن جانبها تعهدت بالالتزام فى حفلاتها المقبلة ولم تعترض على الامر.
هل يشعر الفنان هانى شاكر بالرضا عن أدائه نقيباً للموسيقيين؟
الحمد لله أشعر بكل الرضا.. عندما تقدمت لهذا المنصب، كنت أدرك وأعلم جيدًا، أن دور النقيب هو خدمة الأعضاء ومساعدتهم على حل أى مشكلة تعرقل طريقهم، ولا أبالغ إذا قلت إننى كنت أعتقد أنها مهمة سهلة، ولكن بعد التجربة، اكتشفت أنها مسئولية ومهمة كبيرة تحتاج إلى مجهود وتعب، لكن مهما كان حجم التعب والمجهود كل هذا ينتهى ويزول أمام الإحساس بسعادة الأعضاء لحظة حل مشكلة أو اكتساب ميزة جديدة.
وما أبرز إنجازاتك فى موقع النقيب؟
عندما توليت المنصب كانت النقابة تعانى ارتباكاً شديداً، لذا أخذت وقتاً طويلاً من أجل ترتيب الأوراق، وتصحيح العديد من الأوضاع الخاطئة، بعد ذلك نجحنا فى رفع معاش الأعضاء مرتين، وارتفعت قيمة الوديعة الخاصة بالنقابة إلى 3 ملايين، وقمت بعمل مشروع علاج يشمل العضو العامل والعضو المنتسب، ونجحنا فى استرداد أراضٍ خاصة بنقابة الموسيقيين، كان من الممكن أن تضيع لولا البحث عنها.
إلى أى مدى أثر موقعك كنقيب فى عطاء الفنان بداخلك؟
دون شك عملى نقيباً للموسيقيين أخذ مساحة كبيرة من إبداعى الفنى، ولكن كما قلت الإحساس بالسعادة بخدمة زملائى يجعلنى فخوراً بهذه المهمة، وأبذل فى المقابل جهداً كبيراً؛ حتى أتواصل مع جمهورى الذى يثق باختياراتى، أنا دائماً حريص على أن أكون عند حسن ظن جمهورى.
لماذا تراجع اسمك على ساحة الحفلات الغنائية؟
اسمى لم يتراجع، بالعكس أتلقى عروض حفلات كثيرة، ولكنى أرفض لأنها تقام فى أماكن لا تليق بما أقدمه من أغانٍ.. أنا أقدم نوعاً خاصاً من الأغانى لا يصلح للشواطئ، أو غيرها من الأماكن المفتوحة.. احترم بكل تأكيد زملائى الذين يغنون فى هذه الأماكن، ولكن نوعية ما أقدمه من أغانٍ تحتاج إلى مسرح وجمهور مختلفين، لذا اعتذر.
ما رأيك فى المناخ الغنائى الآن؟
لست راضياً عن حال الغناء فى هذه الفترة، وأتصور أن أهم عيوب هذه المرحلة هو قلة الحفلات.. أنا ألقى باللوم على الدولة فى هذا الاتجاه، فيجب أن تدعم الدولة الفن بصورة جادة ومباشرة، يجب أن تعود «ليالى التليفزيون» وتعود «أضواء المدينة»، وتتضافر جهود وزارتى السياحة والثقافة من أجل إقامة حفلات غنائية كبيرة وضخمة.. فى الماضى كانت هذه الحفلات تسعد الجمهور العربى كله من المحيط للخليج، وكانت أشبه بمهرجان فنى وإبداعى، وكانت هذه الحفلات، أيضاً، تسهم فى اكتشاف مواهب جديدة،
وتمنحها الفرصة، وتضعها على الطريق الصحيح.. الآن الدنيا تغيرت، وأصبحت الحفلات تقام داخل الفنادق الفاخرة فقط، وبالطبع الجمهور العادى لا يستطيع حضور هذه الحفلات؛ لأن قيمة التذكرة عالية جداً، ولا يقدر عليها كل الناس.. الفن ملك للناس كلها، وليس مقصورعلى فئة فقط
تردد أن هناك خلافاً بينك وبين «روتانا» بسبب ألبوم «أغلى بشر»؟
مندهش جداً من تعامل «روتانا» معى، فقد أهديت الشركة ألبوم «أغلى بشر»، وهو تجربتى الخليجية الأولى، وفوجئت بالشركة تهمل الألبوم، وأقسم بالله لم أحصل على مليم واحد من «روتانا».. كنت أتصور أن تحتفى بالألبوم، وتقوم بالدعاية اللازمة لكنها بكل أسف ظلمتنى، وألقت بالألبوم على الأرض.. لذا أنا غاضب من طريقة التعامل التى لا تليق بتاريخى.. النبى قبل الهدية لكن شركة روتانا رفضتها، وألقت بها على الأرض.. تمنيت الاحتفاء بالألبوم، خاصة أننى بذلت فى تحضيره مجهوداً كبيراً وخرج بصورة جيدة.
هل تفكر فى الغناء بالخليجى مرة أخرى؟
بصراحة شديدة لن أفكر فى الغناء بالخليجى مرة أخرى.. تجربة وعدت كان الهدف الأول من التجربة هو تقديم هدية لأشقائنا فى الخليج، وأنا مقتنع بها ولكن لن أكررها.
لماذا لجأ عدد من الفنانين فى الفترة الأخيرة إلى إنتاج أعمالهم على نفقاتهم الشخصية؟
عندما يقرر الفنان إنتاج ألبومه بنفسه يكون لسببين؛ الأول أنه لم يعثر على المنتج الكريم الذى يتحمس للفن الجيد قبل الربح.. أو ربما أنه يريد أن يقدم أفكاراً معينة لا تستوعبها أو ترحب بها شركات الإنتاج الموجودة على الساحة.. وقد قمت بهذه التجربة، وهى متعبة جداً، خاصة إذا كان الفنان لا يعرف آليات وقواعد الإنتاج وبعيداً عنها تماماً.
لماذا حدثت قطيعة بينك وبين المنتج طارق عبدالله لم تحاول التفاهم والحوار معه من أجل الحرص على نجاح الألبوم؟
لا توجد قطيعة ولا اى شىء انا احب طارق واحترمه فقد تحدثت مع طارق عبدالله كثيراً، وطلبت منه الاهتمام بالدعاية الخاصة بالبوم أغلى بشر لأنه من انتاجه طلبت منه الوفاء بالاتفاق المبرم بيننا، وكان رده عجيباً جداً، وهو أن الألبوم لم يحقق النجاح المادى الكافى.. بصراحة شديدة رده جعلنى أضرب كفاً بكف، وسألت نفسى «هو طارق عبدالله مش خايف على فلوسه» كان يجب أن يهتم بالدعاية والترويج للألبوم، ولكنه لم يفعل ولم يهتم، وهذا أمر محزن جداً. وأقصد من كلامى وجود خلاف فى وجهات النظر.
فى حياة كل إنسان لحظات انكسار ولحظة انتصار، أين تكمن هذه اللحظات فى حياتك؟
- عندما أقدم عملاً فنياً ينال إعجاب الجمهور والنقاد، أشعر بالرضا والانتصار، لكن إذا تحدثت عن الحزن، فيجب أن أقف طويلاً أمام رحيل ابنتى «دينا»، كانت مصدر سعادة بالنسبة لى ورحيلها خلق بداخلى حزناً دائماً لا يختفى أبداً.. تقدر تقول أحزانى عايشة معايا.. ولكن أحاول بقدر استطاعتى التغلب على حزنى بالعمل واللعب مع أحفادى، فقد رحلت «دينا» عن الحياة، وتركت لى حفيدين، هما «مجدى ومليكة» ربنا يبارك فيهما أشعر بالسعادة عندما أراهما، وهذا من رحمة ربنا بى.
هناك عدد من المبدعين يرون أن النظام الحالى لا يعبأ بأهمية ودور الفن.. ما رأيك؟
بالعكس النظام الحالى يهتم بالفن، ويرى أنه قوة ناعمة ومؤثرة، ولكن الدولة فى حالة حرب ضد الإرهاب، وهناك من يتربص بمصر فى الداخل والخارج، والنظام لديه معارك كثيرة، لكنى رغم كل ذلك متفائل، وأرى أن القادم أفضل بإذن الله، ولكن يجب علينا أن نعمل ونساند جيشنا العظيم ورئيسنا.. الوطنية تقتضى منا أن نقف جميعاً فى صف واحد ضد أى انسان لا يريد لبلدنا الخير والنهضة.
تردد أن هانى شاكر يريد العودة للتمثيل؟
- لست غريباً عن التمثيل، فقد سبق أن قدمت أكثر من عمل على شاشة السينما، منها فيلم «هذا أحبه وهذا أريده» وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، ولكن انسحبت وركزت فى الغناء، ومنذ فترة التقيت السيناريست أيمن سلامة، ودار بيننا حوار واتفقت معه على عمل فنى كبير.
وما ملامح الشخصية التى سوف تقدمها فى المسلسل؟
- سوف أقدم شخصية رجل أعمال وليس مطرباً، ولكن الحدوتة رومانسية وتعالج العديد من القضايا الاجتماعية التى ظهرت فى المجتمع بعد الثورة. وعلى أى حال الموضوع ما زال فى إطار التحضير، وأتمنى أن يخرج للناس بصورة وشكل جيدين.
كيف ترى حال الدراما والسينما الآن؟
بصراحة شديدة مساحة السيئ أكثر اتساعاً من الجيد، ولكن فى الدراما توجد محاولات لتقديم أعمال جيدة ومحترمة، ولكنى أغضب من الأعمال التى تقدم حواراً جريئاً لا يتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعنا.. فى السينما أيضاً سيطرت أفلام العنف، وهذا أيضاً مرفوض.. الأصل فى العمل الفنى هو أن يكون له محتوى جيد، وأن يحمل رسالة إيجابية يستفيد منها المتلقى.
اخيرا.. ما هو التطور فى قضية المطرب رامى صبرى ؟
معروف ان رامى صبرى محجوز بسبب الهروب من الخدمة العسكرية.. وانا احترمه واحبه كزميل له مكانة وقدر كبير، لكن لا يوجد اى شىء استطيع القيام به، فالأمر فى يد القضاء العسكرى الذى أثق بنزاهته وعدالته، وأتمنى ان تنهى ازمة رامى صبرى ويعود لجمهوره وأسرته.
هل تشعر بالندم على تقديم اللون الشعبى؟
اطلاقا لم اندم على اغنية «هاشكى لمين يا عين» لأن الأغنية استقبلها الجمهور بشكل رائع.. وكل النجوم الكبار قدموا اللون الشعبى وعلى الفنان التنوع والتجديد طوال الوقت لأن الثبات يعد موتًا حقيقيًا.
تعليقات
إرسال تعليق